العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ

الفقيد هشام الشهابي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وصف العارفون بفضل وقيمة الفقيد هشام الشهابي التحاقه بالرفيق الأعلى «خسارة كبرى»، فقد كان قائدا سياسيا في مطلع السبعينيات، وناشطا عمّاليا قبل وبعد ذلك، ومهندسا له مشاركاته على مستوى الوطن العربي والبحرين، فقد كان رئيسا سابقا لجمعية المهندسين البحرينية ورئيسا سابقا لاتحاد المهندسين العرب، ونائب رئيس الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، ونائب رئيس لجنة التعليم والتدريب للمنظمات الهندسية، وكان خبيرا هندسيا في محاكم البحرين، وأشرف على تصميم فندق الخليج وجامعة الخليج العربي، وترأس أكثر من 12 مؤتمرا عالميا للخرسانة في البحرين، كما كتب مواصفات تقنية عالمية في شئون الخرسانة للتغلّب على التشققات الهندسية في المباني الكبيرة.

ويذكرأميل نخلة في كتابه«البحرين» دور الشهابي في التحضيرات التي جرت بين الناشطين السياسيين قبيل إجراء الانتخابات للمجلس التأسيسي العام 1972، وكيف قاد مجموعة من ثمانية أشخاص طرحوا أنفسهم ممثلين للمطالب العمّالية والنقابية والحقوقية، وكيف أنّ الشهابي اتصل بناشطين آخرين كانوا يطرحون أسماءهم للمشاركة في الانتخابات بهدف تحديد مطلب لجميع الراغبين في دخول المعترك السياسي يتمثل في إلغاء أحكام الطوارئ قبل الشروع الانتخابات. وقد طرح الناشطون الذين وافقوا على دعوة الشهابي على الاتصال بوزيرالبلديات والزراعة (وكانت تحت إشراف الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة) وتطالب بتسهيل توزيع البطاقات الانتخابية على أكبر عدد من المسجلين في سجل الانتخابات للتأكّد من توسيع المشاركة، وكتابة عريضة الى سمو الأمير الراحل تطالب بإلغاء أحكام الطوارئ التي كانت مطبّقة في البلاد، واستيضاح مدى عمق التجربة الديمقراطية التي كانت البحرين ستدخلها آنذاك. وعلى أساس ذلك عقد اجتماع موسّع في نادي العروبة بتاريخ 30 أكتوبر/ تشرين الأوّل 1972 لمناقشة محتويات وبنود العريضة التي كتبت ووقعها 32 شخصا وسلمت الى سمو الأمير الراحل.

الشهابي هو نفسه أيضا الذي تحرّك وتجاوب مع الفعاليات الأخرى في 1992 (بعد عشرين سنة) للاتفاق على عريضة نخبوية للمطالبة بالحياة الدستورية... وهذا التاريخ قريب منّا ونتذكّره، وهو يشير إلى ثبات هذه الشخصية الوطنية على مبادئها ويُعبّر عن أصالتها وكيف أن البحرين بخير؛ لأنّ فيها من أمثال هشام الشهابي... وعليه نفهم أيضا مقدار الخسارة التي نشعرها جميعا بعد رحيله عن الدنيا، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً