العدد 2215 - الإثنين 29 سبتمبر 2008م الموافق 28 رمضان 1429هـ

أم ترتجي «الأعلى للمرأة»المساعدة في الإفراج عن ابنها

لم أعقد العزم على بث زفيرة شكوتي سوى نتيجة الحنق والضيم الذي أعيشه كأم وسط عائلتي من دون أن اشعر بكياني بمعية أبنائي الذي بدا الواحد تلو الآخر افقده وذلك نتيجة مشكلة وقعت مصادفة مع ابني وكانت هي منفذ تراكمت بعدها سيل من المشكلات فوق رؤوسنا وبلغت لحد شفير الهاوية ...وتبدأ قصتي منذ وقت سجن فيه ابني ومعرفة بقية أفراد العائلة بأمر سجنه الذين سعينا كثيراُ على إخفاء أمر سجنه وذلك بتهمه سرقة بالإكراه...انه بعد مضي بضعة أشهر من فترة اعتقاله تسرّب خبر اعتقاله في السجون نتيجة معرفة أحد الأهل بأفراد يعملون في الداخلية الذين كشفوا للفرد القريب من الأهل، وهو زميل لهم عن وجود أحد من العائلة معتقل خلف السجن بتهمة سرقة، وما أنْ عرف الأهل والأقارب بمصير الابن الذي يبلغ من العمر 18 عاما، وقضى نحو السنتين والنصف من مدة اعتقاله التي تبلغ نحو 4 سنوات حتى بدأ العالم الآخر المحجوب عن الأعين يتجلّى بمعالمه السوداوية وكانت تداعيات نبأ سجن ابننا المراهق خلف القضبان كبيرة وخلق فجوة كبيرة في مسيرة ورابطة العلاقات الاجتماعية بين بيت أهل الزوج، وأهل الزوجة مع أم وأب الولد المسجون ...أولى هذه التداعيات أنه عندما وصل نبأ اعتقال الولد الى مسامع جدّه أصيب بجلطة في المخ نتج عنه مكوثه سريريا للابد عوضا عن قيام كلّ الأهل بمقاطعة علاقتهم وصلتهم الودية بعائلة الولد المسجون الذين أخفوا أمراعتقاله ، فيما ظل والد الابن المسجون يحمّلني أنا الأم مسئولية الخطأ الذي نجم عن تحويل ابننا وبلوغه الى المستوى الهش الذي وصل إليه؛ لكونني بحسب اعتقاده المسئولة بينما هو (الأب ) شخص مشغول طوال اليوم في العمل، وكان على أمه مراقبة ومحاسبة الأولاد في الداخلة والخارجة نظير تصرفاتهم الطائشة التي تبدر منه أحيانا وغير المسئولة او أيّ تصرف قد يثير شكوكا ما...واحد الأمور التي حمّلني ايّاها كذلك هي مسئولية فصل ابني الأصغر من المدرسة نتيجة تسربه المستمر من الدراسة والذي تذرع بحجّة أنني كنت ألاحظ مجيئه مبكّرا من دوام اليوم الدراسي وأخفيت كلّ هذه الامور عن علمه ...عموما مانتج عن اعتقال الولد أن كان صدمة كبيرة وأثرا بليغا على نفوس أقربائه ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الأمر الى صميم عائلته التي تفرّق شملها وتشتت حالها وأصبح كلّ فرد بمعزل عن الاندماج بالطرف الآخر ...أبرز المناساب التي مرّت على الأمة الاسلامية جمعاء وأضفت الفرحة والبسمة على شفاه الأهل الاّ بيتي الشاذ الذي خلا من ضحكة وفرحة المناسبة (القرقاعون)كان الوضع في بيتنا مختلفا وشيء آخر من الحزن والكآبة والوحدة والوحشة ...لذلك كل ما أنشد اليه عبر هذه الاسطر بضع كلمات أسوقها الى الجهات المختصة في المجلس الأعلى للمرأة والمعنية بتخفيف وطأة الاثقال والهموم عن كاهل المرأة البحرينية هو سماع ترنيمة صوتي الشجي الذي يعزف انشودة الوداع على أمل لاح وانقشع على حلم الحياة الوردية وسط عائلة تربطها أواصر المحبة والاحترام والتقدير ...حلمي الذي أنشد اليه هو إعادة ابني مجددا الى أحضاني وإطلاق سراحه قبل فترة العيد حتى تكتمل الفرحة ويعود شملنا إلى سابق عهده...لطالما مازال ابننا في سن المراهقة ومؤهلا لإصلاحه وتأهيله وتقويمه وإعادته الى جادة الصواب والهداية قد قضى نحو سنتين ونصف من فترة اعتقاله على رغم أن عمره إبان فترة اعتقاله كان في سن 16 والذي أصبح في عرف القانون أنه بلغ سن الرشد والذي يجعله ينخرط في صفوف سجن الكبار الخليط من مجرمي المخدرات وأصحاب الجنايات الكبرى ..سؤالي أليس سن الرشد في العرف العام هو سن الـ 18 الذي على أساسه يصبح الشخص الراشد له حق الحصول اوّلا على سجل تجاري، وكذلك على رخصة سياقة ..لماذا تم إبقاء ولدي في سجن الكبار حين كان عمره لايتجاوز الـ16 عاما والذي اعتبرتموه بأنه تجاوز سن الرشد ؟

(الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 2215 - الإثنين 29 سبتمبر 2008م الموافق 28 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً