العدد 2184 - الخميس 28 أغسطس 2008م الموافق 25 شعبان 1429هـ

ناصر الكعيبي في ذمة الله

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

غاب عن دنيانا صباح الأربعاء الماضي، المرحوم ناصر الكعيبي، ابن منطقة عسكر التي شهدت طفولته ورجولته وقصة حياته.

ناصر الكعيبي كان إنسانا بسيطا راقيا ومقبلا على الحياة بما فيها، وهو رجل في الثلاثين من عمره، والكل يشهد له بحسن الخلُق ودماثة الطبع، وبر الوالدين وحب الأهل والأصحاب.

الفقيد كان إنسانا عظيما على من هم حوله بسبب أخلاقه العالية، إذ كان لا يحب المشاكل أو الدخول في جدال تافه، بل كان يهتم بالأمور التي تحتاج إلى رجولة في المواقف، وخاصة مع والدته وزوجته.

والدته التي تسأل الله الصبر على ما فقدته وتطلب له الرحمة، لما كان من ولدها لها ولغيرها في طيب المعاملة، التي كانت وما زالت تشهد له وتتذكر منه كل الطيب وحسن المعشر.

إن نموذج ناصر يجب أن يبقى ذكرى في أذهاننا، وعبرة عن عدم أهمية الدنيا، وإن ما يبقى منها هو العمل الصالح والسيرة الحسنة، والمعاملة الطيبة للآخرين، التي رصيدها الذكرى والدعاء لك.

لقد زفّ ناصر الكعيبي إلى بارئه بأعماله الموجودة بين الناس، وبكلامه الطيب وحبه الكبير لمن يعرفهم ولا يعرفهم.

فهو وإن فقدناه في الدنيا لا تزال ذكراه تعبق في أذهاننا، صورة الابن البار الذي يدخل يقبل رأس أمه ويخرج مقبلا نفس الرأس مرة أخرى.

ولعل ناصر لم يكن إنسانا معروفا جماهيريا، ولم يقلّد بعد مناصب حساسة في الدولة، لكن إنجازاته مع أهله وأصحابه وأخلاقه العالية في التعامل معهم هو الذي يجعلنا نذكره ونترحّم عليه.

فالعلو والرقي في المكانة الاجتماعية رصيد مهم يعززه حسن المعاملة مع الآخرين، وهذا ما يشهد له كل من عرف ناصر الكعيبي.

وللأسف مثل هؤلاء الأشخاص لا يعمرون كثيرا، فهم يتطلعون إلى لقاء البارئ أكثر من حب الدنيا ونزعاتها، ومثل هؤلاء الأشخاص يكون فقدانهم صعبا بالنسبة إلينا.

فلنتذكر في كل لحظة ما بقي لناصر عند ملاقاة ربّه من حسن أخلاق وبر واهتمام لأهله، ولنتذكر بأن الدنيا تدور بسرعة عجيبة فتجعلنا ننسى أعز الناس لنا، مما يجعلهم بعيدين عنا، ولا نتذكر إلا عندما تذهب الأجساد إلى ربها.

فلترقد يا ناصر الكعيبي بسلام وليسكنك الله فسيح جنّاته، ولتعلم بأن أمك وأهلك مشتاقون إليك، وما عزاؤهم فيك إلا أنك كنت رجلا بكل ما في الكلمة من معنى

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2184 - الخميس 28 أغسطس 2008م الموافق 25 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً