العدد 2223 - الإثنين 06 أكتوبر 2008م الموافق 05 شوال 1429هـ

صور مقززة... وروائح كريهة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

حسنا فعل القائمون على الحملة الوطنية ضد التدخين, بالعزم على إطلاق حملة ذات صلة بالأولى تتضمن نشر صور ورسومات مقززة على علب التدخين منها صور لرئة مدخن تالفة, أسنان صفراء تصاحبها التهابات باللثة, أطفال رضع يقاومون الحياة بأجهزة تنفس اصطناعي وغيرها من الأمراض التي يكون التدخين سببا رئيسيا فيها.

إن نشر مثل هذه الصور التي انتشرت بصورة مكثفة وجلية مع العام 2003, أثار جدلا في بريطانيا, إذ أصبح شكل المدخن وهو يبادر بشراء علب السجائر محل انتباه, وهو أمر لمسته آنذاك خلال زيارتي لبعض البلدات الصغيرة في الجنوب والشمال البريطاني, التي بدى شكل كل من يشتري علبة سجائر من الفئة الباحثة عن الموت البطيء, بينما في مدينة مثل لندن فأشكال الموظفين وهم خارج المباني التي تضم محل أعمالهم بمن فيهم الطلبة الدارسون بالجامعات, فوقفتهم هكذا و في جو بارد, كانت تبدو عادية في تسعينات القرن الماضي, إلا أن ذلك الأمر تغير مع مرور الوقت, فما كان عاديا أصبح الآن غير ذلك بل أصبح منظرهم غير لطيف لأنهم يصنفون من فئة «المنبوذين» الذين يهدرون وقتهم وصحتهم في شيء يضيع من ساعات العمل لأصحاب الشركات إن مرضوا, فمرضهم يطول، بل ويكلف الدولة ويثقل كاهل الرعاية الصحية, إذ يستنزف مواردها المريض (المدخن) ضعف ما يستنزفه المريض (غير المدخن) وفق ما جاء في تقارير منظمة الصحة العالمية لعدد كبير من الدول الأوروبية.

والأخير كما ذكرت في مقال سابق دفع بهذه الدول لإعادة النظر في موضوع المدخنين وكيفية الحد من هذه المشكلة التي تهدر من أموال الدولة وتؤثر على صحة المجتمع والبيئة, وهو أمر دفع ببعض الجهات في إحدى الدول الخليجية رفع قضايا بالمحاكم ضد الشركات والمحلات التي تبيع التبغ ومشتقاته على غرار ما حصل في الولايات المتحدة الأميركية.

لذا فإن الموظف (المدخن) أصبح غير مرغوب بتوظيفه في الشركات وخصوصا في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية إذ إن شركات اليوم غير ملزمة بتخصيص أماكن للمدخنين ولا تسمح بذلك داخل مكاتبها وحتى الانصراف إلى الخارج من أجل إشعال سيجارة!

هذا الأمر بلاشك جعل فرص المدخن قليلة في هذه الأيام بل وحظوظه في تراجع وخصوصا مع نجاح الحملة العالمية في مكافحة التدخين في الأماكن المغلقة والمطاعم والحانات والمقاهي... فمن كان يصدق أن مقاهي باريس لا تصاحب قهوتها دخان سيجارة بينما حانات لندن المعروفة برائحة وكثافة دخانها أصبحت خالية تماما من ذلك إلا أنها اليوم تحولت إلى معاناة من نوع آخر لمرتاديها وهي مشكلة الروائح الكريهة المنبعثة من الجسم ... وهو أمر يثير الضكك والتقزز كما ورد في أحد التقارير الصحافية البريطانية

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2223 - الإثنين 06 أكتوبر 2008م الموافق 05 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً