ودع السويسري روجيه فيدريه المصنف أول من الدور ربع النهائي بخسارته أمام الأميركي جيمس بليك المصنف ثامنا 4/6 و6/7 (2/7) أمس (الخميس) ضمن مسابقة كرة المضرب في دورة الألعاب الاولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين حتى 24 الشهر الجاري.
وكان فيدريه وضع اولمبياد بكين كواحد من أولوياته لتعويض خيباته المتكررة في الفترة الأخيرة والتي ستجعله يخسر المركز الأول في التصنيف العالمي الاثنين المقبل لمصلحة غريمه الاسباني رافايل نادال، وقد لقي الخروج المبكر من منافسات الألعاب الاولمبية للمرة الثانية على التوالي، إذ انه خرج من الدور الأول في أثينا 2004 بعدما كان قد فشل على أعتاب البرونزية في سيدني 2000.
ولم يتمكن فيدريه هذه السنة من الظفر سوى بدورتين مهمتين هما استوريل وهاله، وخسر نهائي رولان غاروس الفرنسية وويمبلدون الانجليزية على يد نادال، وسبقهما خسارته في الدور نصف النهائي لبطولة استراليا المفتوحة أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الثالث عالميا.
وفي حال خسر فيدريه (27 عاما) لقب دورة الولايات المتحدة المفتوحة التي تبدأ بعد أسبوع تقريبا فان هذا الموسم سيكون احد أسوأ مواسمه كونه اعتاد تحقيق 3 ألقاب كبرى سنويا، كما سيكون عليه انتظار 4 سنوات أخرى لمحاولة أن يصبح ثاني سويسري يتوج بالذهب الاولمبي بعد مارك روسيه في برشلونة 1992.
وبدا المستوى متقاربا بين اللاعبين في المجموعة الأولى قبل أن يتقدم بليك 5/4 ويكسر إرسال السويسري حاسما المجموعة لمصلحته، ثم سجل تقدما مريحا في الثانية 3/صفر، بيد أن فيدريه جهد للعودة إلى أجواء اللقاء فارضا التعادل 6/6.
وكانت الكلمة الأخيرة لبليك الذي فاز في الشوط الفاصل 7/2 محققا فوزه الأول على فيدريه في 9 مواجهات جمعت بينهما، وهو سيلتقي في الدور المقبل مع الفرنسي بول هنري ماتيو أو التشيلي فرناندو غونزاليز.
فيدريه: جدول مباريات المضرب «سخيف»
تذمر السويسري روجيه فيدريه المصنف الأول من جدول مباريات مسابقة كرة المضرب خلال أولمبياد بكين 2008 واعتبره «سخيفا»؛ لأنه اضطر للعب 6 مباريات خلال 4 أيام فقط.
ويمثل يوم الأربعاء ما يتحدث عنه فيدريه لأنه اضطر لترك الملعب بسرعة بعد ثأره من التشيكي توماس بيرديتش الذي أطاح بالسويسري من الدور الثاني لأولمبياد أثينا 2004، في مباراة استمرت ساعة و40 دقيقة، وذلك من أجل خوض مباراة الزوجي.
وقال المصنف الأول: «أجد واقع أننا نلعب على الأرجح 11 مباراة في 7 أيام سخيفا جدا بكل صراحة»، وهو يشارك في أولمبياده الثالث بعد الأول في سيدني 2000 عندما سقط في الدور نصف نهائي أمام الألماني طومي هاس، وأثينا 2004 إذ خسر في الدور الثاني أمام بيرديتش.
وتابع السويسري الذي سيتنازل الاثنين المقبل عن عرش التصنيف العالمي بعدما تربع عليه منذ 2004: «اعلم أن الأمطار تساقطت في اليوم الأول، لكن بصراحة لا أفهم لماذا لا نلعب دورة من هذا الحجم على مدى 10 أيام، إنه الندم الوحيد الذي ينتابني حاليا، وأعتقد أننا نطلب القليل».
مشكلة تواجه جميع اللاعبين
وتعتبر مسابقة كرة المضرب في الألعاب الاولمبية بحجم بطولات الغراند سلام الأربع، إلا إن مبارياتها تلعب بنصف المدة الزمنية التي تتوزع عليها مباريات البطولات الكبرى.
وكان الإسباني رافاييل نادال المصنف الثاني بدأ يوم الاثنين الماضي مباراته مع الإيطالي بوتيتو ستاراتشي في العاشرة والنصف صباحا، لكنه لم يخرج من الملعب إلا بعد ظهر ذلك اليوم بسبب الأمطار التي عطلت اللقاء الذي انتهى لمصلحته بصعوبة (6/2 و3/6 و6/2)، وفي اليوم ذاته تواجه الأميركي سام كويري مع الروسي إيغور أندرييف ثم بقي في الملعب لمواجهته مجددا في الزوجي، علما أن لقاء الفردي انتهى لمصلحة الأخير.
ورأى فيدريه أن الجدول الموضوع صعب للغاية على اللاعبين الذين يشارك معظمهم في بطولة أميركا المفتوحة، آخر البطولات الأربع الكبرى التي تنطلق في 25 الشهر الجاري، مضيفا «لقد صعبوا المهمة علينا كلاعبين، كنت آمل أن يكون هناك المزيد من الأيام، لكن هذا هو الواقع الذي نواجهه حاليا».
ويقدم فيدريه مستوى عاديا جدا هذا الموسم، ويأمل أن تعوض ذهبية الأولمبياد شيئا من البريق الذي فقده لمصلحة غريمه نادال المتوج بلقب بطل رولان غاروس الفرنسية للعام الرابع على التوالي، وبلقب بطولة ويمبلدون الإنجليزية للمرة الأولى، بفوزه في المناسبتين على فيدريه.
وواصل السويسري حديثه قائلا: «أعلم تماما صعوبة الفوز بميدالية هنا (بكين)، إنها صيغة صعبة للغاية أن تلعب 6 مباريات في 7 أيام، إضافة إلى 5 مباريات في الزوجي إذا أردت الحصول على الذهبية فيها أيضا».
المفاجآت متوقعة
وسط الظروف القائمة
ولطالما حملت كرة المضرب معها المفاجآت في الألعاب الأولمبية وفرضت تقليدا بأن تكون الذهبية في غالبية الأحيان من نصيب لاعبين خارج نادي الكبار، مثل التشيكوسلوفاكي السابق ميروسلاف ميسيير (سيول 1988) والسويسري مارك روسيه (برشلونة 1992) وأخيرا التشيلي نيكولاس ماسو (أثينا 2004)، ما يعني أن فيدريه ونادال قد لا يخرجان من بكين وفي عنق أي منهما الذهب.
وقد يكون واقع دراية فيدريه بالتاريخ وما ينتظره في الأيام القليلة دفعه للتذمر من مواضيع أخرى مثل المناخ والظروف التي يواجهها اللاعبون في العاصمة الصينية، إذ أشار السويسري إلى معاناته مع الرطوبة والحرارة المرتفعتين: «أنا لا استعمل المنشفة لأمسح عرقي بعد كل نقطة إلا عندما أتمرن في دبي لكن هذا الأمر يحصل معي هنا».
وأردف فيدريه الذي يمضي الكثير من وقته في دبي اذ يملك فيلا ضخمة، قائلا: «المضرب يصبح رطبا وزلقا وهذا يصعب الأمور لأني لا احصل على الإحساس المطلوب خلال اللعب، أتصبب عرقا من الرأس حتى القدمين، العرق في عيني يجعل الأمور أكثر تعقيدا».
ولم يختلف الأميركي جيمس بليك مع السويسري حول هذا الموضوع إذ قال: «سيكون الوضع قاسيا، في نهاية الأسبوع لن يكون واقفا على قدميه إلا اللاعب الذي يملك أعلى لياقة بدنية».
وسيكون بليك الثامن خصم فيدريه في ربع النهائي بعد فوزه الأربعاء على الفرنسي جيل سيمون العاشر (6/4 و6/2).
وبدوره يلعب نادال الذي يشارك في الفردي للمرة الأولى بعد أن خاض الزوجي في أثينا قبل 4 سنوات، في ربع النهائي مع النمسوي يورغن ميلتسر، بعد أن كان الإسباني تخلص من أندرييف في الدور الثالث.
العدد 2170 - الخميس 14 أغسطس 2008م الموافق 11 شعبان 1429هـ