عظم الله أجوركم يا أهل المحرق لوفاة آخر ما تبقى لكم من سواحل المحرق. إنه ساحل الغوص العظيم الذي تغنى به أهالي المحرق عبر السنين بالنهمة والموال. يا عشاق بحر المحرق الجميل عليكم بالبكاء لأنه مفيد للصحة كما أثبتت الدراسات؛ فالدموع عبارة عن تفاعلات كيماوية تأتي استجابة لدواعٍ وحالة انفعالية.

إخواني الأعزاء نحن أصحاب قضية إنسانية يتجلجل الحق في كل زواياها، ونحن أصحاب معاناة عميقة وعصيبة بأبعادها الإنسانية التي تحمل في طياتها الكثير من القصص والصور التي هي امتداد لتاريخ وماضي المحرق الجميل الذي اكتسب من الأجداد عبر التاريخ. لكن في عصر التكتلات والتجمعات تنعدم الرؤية وتنقلب الموازين إلى حد كبير حيث ترى البحارة ومرتادي البحر يلهثون وراء نوابهم والبلديين اللذين تم انتخابهم مطالبين منهم العطف والمودة للبقاء على البندر والسيف وهذا يعكس حجم تقاعسهم وحجم المصيبة، لأنهم يجيدون المراوغة بالوعود الكاذبة التي أصبحت سمة حضارية في مجالسهم العامرة بالجهابذة حيث المجاملات والمحسوبية.

وحتى نكون منصفين نحن نقدر ونثمن جهود المجلس البلدي بالإشراف شخصيا على المشروعات الضخمة والحيوية لخدمة أهالي المحافظة مثل بطولة فرجان المحرق لكرة القدم، وكان من الأجدر التخطيط لبطولة لعبة «لكركرت» حتى تعم الفرحة على الجميع ويذوب الجليل وتبقى الشمس بين أهل المنطقة الأصليين والمقيمين، وكذلك مشروع محمية طائر اللقلق بدوحة عراد يحسب للمجلس البلدي وللطيور معا وكان من الأجدر أن تقام محمية للبحارة، وكذلك تجديد سوق القصرية والمشاركة بأسبوع المرور ويوم الشجرة العالمي والمحافظة على البيئة وسواحل المحرق والتخطيط حاليا بطرد بحارة ومرتادي ساحل الغوص لطمس هوية الأجداد بكل هدوء باسم دعم الاستثمار والتطوير العمراني يجعلنا نهنئ ونصفق بحرارة للمجلس البلدي بمحافظة المحرق.

أما انتم يا نواب المحرق اسمعوا وعوا يقول رسول الله (ص): «اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة». وإن ضياع هوية ساحل الغوص أمر مهين يستوجب عليكم أن تتحملوا المسئولية قبل فوات الأوان، وليكن لديكم قليل من الصدقية والتعقل للحفاظ على تاريخ الأجداد، ختاما نبارك للمحافظة التخطيط ليوم الدشه العالمي لصيد اللؤلؤ مع العلم أن معظم المشاركين أصابهم دوار البحر لأنهم أصلا لا يفقهون شيئا في البحر.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)