العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ

المالكي: لا حاجة لأعداد كبيرة من القوات داخل المدن العراقية

رئيسة مجلس النواب الأميركي في زيارة مفاجئة لبغداد

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائه رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في بغداد أمس (الأحد) «لم نعد بحاجة إلى أعداد كبيرة» من القوات العسكرية داخل المدن، حسبما ذكر بيان حكومي.

من جهتها، أكدت بيلوسي أن «الاتفاقية الأمنية» الموقعة بين العراق والولايات المتحدة «واحدة من المسائل المتفق عليها»، مؤكدة ضرورة أن «تكون المغادرة متفق عليها بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة».

وأوضح المالكي أن «الوضع الأمني جيد ولم نعد بحاجة إلى أعداد كبيرة من القوات العسكرية داخل المدن بعد أن تمكنا من السيطرة عليها وجهودنا الآن تنصب على تطوير أجهزتنا الاستخباراتية».

وأكد أن «الانسحاب المسئول لن يؤثر على الوضع الأمني».

وتبدو تصريحات المالكي بشأن «أعداد كبيرة» مؤشرا إلى قبول ضمني ببقاء قوات أميركية محدودة داخل المدن التي تواجه اضطرابات أمنية مثل بغداد والموصل وبعقوبة.

وتأتي زيارة بيلوسي غير المعلنة مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأميركية من المدن والقصبات في نهاية يونيو/ حزيران المقبل، حسب ما تنص عليه الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

لكن أوساطا سياسية تبدي شكوكا متزايدة حيال انسحاب أميركي كامل من المدن.

وتؤيد بيلوسي خطة الانسحاب التي أعلنها الرئيس باراك أوباما آخر فبراير/ شباط الماضي مشددا على انسحاب «مسئول» لا يؤثر سلبا على الأوضاع الأمنية.

وأكد المالكي الحرص على تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة في «جميع المجالات» مطالبا الكونغرس بممارسة «جهود لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والعلمية».

وأشار إلى السعي إلى تطوير الصناعات النفطية، و خصوصا بعد أن «أقبلت الشركات الدولية الكبرى على العمل والاستثمار في هذا المجال». من جهتها، قالت بيلوسي للصحافيين «سنستمر في تقديم المساعدات الاقتصادية والثقافية في إطار الاتفاق الاستراتيجي وقد دعوته إلى مواصلة الحوار في واشنطن».

وأضافت أن «الاتفاقية الأمنية واحدة من المسائل المتفق عليها. كنت من أشد المعارضين لاستخدام القوة في العراق لكن بما أننا وصلنا إلى هذه المرحلة، فلابد من أن تكون المغادرة متفق عليها بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة».

وتابعت أن «المحادثات تضمنت اتفاقية الإطار الاستراتيجي وتعزيز الاتفاقية الأمنية وكيفية سحب قواتنا من العراق (...) مع أننا لا نعتقد مطلقا بوجود ضمانة بعدم حدوث أعمال عنف».

وأشارت إلى «نواب يؤكدون أهمية العمل الاستخباراتي وزيادة التعاون في هذا المجال»، موضحة «إذا كنا سنخفض وجودنا العسكري، فيجب بالمقابل تعزيز الوجود الاستخباراتي».

وأكدت بيلوسي «ناقشنا قضايا تتعلق بالفساد وكيف أن تراجعه سيجلب المزيد من المساعدة للتنمية الاقتصادية، كما بحثنا أفضل السبل للمضي قدما في قضايا الخلافات الحدودية. استمعنا إلى وجهات النظر من دون تقديم مقترحات». وقالت «بحثنا كيفية المضي قدما في بناء الديمقراطية والجيش والشرطة، بطريقة تعزز دور القانون والقيام بذلك من دون تفضيل أية طائفة على أخرى في المجتمع (...) سيكون هناك التزام سياسي مضاعف من جانبنا كلما تقدمنا إلى الأمام».

وأكدت رئيسة مجلس النواب «نتطلع إلى علاقات أكثر تطورا فيما يخص انسحاب القوات من المدن (...) والتعاون بخصوص الجانب المالي والحفاظ على الأموال العراقية».

ووصلت بيلوسي أمس إلى بغداد في زيارة غير معلنة، للقاء مسئولين عراقيين وأميركيين، بحسب سفارة الولايات المتحدة.

والزيارة هي الثانية منذ انتخابها رئيسة لمجلس النواب العام الماضي بعد زيارتها للعراق مطلع العام 2007. و أكد مصدر برلماني أن بيلوسي أجرت محادثات مع نظيرها العراقي أياد السامرائي في منزله من دون أن يكشف عن طبيعتها، مشيرا إلى أنها ستلتقي مسئولين آخرين. من جهتها، قالت متحدثة باسم السفارة الأميركية في بغداد «بإمكاني التأكيد أن بيلوسي موجودة في بغداد للقاء كبار المسئولين العراقيين والأميركيين وفضلا عن الجنود الأميركيين».

وعرفت بيلوسي (68 عاما) التي قامت بزيارة بغداد في منتصف مايو/ أيار 2008 بموقفها المعارض لحرب العراق، إذ كانت من القلائل الذين صوتوا في 2002 ضد اللجوء إلى القوة.

على صعيد آخر قال مسئول عراقي أمس أن وزارة النفط العراقية ستبدأ تصدير الخام من حقول نفطية في منطقة كردستان المتمتعة بالحكم الذاتي إلى حد كبير فيما يمثل انفراجة في خلاف مرير بشأن السيطرة على الثروة النفطية للبلاد. و قال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد أنه بمجرد توصيل الحقول في المنطقة الكردية الشمالية بخطوط أنابيب التصدير الوطنية ستبدأ الوزارة في تصدير الخام المستخرج من بعض الحقول في كردستان. و أضاف المتحدث أن هذه الخطوة ستساعد في زيادة الطاقة التصديرية للبلاد كما أن كل العائدات ستصب في خزينة الدولة.

وقال إن الوزارة تدعم أي خطوات لزيادة مستويات الإنتاج والتصدير. لكنه رفض تحديد موعد البدء في التصدير. و في وقت سابق أمس قال وزير الموارد الطبيعية الكردي اشتي هورامي إنه تلقى موافقة من بغداد لبدء أول صادرات رسمية من الحقول الكردية.

ميدانيا ذكرت مصادر أمنية عراقية أن مدير المرور العام اللواء جعفر طعمة الخفاجي نجا أمس من محاولة اغتيال جراء انفجار سيارة مفخخة وسط بغداد فيما أدى الانفجار إلى إصابة ضابط برتبة مقدم بجروح. و ذكرت المصادر أن انفجارا بسيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق وقع في ساحة الأندلس صباح أمس لدى مرور موكب مدير المرور العام التابع لوزارة الداخلية الذي تزامن مع مرور دورية للجيش العراقي.

العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً