العدد 2257 - الأحد 09 نوفمبر 2008م الموافق 10 ذي القعدة 1429هـ

دور الدين في «الأمم المتحدة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تعقد الأمم المتحدة «مؤتمر حوار الأديان» في 12 و13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وذلك في استجابة سريعة لطلب السعوديين انعقاد مثل هذا المؤتمر في إطار دعم ثقافة السلام، وهو الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله الأمم المتحدة.

منظمة الأمم المتحدة أنشئت على أساس تجمع أعضاء دول قومية ذات حدود جغرافية محددة، ولذلك فإن الموضوعات التي تعبر الحدود لم تجد لها نصيبا كبيرا من الاهتمام. ولكن أصبح واضحا الآن أن الدين لم يعد شأنا خاصا بين العبد وربه، إذ إن أصحاب الدعوات الدينية لعبوا ويلعبون دورا رئيسيا في حياة الأمم، وهم يصنعون الحروب، وبإمكانهم أن يصنعوا السلام. ومن هنا يأتي اهتمام الأمم المتحدة بهذا المؤتمر الذي سيشارك فيه عدد كبير من رؤساء الدول والقيادات الدينية ووزراء الخارجية.

وكانت وزارة الخارجية السعودية طلبت من الأمم المتحدة الدعوة إلى اجتماع رفيع المستوى تحت بند «ثقافة السلام» حتى يمكن إطلاع المجتمع الدولي على ما تم إنجازه أثناء المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد بمدريد في يوليو/ تموز الماضي بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومشاركة العاهل الإسباني. وبادرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالاستجابة ووجهت الدعوة إلى كل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة. وكانت المصادر الصحافية ذكرت أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة قررت في فترة سابقة، في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2007، الدعوة إلى عقد جلسة حوار بمشاركة منظمات المجتمع المدني ووفود رسمية رفيعة المستوى في العام 2010 وذلك لمناقشة قضايا الحوار والتفاهم والتعاون من أجل السلام فيما بين الثقافات والأديان المختلفة، ولذلك جاءت الاستجابة السريعة لطلب السعودية لأن انعقاد مثل هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة للإعداد لمؤتمر 2010.

مؤتمر مدريد في يوليو الماضي تحدث عن «وحدة البشرية والمساواة بين الناس على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وثقافاتهم»، وعن أن «التنوع الثقافي والحضاري بين الناس آية من آيات الله وسبب لتقدم الإنسانية وازدهارها»، وأن «الأديان تهدف إلى تحقيق طاعة الناس للخالق وتحقيق السلام والأمن للبشر جميعا»... إلخ، وهذه المبادئ تحتاج إلى تأصيل في المنظومة الدولية لإبعادها عن الأفكار المتطرفة التي تدعو إلى الصراع والاصطدام. إنه لأمر جميل أن تستجيب الأمم المتحدة لطلب السعودية بهذه السرعة، وأملنا أن تتحول مجموعة الدول الإسلامية إلى ثقل مؤثر في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2257 - الأحد 09 نوفمبر 2008م الموافق 10 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً