العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ

أهالي جدحفص: متعاطو المخدرات يستبيحون المنازل الآيلة للسقوط

منازل مهجورة وأخرى آيلة للسقوط أصبحت ملاذا آمنا لمتعاطي المخدرات والمتاجرين فيها، كان الدخول إليها مغامرة غير مأمونة العواقب إذ تتضح من الوهلة الأولى معالم الصورة بأن الوجود في هذا المكان غير آمن بتاتا، إلا أن العمل الصحافي يتطلب عرض الحقائق للجميع.

«الوسط» بدورها اقتحمت هذا العالم بكل ما فيه من مخاطر ووقفت على جانب من تفاصيله المرعبة التي تنهار أمامها جميع تصريحات المسئولين والمجتمع على حد سواء؛ للحد من هذه الظاهرة المقلقة عبر تسليط الضوء عليها عن قرب لتِبيانها للجميع وخصوصا بعد ما أشهر أحدهم نهاية الأسبوع الماضي السلاح بوجه أهالي جدحفص.

المكان الذي يتخذه متعاطو المخدرات وكرا عبارة عن بيت مهجور يعود لأحد أهالي المنطقة صدر له قرار إزالة، ولكنه لم ينفذ حتى الآن. أهالي المنطقة يطلقون عليه اسم «السادة» نسبة إلى ساكنيه بالسابق، كما لاحظنا أنهم يخشون الاقتراب منه ليلا ويحذرون أبناءهم من الاقتراب من المكان؛ نظرا إلى وجود أعداد كبيرة من متعاطي المخدرات والمتاجرين فيها. ولكي نكتشف الغموض أكثر كان لابد من الدخول للمكان.

البيت من الداخل لا يوحي أبدا بوجود أشخاص يعيشون بداخله فالمدخل الرئيسي من دون باب فضلا عن أنه مملوء بالقمامة وجدرانه متهالكة وأرضية الوكر تكسوها قطع من «الكراتين» والألحفة تستخدم فراشا للنوم وتتناثر بعض المعلبات الفارغة هنا وهناك. المكان مظلم تماما ولا يوجد بالداخل أي مصدر للإضاءة، غير أن مرتادي هذا الوكر يبدو أنهم قد تأقلموا جيدا على هذا الوضع.

(م.ع) كان موجودا ليلة الحادثة حيث يقول: «إننا كنا نحتفل بمناسبة دينية إلا أننا تفاجأنا بوجود أعداد كبيرة من متعاطي وتجار المخدرات أمام المنزل المهجور؛ مما يدل على وجود صفقة كبيرة لبيع هذه السموم فبادر الأهالي من تلقاء أنفسهم لمحاولة منع إكمالها. المفاجأة تمثلت في اشهار السلاح بأوجهنا من أحد الموجودين هناك؛ مما أثار الهلع والخوف بنفوس الأهالي حينها»، متسائلا عن كيفية حصول هذا الشخص على السلاح الناري؟

من جهته أضاف أبوعلي ردا على بيان وزارة الداخلية، مستغربا كيف أن وزارة الداخلية لا تعلم عما يحدث بهذا المنزل المهجور على رغم وفاة شخصين بالعام الماضي بداخله بسبب المخدرات، شاكرا بالوقت ذاته وقفة النائبين الشيخ عادل المعاودة وعبدالحسين المتغوي مع أهالي المنطقة ضد متعاطي المخدرات وتجارها.

الأهالي هذا اليوم قاموا بإلصاق اليافطات التوعوية لتنبيه متعاطي المخدرات إلى مدى خطورة المخدرات، آملين التعاون التام من قبل كل الجهات المعنية لنجاحها.

من جهته، قال أحد وجهاء القرية بالمنطقة: «قمنا بتوجيه عدة رسائل لعدة أطراف منها رسالة إلى وزارة الداخلية للمطالبة بتكثيف الدوريات الأمنية بالمنطقة وتحمّلها المسئولية الكبيرة على أكمل وجه»، وطالب البلدية كذلك بالعمل على هدم المنزل سريعا ورسالة أخرى للآباء والأمهات، ناصحا إياهم بالالتفات جيدا إلى أبنائهم من أصدقاء السوء، ومقدما رسالة أخيرة للشخصيات بالقرية بالحضور وتحمّل المسئولية الملقاة على عاتقهم، ومشددا على عدم التساهل؛ لكون العواقب وخيمة على الجميع.

أخيرا، بدت الصورة أفظع مما كنا نتصور لها، ونتساءل: هل ستقف الدولة بكامل أجهزتها لحل المشكلة دونما إيجاد الحلول لها بأسرع وقت ممكن؟

العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً