ترتحل تصوّرات المصمّم اللبنانيّ العالميّ جورج حبيقه إلى أبعد من الخيال والممكن، فهو يجعل من الرسوم الخادعة للنظر لعبته، ويحوّلها ويصيّرها بإدراكه ومعيّته إلى خيال وسراب، تصل إلى المراقبين والمتلقّين بصورة غير متوقّعة وجديدة، حتى تخلق بالنسبة إليهم واقعا ليس بحقيقيّ، وتصير المشاهد وهميّة ومجازية، والأثواب تنانير خادعة للنظر. أمّا الأكمام فتتحوّل إلى ياقات كما في الحلم، تحوم المواد المتموّجة والألوان المتلألئة، والمخطّطة والملتوية، والأشكال المستديرة والمطبّعة والمخدّرة، وتتعانق لترسم إنجازات مذهلة ومميّزة تأسر العين وتخطف الأنفاس.

وبذلك، يعتبر هذا العالم المميّز الذي يرسمه المصمّم العالميّ جورج حبيقه بالخيط والقماش واللون والتصميم، استدعاء لعالم الأحلام الذي يدعو إلى السفر وإلى أماكن جديرة بالـ Lewis Carol حيث يتألّق الأسلوب الضبابيّ الدقيق والخفيف والرسوم البيانيّة والألوان الزاهية، إضافة إلى الأسود والأبيض.

وإن اختصرت امرأة جورج حبيقه في هذا الموسم، الروح الأنثوية الشاعريّة والساحرة والملهمة، التي تعبر إلى أصقاع خياليّة حيث كلّ شيء ممكن، فهي بكلّ تأكيد ستكون ملهمة الليل، أميرة، فتاة سينما، امرأة سامية ومتأثّرة بإنجازات هذا المصمّم المبدع الذي لا يتوقّف خياله عن التجدّد.