العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ

المقدمة

البويات مسئولية من؟

دخلت آيات (18 عاما) أبواب الجامعة المختلطة بعد أن تخرجت من المدرسة الثانوية للبنات، وفي الأسبوع الثاني لها في الجامعة تقدمت إحدى الفتيات لتلقي التحية على "آيات"، تكرر إلقاء التحية يوميا إلى أن بادرت تلك الفتاة بإحضار وردة حمراء في يدها طالبة من آيات قبول الوردة بعد أن عرضت صداقتها، وافقت آيات وأخذت تلك الفتاة مستمرة في إحضار الورود لآيات، إلا أن آيات -كما تروي قصتها في استراحة الطالبات بالجامعة- بدأت ترفض قبول الورود التي أحست بأنها أمر قد زاد عن حده، لكن تلك الفتاة بدأت تلح في دعوة آيات إلى منزلها لتعرفها على والدتها وصديقاتها كما ادعت، وأمام إلحاح تلك الفتاة ورغبة آيات في تكوين صداقات كما تقول، استجابت لدعوتها في إحدى ليالي الإجازة، وهنا تبدأ الدراما الفعلية حيث تقول آيات: وصلت إلى منزل تلك الفتاة بعد أن اصطحبني والدي، دخلت منزل الفتاة فإذا به منزلا فاخرا يدل على مستوى معيشي عال، لكن لم أر أحدا في ذلك المنزل غيرها، فقد كان المنزل هادئا جدا، أدخلتني غرفة نومها، وأجلستني بالقرب من سريرها على كرسي كبير، وأخذت تتجاذب معي الكلام عن هواياتي وما أفضله ومالا أحبه، بكل نعومة، سألتها عن وقت مجيء صديقاتها اللاتي ادعت أنها ستعرفني بهن، فقالت سيأتين الآن... وضعت يدها على صدري وهي تسأل عن إعجابها بالقميص الذي ألبسه، رفعت يدها وأعادتها مرة أخرى بشكل سريع وهي تحاول فتح أزرار ذلك القميص وهي تتحدث بكلام مقزز عن مدى إعجابها بجسمي وشكلي وما إلى ذلك. تقول آيات بعد أن هدأنا جميعا ونحن نستمع إليها مندهشين ومتسائلين: ماذا فعلت؟ قالت وماذا فعلت... دفعتها بقوة محاولة إبعادها عني، لكنها كانت قوية -كما تصف آيات- فقد كان حجمها أكبر مني، فقد دفعتني إلى خزانة ملابسها وهي تقول: لقد صبرت عليك كثيرا... وأنا -كما تقول آيات- أرد، صبرت على ماذا؟ تضيف آيات: استوعبت ما كانت تريده مني لكنني لم أكن أريد أن أصدقه!! هددتها بأنني سأصرخ وأفضحك، فقالت: اصرخي كما تشائين، لا أحد في المنزل اليوم... ولن يسمعك أحد... تصف آيات المعركة التي دارت بينها وبين تلك الفتاة، بالمعركة العنيفة، إذ تقول إنها كانت قوية جدا، فقد كانت تمسك بيدي الاثنتين محاولة شل حركتي، إلى أن استطعت التخلص منها، فخرجت مسرعة من منزلها وأنا في حالة هستيرية واقفة على باب منزلها أخشى أن يراني أحد بتلك الهيئة المخيفة. رن هاتفي النقال -كما تقول آيات- بعد أن نسيته في حقيبتي في غرفتها فألقت لي الحقيبة من نافذتها بعد أن هددتني بالوعيد وتوسلتني بالرجوع منهية ذلك المشهد قائلة: لقد أنقذك الهاتف من يدي وإلا...، تقول آيات إن المتصل كان والدها، الذي كان يطمئن عليها لأنها ابنته الوحيدة وكعادته دائما، فردت وهي تبكي وهي تقول: أرجوك يا أبي تعال في الحال، خصوصا وأنها لا تعرف أحدا في تلك المنطقة.

سألناها نحن ما هو الإجراء الذي فعله والداك؟ فقد كنا متفاعلين جدا وهي تروي تلك الحادثة، فقالت: تحدثا مع والديها هاتفيا، وقد نشبت مشادة كلامية بين أمي ووالدتها، إلا أن آيات تقول إنني ما زلت أراها في الجامعة وأسترجع تلك اللحظات المخيفة التي حدثت معها... وتختم آيات حديثها قائلة: لم أكن أتوقع منها ذلك خصوصا وأنها كانت فتاة جميلة جدا، وظاهرها الالتزام الديني، ولم تكن تتشبه بالأولاد، مضيفة: إلا أنها كانت تخفي وراءها شذوذا مقيتا، جعلني أخاف وأحذر ألف مرة قبل أن أتحدث مع أي أحد.

هذه ليست قصة خيالية فآيات زميلتي في استراحة الطالبات بجامعة البحرين، كما أنها لم تكن قصة مختلقة من آيات، فقد كانت تصف الموقف وصفا دقيقا، وكانت قصتها هذه تعليقا على موضوع (البويات) الذي كنا نحن الطالبات نتناقش فيه، ورغم كون الحديث عن (البويات) اليوم أصبح مشاعا بين مختلف فئات المجتمع على اختلاف طبقاته، إلا أن البعض لا يعرف معنى هذا المصطلح، بل ويصر البعض على تجاهله، فماذا تعني تلك الكلمة؟ وهل لها مفردات أخرى؟ ومتى كان أول ظهور لها في عالمنا العربي بالتحديد؟ ومن هم البويات، وكيف يتصرفن؟ والسؤال الأكبر والملح، هؤلاء البويات مسئولية من؟


لمحة صحافية

بعد قرابة العام على نشر أول تحقيق عن البويات في جريدة الميثاق البحرينية ، في تحقيق نشر على حلقتين بتاريخ (10-11 مايو/أيار 2006 في العددين(737-738) وقد تمت الإشارة إلى ذلك في تقرير نشر بجريدة العهد أيضا بتاريخ 21 فبراير/شباط 2007 كتب فيه "رصد صحافيون عديدون تلك الظاهرة، وكانت الصحفية رباب النعيمي أول من سلّط الأضواء قبل نحو خمسة أشهر، وتحدّث الصحافيون عمّا رصدوه من سمات غير سوية في بعض طالبات مدارس الثانوية، إذ تتقمّص بعضهن شخصيات الذكور في لباسهن وتسريحات شعورهن والعطور التي يستخدمنها، كما أن الأمر يتطوّر في صورة تحرشات جنسية بالزميلات الأخريات، كما وجدن أن "البوية" في الغالب تكون زعيمة لمجموعة ما، وتطلق على نفسها اسما ذكوريا ما، ما يكسبها الشهرة بين طالبات المدرسة". يقول محمد علي الهرفي (كاتب وأكاديمي سعودي) في جريدة الوسط بتاريخ (15 مايو/آيار 2007 العدد 1712 ) إنه لم يسمع عن هذا المصطلح إلا من خلال الصحافة البحرينية ورأى "البويات" جمع "بوي" مضيفا: "ولست أدري من أين جاء هذا الجمع فهو على غير قياس - لا عربي ولا أعجمي - وهو كما يقول أهل اللغة - جمع تكسير، ولعل الذي اخترع هذا الجمع "المكسر" أخذه من أفعال هؤلاء "البويات" التي لا تتفق مع الأديان ولا الأعراف ولا عادات البلاد فهي أفعال مكسرة تسيء إلى أصحابها كما تسيء -أيضا- إلى بلادهم..."، إلا أن عالم المنتديات الالكترونية فسره تفسيرا أدق على لسان الفتيات حيث قالوا إن كلمة "بوية " جاءت من اللفظ الإنجليزي boy والبويات هي جمع هذه اللفظة على بقائها على اللفظ الإنجليزي، والتي تعني أولاد لتشبه هؤلاء الفتيات بأفعال الأولاد، فيما أضافت إحدى الفتيات مفردة أخرى على موقع www.bahrainonline.org بعد تعليقها على موضوع عن البويات تم تداوله لفتح باب النقاش عن البويات قائلة: "مصطلح دارج ما بينهم وهو كلوزة، أو كلوزتي جاي من الكلمة الإنجليزية كلوز، ويعني مغلق واحنا هالكلمة نطلقها على الصداقة القوية، يعني لين قلت أني وفلانة صديقات كلوز، إحنا نعنيها بالمعنى البريء.. كلوز! يعني صداقة قوية لكن هم عندهم كلوز أو كلوزة يعني هالبنية وية ديك على علاقة مشبوهة ومحرمة"، مشيرة إلى أن هذه الكلمة (كلوزتي) هي ترادف لكلمة (بوية) وهي تأتي من الكلمة الإنجليزية (close) أي بمعنى علاقة مغلقة وقوية جدا وهي مشهورة في احدى الدول الخليجية كما تنقل الفتاة.

إلا أن الواقع اللفظي يرصد مصطلحات عديدة أخرى قد تكون معروفة وقد تكون مرمزة كل حسب بيئته الاجتماعية ومعجمها اللغوي. فمثلا كلمة (المسترجلات) و(المثليات) ووصف (المتشبهات بالرجال) و (المتولدنة) و(السحاقيات)... إلى غيرها من الألفاظ.

العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً