استلم مرزوق رسالة من أحد المواطنين تقول: «أنا شاب بحريني أحمل من الشهادات والكفاءة والخبرة ما يخولني العمل بجدارة في مجال تقنية المعلومات... لقد درست لمدة تتجاوز 4 سنوات وبعد عناء كبير في البحث عن عمل انضممت إلى عمل بنظام جزئي وقد قضيت في هذا العمل مدة تتجاوز السنتين... ولكن وصلت إلى درجة الاحباط التام من هذا العمل لكثرة المصروفات التي على عاتقي فأنا الوحيد الذي أعول أسرتي، وقد أصبح هذا العمل لا يغطي حتى مصروفاتي الشخصية فكيف له ان يغطي مصروفات عائلتي؟ ولقد تقدمت إلى عدة شركات في البحرين من أجل الحصول على وظيفة ولكن من غير جدوى ولقد كانت «الوسط» إحداها... ومن فترة سمعت عن برنامج التوظيف الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم بإدخال برنامج تقنية المعلومات وتعميمه على جميع مدارس البحرين وأنها تحتاج إلى عدد من فنيي الحاسوب وهذا شجعني وبعث فيّ الأمل للتقدم بطلب وظيفة فني حاسوب، وهذا كان من حوالي 6 شهور... ولكن يا أخ مرزوق أصبت بالإحباط مجددا وأصبحت الدنيا سوداء في عيني لأني كلما راجعت وزارة التربية والتعليم يرد عليّ المسئولون بأني يجب ان أنتظر الدفعة الثانية مع العلم بأني سمعت ان الوزارة وظفت من مطلع العام حتى الآن عددا لا بأس به من الشباب (بحرينيين وغير بحرينيين)، ولطبيعة عملي وتنقلي بين المدارس لاحظت أن التوظيف مازال مستمرا، ولاحظت أيضا أن من بين الأشخاص الذين تم توظيفهم أشخاصا يحملون الثانوية العامة... يا أخ مرزوق أنا لستُ ضد توظيف البحرينيين بل هذا يسعدني ولكن على الوزارة التمييز بين الكفاءات وغيرهم، فكيف بي وأنا أحمل شهادة دبلوم في الحاسوب مع خبرة أكثر من سنتين لا أحصل على الوظيفة وغيري خريج ثانوية عامة يحصل عليها؟... علما بأني من زياراتي الكثير من المدارس لاحظت أنه لايزال هناك نقصا في الفنيين... وأخيرا «اكتشفت ليش الوزارة ما ترد عليّ، لانها تنتظر (Order) الواو لين ما يوصل على شان اتوقعه...» كانت ومازالت «الواو» هي «الماشية» في بلادي. وأخيرا يا مرزوق - ما أطوّل عليك - رجعت وهمومي على ظهري مع هموم شباب كثيرين لا يحملون شيئا اسمه «الواو» يدخلهم وظيفة شريفة حتى لو كانوا يحملون أعلى الشهادات وأرقى الكفاءات... ألم أقل لك انه لابد أن نزاوج بين «جمعية من لا واو لهم» و«جمعية من لا برج لهم» وإلا السالفة هي بعد تحتاج إلى واو؟

أخوي مرزوق ايش رايك تتوسط لي في الوزارة والله انته نفسي ما تملك الواو؟

مرزوق: آه، لو أستطيع ان أساعدك لما تأخرت لحظة واحدة، ولكنك أيضا تطلب المستحيل، وأنت مواطن مخلص وتسعى إلى الخير، والوزارة التي ذكرتها ليست لك ولأمثالك