العدد 2164 - الجمعة 08 أغسطس 2008م الموافق 05 شعبان 1429هـ

البذخ

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كثيرا ما تصدمنا وسائل الإعلام بالكثير من مظاهر البذخ العربي، وعلى وجه الخصوص الخليجي منه، وهي في ذلك ليست مخطئة وتعكس سلوكا يتمظهر في العديد من عاداتنا وثقافتنا. وفي هذا الصدد كشفت دراسة قام بها مجموعة من العلماء (http://www.uaestudents.net/vb/showthread.php?t=11452)، حذروا فيها من ارتفاع تكاليف الزواج في دولة الإمارات العربية المتحدة التي باتت، كما تقول الدراسة «من الدول الأعلى إنفاقا على الأعراس في الشرق الأوسط حيث تتراوح هذه النفقات ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار (7.5 إلى 11 مليار درهم إماراتي سنويا ... (وبأن) معدل تكلفة العرس الواحد لدى الأسرة متوسطة الحال بما يتراوح ما بين مائة وثلاث مائة ألف درهم تقريبا، اذ تنتشر أشكال البذخ المختلفة باعتبارها ملمحا من ملامح الوجاهة الاجتماعية».

وورد في موقع آخر ( http://www.adwforums.com/thread134111.htm) إن عروسين من أغنياء الخليج بلغت كلفة إقامة «مراسم زواجهما في الفضاء، خلال رحلة تستغرق ساعة واحدة عبر صاروخ سيطوف بهما على ارتفاع 100 كيلو متر فوق سطح الأرض، مقابل مليوني ونصف المليون دولار». وأنه سيكون بوسعهما الحصول «على ألبوم صور تذكارية للرحلة، بالإضافة إلى عقد زواج يثبت أنه تم في الفضاء وسيكون بوسعهما، إن رغبا في دفع المزيد».

وينقل موقع آخر معلومات (http://www.bdo0on.com/vb/showthread.php?t=4072) صادرة عن مركز دبي للإحصاء، ومركز المعلومات في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، تقول بأن «تجارا في إمارة دبي استوردوا في العام الماضي بضائع وسلعـا «غير أساسية» بقيمة 1.76 مليار درهم، وهي عبارة عن مساحيق تجميل ومواد كيميائية لصبغ الشعر والوقاية من أشعة الشمس، والعناية باليدين، مبيّضات للأسنان، ومزيلات للشعر، وعدسات ورموش صناعية، وأوراق معطرة، ومستحضرات تجميل حيوانية، فيما استورد تجار في إمارة أبوظبي عطورا ومواد تجميل ومستحضرات للعناية بالبشرة والشعر وتلميع الأظافر وكريمات الحلاقة بقيمة بلغت نحو 200 مليون درهم، خلال الفترة نفسها».

والأمر المؤكد أن دولة الإمارات ليست هي الوحيدة في هذا السلوك، إذ يشاركها الكثير من العرب الآخرين، بمن فيهم من ينتمون إلى دول غير خليجية، تناولت الكثير من وسائل الإعلام مظاهر البذخ التي يمارسونها.

لكن البذخ ليس سلوكا خليجيا كما تحاول أن تروج له وسائل الإعلام على اختلاف اتجاهاتها، بل لربما تفشى ليتحول إلى سلوك يتباهى به الغرب قبل الشرق. فمؤخرا كشفت عارضة الأزياء وسيدة الأعمال البريطانية كاتي برايس (جوردان) أن رضيعتها التي تبلغ من العمر عاما واحدا لديها أكثر من 100 زوج من الأحذية رغم أنها لا تستطيع السير بعد. ونقلت صحيفة الدستور الأردنية (http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%5CMiscellany%5C2008%5C08%5CMiscellany_issue307_day07_id71903.htm) نقلا عن صحيفة «ذا صن» البريطانية الشعبية عن جوردان قولها ان ابنتها «برينسيس تيامي» لديها أيضا عدد ضخم من الملابس التي لن تستطيع أن ترتديها جميعا. وقالت جوردان «أي شخص يدخل غرفتها (تيامي) يقول (يا للهول... هل لديها ما يكفيها من الأحذية؟) ، مضيفة أنها «تملك أكثر من 100 زوج من الأحذية كما أن ملابسها مضحكة». وأضافت أن طفلتها «تملك خزانة ملابس.. ولكنني اضطررت لطلب ثلاث خزائن أخرى لان ملابسها كثيرة جدا.. لن ترتدي جميع ملابسها.. ولكنني لا أستطيع أن أتوقف عن شراء كل هذه الملابس».

في السياق نفسه نشر موقع ميدل ايست اونلاين (http://www.realmadridclub.net/vb/showthread.php?t=65681) ملخص دراسة نادرة تكشف أن «أثرياء العالم ينفقون ببذخ على اليخوت والطائرات والفن ... ان ارتفاع ثروة أغنى أغنياء العالم حفز الطلب على الحياة الباذخة والعلامات التجارية الشهيرة .... إنهم يخصصون نحو ربع استثماراتهم في البذخ على اليخوت والطائرات وغيرها من المقتنيات باهظة الثمن وحوالي الخمس للفنون. .... وقدر تقرير الثروة العالمي لعام 2007 الذي يستخدم على نطاق واسع كعلامة دالة في مجال صناعة إدارة الثروة أن الأصول المملوكة لأغنى أغنياء العالم ارتفعت بنسبة 11 في المئة لتصل إلى 37 تريليون دولار العام الماضي ما حفز الطلب على أنماط الحياة الباذخة والعلامات التجارية الشهيرة ....وأظهرت الدراسة ان نحو 18 في المئة من الإنفاق على البذخ اتجه إلى المجوهرات و14 في المئة إلى مقتنيات أخرى مثل النبيذ والتحف والعملات ونحو 6 في المئة إلى الاستثمار في مجال الرياضة مثل شراء الفرق وسباق الخيول أو الزوارق».

ولربما يستغرب القارئ من خبر نشره موقع (http://www.gadgetsarabia.com/2007/11/18/most-expensive-remote-control/ ) يقول فيه «أن تشتري تلفازا بمبلغ يقارب الـ 35 ألف دولار أميركي فهذا ما يمكن أن يسميه البعض ترف و رفاهية و لكن أن تشتري جهاز تحكم عن بعد لهذا التلفاز بنفس المبلغ فهذا ما يدخل في نطاق آخر من البذخ غير المحسوب و الذي يتجاوز كل الحدود. فقد قدمت شركة دنماركية تدعى Lantic Systems وحدة تحكم عن بعد باسم «Gold RC1 Remote Control» و تمكنك من التحكم في أجهزة التلفزيون».

ثم بعد ذلك كله يستغربون، وأحيانا يستنكرون احتجاجات «الأفواه الجائعة» مهما بلغت نعومة تلك الاحتجاجات التي بات البعض ينظر إليها كنموذج يعبر عن «البذخ السياسي».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2164 - الجمعة 08 أغسطس 2008م الموافق 05 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً