العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ

منافسات كرة القدم أشبه بالضيف الثقيل على الأولمبياد

تذهب منافسات كرة القدم بشكل معتاد لزيارة الاولمبياد كل أربع سنوات لكنها تكون أشبه بالضيف الثقيل الذي يرفض مغادرة الحفل ويصر على البقاء. وكرة القدم من الرياضات القليلة التي تمنع معظم لاعبيها البارزين من المشاركة وحتى أن إقامة الكثير من مباريات هذه المنافسة في اولمبياد بكين كان يقام بعيدا بمئات الكيلومترات عن العاصمة الصينية التي تحتضن باقي الألعاب المختلفة.

وأجبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) المنتخبات المشاركة على إشراك لاعبين أقل من 23 عاما في المنافسات مع السماح بثلاثة لاعبين فوق السن وذلك ليمنع منافسات الاولمبياد من خطف الأضواء من كأس العالم التي ينظمها.

ويشعر الكثير من النقاد بأن هذا الأمر يخلق روحا غير طيبة وسيكون من الأفضل عدم إدراج كرة القدم في منافسات الاولمبياد أو رفع هذا الحظر لتكون كمعظم الألعاب الأخرى.

وعلى رغم هذا الأمر فإن المثير للجدل أن منافسات كرة القدم التي شهدت مباراتها النهائية فوز الأرجنتين 1/صفر على نيجيريا جذبت رقما قياسيا بلغ 2.14 مليون مشاهد في 58 مباراة للرجال والسيدات بمتوسط بلغ نحو 36 ألف مشاهد للمباراة.

كما قدمت كرة القدم اثنين من أبرز لاعبي العالم في بكين عندما ضمت الأرجنتين ليونيل ميسي واختارت البرازيل رونالدينهو في تشكيلتها كأحد اللاعبين الثلاثة فوق السن.

وبدت شكوك كبيرة بشأن إمكان مشاركة ميسي بعد الحرب الكبيرة التي دارت بين الأرجنتين وفريقه برشلونة الاسباني بشأن أحقية أي منهما في الاستفادة بخدمات هذا اللاعب الموهوب.

وقبل يوم واحد من المباراة الأولى للأرجنتين بالمسابقة فاز برشلونة بالاستئناف الذي تقدم به لمحكمة التحكيم الرياضية الدولية ضد قرار الفيفا بضرورة السماح للاعبين أقل من 23 عاما ومنهم ميسي بالمشاركة في الاولمبياد.

وقال رئيس الفيفا سيب بلاتر إن الانتقاد الموجه لكرة القدم يأتي في المقام الأول من أوروبا وأشار إلى أنه باستثناء اولمبياد برشلونة 1992 واولمبياد أثينا 2004 شهدت منافسات كرة القدم إقبالا كبيرا منذ إقامة البطولة بين لاعبين تحت 23 عاما.

وأضاف بلاتر «أوروبا تشعر بالإشباع من كرة القدم» كما أكد أنه سيسعى لإقامة البطولة بالنظام ذاته في اولمبياد لندن 2012.

وقال بلاتر: «يمكن سؤال المنظمين في أتلانتا (1996) أو سيدني (2000) أو بكين (2008) إذا لم تكن رغبتهم هي إقامة منافسات كرة القدم بالاولمبياد».

وأضاف رئيس الفيفا أنه يأمل أن تجد بريطانيا حلا يسمح بمشاركة منتخب بريطاني في اولمبياد لندن المقبلة.

وترفض اتحادات كرة القدم في ويلز وايرلندا الشمالية واسكتلندا المساهمة في تكوين منتخب لبريطانيا خوفا من إنشاء منتخب بريطاني واحد للمشاركة في البطولات الأوروبية وكأس العالم.

لكن البطولة تلقى اهتماما أكبر في دول قارتي أميركا الجنوبية وإفريقيا.

وكانت البرازيل تتطلع بشدة للفوز باللقب هذا العام للمرة الأولى في تاريخها حتى أن مدرب منتخب البلاد الأول دونغا تولى مسئولية تدريب الفريق الاولمبي لكن تبددت أحلام البلاد في تحقيق هذا الأمر بعد الخسارة بنتيجة 3/صفر أمام الأرجنتين في الدور قبل النهائي وهي النتيجة التي ربما تتسبب في فقد دونغا منصبه.

واستفادت الأرجنتين من وجود أكثر من لاعب شهير تحت السن مثل ميسي وفرناندو غاغو وسيرخيو اغويرو.

وفي استطلاع للرأي في صحيفة كلارين الأرجنتينية قال 63 بالمئة من القراء إن المباراة التي شهدت الفوز على البرازيل كانت الأمتع في السنوات العشر الأخيرة لمنتخب البلاد.

وأثبت لاعبو كرة القدم أنهم أصحاب الشعبية والاهتمام الأكبر من باقي الرياضيين.

وأقام المنتخب البرازيلي الذي اعتاد ترتيب إقامته في فنادق ذات رفاهية عالية في الدورات السابقة هذه المرة في القرية الاولمبية لدى وصوله إلى بكين وتسبب وجود رونالدينهو في بعض القلق.

وشرح لاعب المنتخب البرازيلي دييغو كيف يقوم اللاعبون بالالتفاف حول رونالدينهو لحمايته من الطلبات المتتالية للتصوير في رفقته والحصول على توقيعه في المطعم وقال: «تشهد الوجبات التفافا حول (رونالدينهو) لكن الجميع يساعد في ذلك».

واعتبر لاعبون كثيرون أنهم نالوا أفضل خبرات مشوارهم مع كرة القدم وقال صانع ألعاب الأرجنتين خوان رومان ريكيلمي: «لا يمكن تخيل شعور المرء عند دخول القرية الاولمبية.»

وأضاف «نحن محظوظون بالإقامة فيها ومقابلة الرياضيين المختلفين من شتى أنحاء العالم. لقد كان الأمر رائعا لي واستمتعت به للغاية. لم أمر بهذه التجربة المميزة من قبل على الإطلاق».

وقال بيليه الذي أصبح أول برازيلي يحمل الشعلة الاولمبية العام 2004 إنه نادم على عدم المشاركة في أي اولمبياد سابقة.

وأضاف أحد أفضل لاعبي كرة القدم الذين أنجبتهم البرازيل «إذا كنت شاركت مرة واحدة لكنا فزنا بهذه الميدالية. غيابي عن الاولمبياد يمثل لي احد أكبر الإحباطات في حياتي».

وتؤمن البرازيل التي حققت رقما قياسيا في الفوز بكأس العالم خمس مرات أن اللقب الاولمبي في كرة القدم هو الوحيد الغائب عن خزائن البلاد المليئة بالبطولات والألقاب.

العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً