العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ

مؤلف فيلم «كباريه» يكره لافتة «للكبار فقط»

أكد المؤلف أحمد عبدالله الذي يعد من أشهر كتاب سيناريوهات الموجة الكوميدية الجديدة في السينما المصرية، أنه يعتبر فيلمه «كباريه» واحدا من أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

وأشار إلى أنه منذ بدأ في كتابة سيناريو الفيلم واتفق مع مجموعة ممثلين فيه، وهو يعلم أنه سيحقق ردود فعل كبيرة وسينجح تجاريا. وأوضح أنه رفض تقديم فيلم كوميدي بعدما شاهد الحياة الصعبة التي يعاني منها المواطنون المصريون أثناء وقوفهم أمام مخبز للحصول على رغيف الخبز، وكشف عن كراهيته لوجود لافتة «للكبار فقط» على أحد أفلامه لأنه يناقش أعمالا تمس جميع الطبقات من الطفل وحتى الشيخ العجوز، ونفى أن تكون شخصيات فيلمه حقيقية، بل هي مقتبسة من واقع الحياة.

ما شعورك بعد النجاح الذي حققه فيلم «كباريه»؟

- الحمد لله الفيلم حقق إيرادات كبيرة منذ بداية الموسم الصيفي الماضي، كما أنه حقق ردود فعل كبيرة لدى الجمهور والنقاد.

وهل كنت تتوقع ردود الفعل التي صاحبت الفيلم؟

- كنت أتوقع حدوث ردود فعل بنسبة 70 في المئة منذ أن قررت كتابة الفيلم وحصلت على موافقة جماعية من مجموعة الأبطال المشاركين فيه، حيث شعرت وقتها أن تحت أيدينا موضوعا كبيرا ونسبة نجاحه تحققت أكثر مما كنت متخيلا.

قدمت أعمالا كوميدية ناجحة اتفق عليها البعض والعكس، فهل كان من السهولة عليك كونك كاتبا ساخرا أن تقوم بعمل فيلم مثل «كباريه»؟

- الكتابة الكوميدية صعبة جدا، وأعتقد أن من يكتب كوميديا بجد قادر على أنه يضحك الناس ويقدم شخصيات «كاريكاتيرية» وسيكون من السهل عليه أن يقدم الأنواع الأخرى.

وما الذي تريد أن تقوله من خلال «كباريه»؟

- ما وصل إلى الناس واستشعرته... أن نعيش حالة ازدواجية في كل شيء سواء كانت دينية أو اقتصادية أو حتى في شخصياتنا... والحمد لله الناس فهمت المعنى المقصود من وراء الفيلم.

قيل إن هناك شخصيات بالفيلم بلا فائدة وأخرى أثارت جدلا بين الناس، فما قولك؟

- كل ممثل في الفيلم أخذ مساحته كاملة وكنت أقصد أن الشخصيات جميعها في طريقها باتجاه «الكباريه»، ولا توجد شخصية بلا فائدة في الفيلم.

وماذا لو عرض عليك تقديم فيلم لإحدى شخصيات «كباريه»، فأيها تختار؟

- كل الشخصيات في «كباريه» تصلح لأن تكون شخصية محورية في فيلم من الألف إلى الياء، ويمكن محمد شرف وإدوارد وفتحي عبدالوهاب وجومانا مراد كل هؤلاء سيقدمون أفلاما ويتحملون مسئولياتهم في الفترة المقبلة بإذن الله، ويمكن أن يكون ذلك سحر فيلم «كباريه».

لافتة «للكبار فقط»، هل كنت تتوقع أن تصاحب فيلمك، وخاصة بعد أن تم وضعها على فيلم «الريس عمر حرب»؟

- هذا الموضوع أكرهه وأنا ضد وضع هذه اللافتة لأنها تؤذي مشاعري، وطوال عمري لم توضع هذه اللافتة على فيلم لي، لأنني لا أناقش طبقة معينة وأخاطب من الطفل وحتى الرجل العجوز.

وهل صحيح أنك قلت إن أبطال فيلم «كباريه» شخصيات حقيقية استلهمتها من الواقع؟

- لا، أنا لم أذكر هذا الكلام، ولكن هناك شخصيات موجودة في واقعنا... مَنْ تحديدا لا أعرف، ويمكن من يومين فقط قابلت «متر» في أحد الفنادق اقترب مني وقال لي: «أنا علام في فيلم كباريه»! الدور الذي قدمه أحمد بدير، على أساس أنه يصلي ورافض لعمله ولكنه مضطر إلى العمل. كما أنني لم أقصد أن أمجد أو أعري أحدا من خلال الفيلم، إنما كل من ادعى على الشخصيات في الفيلم أنها تمثلهم، فهؤلاء أشخاص يحاولون استثمار نجاح الفيلم.

إذن، من كلامك يتضح لنا أن خالد الصاوي لم يقدم شخصية «سعد الصغير» الحقيقية في الفيلم؟

- لا طبعا، إلا لو شاهد سعد الفيلم وقال إن هذه شخصيتي!

ولكنك حكمت على أبطال «كباريه» بدخولهم النار من خلال النهاية القاسية للفيلم؟

- لا، غير صحيح بل بالعكس كنت أعري موضوع التناقض والازدواجية في شخصياتهم، لكني لم أحكم عليهم حتى في مشهد النهاية... كنت أرغب في أن الجمهور يتعاطف معهم وأعتقد أنني نجحت في ذلك، وهذا ما حدث فعلا بدليل سؤالك هذا.

كيف جاءتك فكرة الفيلم؟

- لا تتعجب إذا قلت إن الفكرة جاءتني وأنا أكتب فيلما آخر مختلفا تماما وكان ذلك أثناء طابور أزمة الخبز ومروري على «مخبز بلدي»، وأنا في طريقي من مكتبي إلى البيت صباحا، فشعرت أن تقديم الفيلم الكوميدي في التوقيت هذا سيكون صعبا، لأن الناس في حاجة إلى تقديم عمل يمسهم، في ظل ارتفاع الأسعار والمشكلات الحياتية اليومية التي يعانون منها.

ولماذا اخترت «الكباريه» تحديدا لتقديم نماذج مختلفة من البشر؟

- «الكباريه» توجد فيه شخصيات ثرية جدا، وهناك ثلاثة عناصر أساسية: موظفون وزبائن ومسرح، ويمكن أنني أخذت في كتابته أكثر من ستة أشهر، وتم تنفيذه على وجه السرعة بفضل الله خلال 3 شهور فقط.

ألم تتردد في عرض الفيلم على السبكي في بادئ الأمر؟

- بالعكس كنت متأكدا أنه سيوافق عليه، لأن السبكي شخص يفهم في السينما جيدا، وخارج من بين الناس، وعارف معنى صناعة السينما، ومدرك أن لو في فيلم له ورق وكاسيت ومخرج جيد سينجح، وخصوصا إذا كان تجاريا وله قصة وهدف، والنقّاد والناس أشادوا به وأعتقد أن هذا ما يتمنى أي منتج تقديمه.

لو جلست في مقعد الناقد ماذا تقول عن «كباريه»؟

- بصراحة أنا راضٍ بشكل تام عن الفيلم، وسعيد لسامح عبدالعزيز لأنه أصبح من أهم المخرجين في مصر، ولاتجاه أحمد السبكي إلى تقديم أفلام غير كوميدية ممكن أن تمثل له تاريخا جيدا، وسعيد لجميع الممثلين في الفيلم لأنه يمكن الاعتماد عليهم الآن أبطالا منفردين أوائل، وسعيد أيضا لاتجاه المنتجين إلأى عمل أفلام بطولة جماعية... وكنت أتمنى أن تكون دور العرض أكثر من هذا لشكاوى كثيرين من عدم استطاعتهم مشاهدة الفيلم! وأعتقد أن»كباريه» ينضم إلى قائمة أفضل أفلام السينما المصرية على مدار تاريخها.

العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً