العدد 2514 - الجمعة 24 يوليو 2009م الموافق 01 شعبان 1430هـ

عبدالعزيز حمزة يحكي قصة تلاحم أهل البحرين في «دموع على جزيرة»

غصّت قاعة جمعية الأطباء البحرينية مساء أمس (الجمعة) بالحضور، فيما اضطر البعض للوقوف مدة ساعة كاملة وأكثر، ليشاهدوا دموعا تذرف على جزيرة البحرين منذ أزمنة غابرة يعود بعضها إلى حضارة السومريين الذين قالوا ذات يوم عن البحرين: «هي الأرض التي تشرق منها الشمس».

ففي حفل تدشين كتاب وفيلم «دموع على جزيرة» للمؤلف وكيل وزارة الصحة السابق استشاري الجراحة والتجميل عبدالعزيز يوسف حمزة، كانت سنوات الرحمة والطبعة والحريق والجراد والبطاقة موثقة بالدموع، كما امتزج صوت «اليامال» بسواحل البحرين، تماما كما امتزج صوت الناي الحزين بالوقائع والكوارث المحزنة التي شهدتها البحرين، لكن المؤلف حمزة، أتقن في كلمته القصيرة مخاطبة العقول والقلوب من زاوية مؤثرة حين أراد أن يعيد للمجتمع البحريني قصة تلاحم أهل البحرين بقوله: «إن من أكثر الأمور التي وثقتها هي الوقائع التي عكست التلاحم غير المتناهي بين أهل البحرين، فما من مصيبة وقعت، إلا وهب الناس لاحتواء بعضهم بعضا للتخفيف عن المتضررين قيادة وشعبا... في السراء والضراء، وجاءت فكرة تحويل تلك الوقائع إلى كتاب وفيلم وثائقي تحكي التفاصيل لتصل إلى مختلف شرائح المجتمع صغيرهم وكبيرهم».


عبدالعزيز حمزة يحكي قصة تلاحم أهل البحرين في «دموع على جزيرة»...

تدشين أول كتاب وفيلم يوثقان أشهر الكوارث في تاريخ البحرين

الجفير - سعيد محمد

شهدت جمعية الأطباء البحرينية مساء أمس الجمعة تدشين أول كتاب وفيلم يوثقان بالكلمة والصوت والصورة أشهر الكوارث التي شهدتها البحرين منذ أوائل القرن الماضي، حيث تم تقديم كتاب «دموع على جزيرة» لمؤلفه وكيل وزارة الصحة السابق، استشاري أمراض وجراحة الحروق والتجميل عبدالعزيز يوسف حمزة.

وفي اللقاء الذي رعته شركة إبراهيم خليل كانو بجمعية الأطباء البحرينية بمنطقة الجفير بحضور وزير الصحة فيصل يعقوب الحمر، ووزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة، ومستشار سمو رئيس الوزراء للشئون الثقافية محمد ابراهيم المطوع ورئيس الأمن العام اللواء الركن عبداللطيف الزياني، ورجل الأعمال فؤاد كانو، وعدد كبير من المسئولين والمدعوين وأعضاء جمعية الأطباء، أشاد رئيس الجمعية أحمد جمال بالجهد الذي بذله المؤلف لإثراء المكتبة البحرينية والعربية، معبرا عن سروره الكبير بهذا الإنجاز، فيما قدم عضو جمعية الأطباء نبيل العشيري سيرة ذاتية للمؤلف.


قصة تلاحم شعب

ثم قدمت استشارية طب وجراحة العيون ابتسام العلوي استعراضا إذ أشارت إلى أن الكتاب الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية لتوثيق الحوادث والكوارث التي شهدتها البحرين بطريقة علمية ليشكل مرجعا تاريخيا مهما يندر وجود مثيل له في المكتبة العربية، مشددة على أن أهم جوانب الكتاب أنه يحكي قصة تلاحم شعب البحرين بكل أطيافه في المحن والشدائد، كما يحتوي على تجارب شخصية وتاريخ متسلسل لكوارث عديدة عصفت بالبحرين، فهو يتناول شرحا وافيا مبسطا ومدعما بالصور يعكس الجهد الطيب لمؤلفه، حيث بدأ المؤلف مقدمته بالقول: «عصفت بمملكة البحرين حوادث وكوارث عديدة، وإذ أؤرخ تلك الحوادث من المصادر فإن بعضا منها أؤرخها من باب التعامل الشخصي مع هذه الكوارث والحوادث، إن إبرز الخطوات لوضع دراسة للتعامل مع الكوارث التي شهدتها أرض الوطن هي دراسة تاريخ الكوارث ومعاينة طرق الاستجابة ووضع استراتيجيات العمل وتحسين سبل التعاطي مع تلك الكوارث».


ألم محفور في الذاكرة

ويبدأ الكتاب بموجز تاريخي عن البحرين أرض الخلود والسلام القلب النابض للخليج العربي، والتي عرفت عند السومريين والبابليين بالبحر الذي تشرق منه الشمس، ثم ينتقل لتصنيف الكوارث الطبيعية من عواصف وأعاصير وأمطار، وتصنيفها إلى بشرية الصنع وأخرى تكنولوجية وغير تكنولوجية، ومن أبرز الكوارث الطبيعية ما عرف باسم: «سنة الطبعة 1952»، وأصبح عام الطبعة معلما يؤرخ، ومن الكوارث الجوية في البحرين، ما حدث في شهر أغسطس/ آب وهو حادث سقوط طيران الخليج، وهي الحادثة التي وصفها المؤلف بالقول: «كانت أكثر الحوادث ألما بقي محفورا في ذاكرتي».


الأرض التي تشرق منها الشمس

وغصت قاعة جمعية الأطباء البحرينية بالحضور، فيما اضطر البعض للوقوف مدة ساعة كاملة وأكثر، ليشاهدوا دموعا تذرف على جزيرة البحرين منذ أزمنة غابرة يعود بعضها إلى حضارة السومريين الذين قالوا ذات يوم عن البحرين: «هي الأرض التي تشرق منها الشمس»، وقد امتزج صوت «اليامال» بسواحل البحرين، تماما كما امتزج صوت الناي الحزين بالوقائع والكوارث المحزنة التي شهدتها البحرين، لكن المؤلف حمزة، أتقن في كلمته القصيرة مخاطبة العقول والقلوب من زاوية مؤثرة حين أراد أن يعيد للمجتمع البحريني قصة تلاحم أهل البحرين بقوله: «إن من أكثر الأمور التي وثقتها هي الوقائع التي عكست التلاحم غير المتناهي بين أهل البحرين، فما من مصيبة وقعت، إلا وهب الناس لاحتواء بعضهم بعضا للتخفيف عن المتضررين قيادة وشعبا... في السراء والضراء، وجاءت فكرة تحويل تلك الوقائع إلى كتاب وفيلم وثائقي تحكي التفاصيل لتصل إلى مختلف شرائح المجتمع صغيرهم وكبيرهم».


سنة الرحمة... الموت على الأبواب

وأعاد الفيلم الوثائقي إلى الأذهان بعض الكوارث المؤلمة، ومنها ما وقع في العام 1904، حيث وقعت حادثة فادحة بسبب مرض الكوليرا الذي لم يفرق الموت بسببه بين صغير وكبير أو رجل وامرأة، بل فتك بالجميع، وامتلأت الطرقات بجنازة تلو الأخرى، حتى أن بعض الأهالي الذين نقلوا أهلهم للمقابر، لم يعودوا بعدها، بل دفنوا فيها حيث وافتهم المنية، واكتظت مستشفيات البحرين بالمرضى الذين كانوا يسقطون موتى عند الأبواب، وفي خلال أسابيع توفي ما يزيد على ألفي شخص في بلد يبلغ عدد سكانه آنذاك 30 ألف نسمة، وسميت تلك السنة عند أهل البحرين بسنة الرحمة، وفي سنة الرحمة شاهد صامويل زويمر الذي أسس مستشفى الإرسالية الأمريكية أهل البحرين يدفنون موتاهم الواحد تلو الآخر، لكنه فوجئ بأن اثنتين من بناته الأربع ارتفعت درجة حرارتيهما بشكل حاد، فانتقل إلى سترة حيث النسيم العليل والينابيع العذبة، لكنهما توفيتا إثر اشتداد مرض الحصبة وانضمتا إلى ضحايا الأوبئة.

وفي ختام اللقاء، قدم رئيس جمعية الأطباء وأعضاء مجلس الإدارة هدية تذكارية لعبدالعزيز يوسف حمزة الذي قدم نسخة تذكارية للجمعية كما تم تكريم داعم العمل والحفل رجل الأعمال فؤاد كانو.

العدد 2514 - الجمعة 24 يوليو 2009م الموافق 01 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:27 ص

      الجزيرة المعدومة

      فانتقل إلى سترة حيث النسيم العليل والينابيع العذبة،

اقرأ ايضاً