خرج المحققون في مواقع الجرائم وخبراء الطب الجنائي العاملون لحساب الشرطة من قمقم مختبراتهم الأرضية في السنوات الأخيرة مدفوعين بالتعرف على الهويات في أعقاب حوادث 11 سبتمبر/أيلول، وطبعا بفضل براعتهم في حل ألغاز الجرائم القديمة بالتكنلوجيا الحديثة
وسارعت الجامعات والكليات إلى مماشاة التوجهات وأصبحت دروس الطب الجنائي مطلوبة أكثر من أي ميدان علمي آخر متعلق بالجرائم.
وقد شارك أكثر من 1500 من علماء التحقيق الجنائي من مختلف أنحاء الولايات المتحدة ومن 27 بلدا أجنبيا في مؤتمر عن هذا الموضوع عقد في لاس فيغاس أخيرا وللاستمتاع بالشهرة التي اكتسبوها حديثا.
وقد تطرق انطوني زويكر منتج برنامج «CSI» وبرنامج تابع تدور حوادثه في ميامي في خطابه الرئيسي في المؤتمر إلى منتجين وممثلين يعملون في هوليوود. بل وقد سجل أيضا خطاب قبوله تحسبا لفوز برنامجه الذي يأتي دائما على رأس قائمة نيلسن لأفضل الأعمال التلفزيونية، بأي من جوائز إيمي الست التي ترشح لها.
ولقي زويكر استحسانا من حضور العرض الأول للخطاب وغالبتيهم من خارج هوليوود - وهم خليط من رجال الشرطة السابقين بالبذلات المدنية والعلماء الشاحبين الذين غالبا يعملون بعيدا عن الأضواء، وحوالي مئة من طلاب الطب الجنائي مثل ربيكا لينارد نفسها.
وقال بعض الذين حضروا العرض الأول ان احسن شيء في عرض زويكر وروايات باتريشيا كورنويل البوليسية - بينها «The Last Precinct» و«Body Of vidence» - هو أنها وفرت لهم الفرضة للحديث عن العمل الذي يقومون به من دون أن يظهروا كعلماء مهووسين بالموت.
قبل مسلسل CSI كان الاهتمام بالعلوم الجنائية يتنامى بفضل التحقيقات الطبية الخيالية والبرنامج التلفزيوني الدرامي پuincy M.E الذي عرض على الشاشات من 1976 إلى 1983. ثم ظللت الأضواء مسلطة على هذا الميدان بفضل القضايا القضائية أمام المحاكم، ولعل اشهرها محاكمة أو.جي سميسون في العام 1995.
وفي العام 1996 أطلقت قناة ديسكافري «The New Detectives» المسلسل الذي يعيد تمثل تحقيقات علمية جنائية حقيقية، وهو اليوم ثاني أكثر البرامج شعبية على القناة نفسها وكان الشرارة الابداعية لبرنامج CSI.
ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر لينقل التركيز بالنسبة للشرطة والعامة من الجريمة إلى انتشال الجثث. والتقنيات نفسها التي استعملها محققو الميدان الجنائيون للبحث عن الأدلة استعملت للتعرف على هويات ضحايا الأعمال الإرهابية.
بعض الخبراء الجنائيين - على رغم ان شهرتهم الحديثة ترضي غرورهم الشخصي - يزعمون أن هذه الشهرة جعلت مهمتهم أكثر صعوبة سواء في المجتمع أو في قاعات المحاكم.
مندوبو المبيعات في مؤتمر لاس فيغاس حاولوا اغراء العلماء ذوي الموازنات المحدودة بسلع تتراوح بين أجهزة اضاءة LED الجنائية عالية التكنلوجيا، وأكياس الورق البنية العادية لحفظ الأدلة والقرائن.
وبين أحدث البيانات (سوفتوير) الكمبيوترية للتعرف الوجوه ومجس بصمات اصابع اتوماتيكي نقال، حاول عالم سويدي تسويق نموذج أول لسائل اسود مخصص بالتحديد لرفع بصمات الأصابع من الجانب اللاصق للاشرطة اللاصقة.
وفي حين يعمل معظم محققي مواقع الجرائم ضمن حدود موازناتهم الضيقة وعدد قليل من «الألعاب» المختارة، فان استخدام التكنلوجيا هو عصب ارتفاع انتاجيتهم وازدياد شهرتهم في السنوات الأخيرة.
فأحدث البيانات الكمبيوترية يستطيع أن يحدد الترابط بين التعرجات والحلقات والنتوءات على بصمة أصابع صغير من البصمة المكتشفة، ويقول محلل البصمات غلين كالهون من قسم شرطة ميامي - دايل إن مثل هذه التكنلوجيا ساعدت على حل حوالي 300 قضية مقفلة خلال السنتين الماضيتين.
إن التكنلوجيا والقدرة على حل المشكلات التحليلية التي تنطوي عليها مثل هذه الجهود هي التي اجتذبت ايرما هرنانديز (28 سنة) وعددامن الشبان إلى ميدان التحقيقات الجنائية.
وفي حين أن كثيرين من المحققين الميدانيين لم يتلقوا أي تدريب في علوم التحقيقات الجنائية، فإن الشهادة الجامعية باتت مطلوبة من المحققين الشباب، حسب ديانا دون مديرة برنامج تدريبات التحقيق الجنائي في شرطة سان دييغو كاونتي، وقد اصبح الميدان تنافسيا جدا أيضا.
وحسب المركز الوطني للاحصاءات التربوية تخرج حوالي 200 طالب من مختلف الكليات في العام 2000 بشهادات بكالوريوس أو ماجستير في الدراسات الجنائية مقابل 75 متخرجا في العام 1995. وقد تبدو مثل هذه الأرقام صغيرة، إلا أن الدراسات الجنائية هي من اسرع الميادين الاكاديمية نموا وتتفوق على الاقبال على شهادات الخدمات الحمائية الأخرى.
وهذه السنة قفز عدد مقدمي طلبات الانضمام إلى واحد من 20 موقعا في برنامج دروس شهادة الماجستير في علوم الطب الجنائي في جامعة ولاية ميتشغن إلى 147، بالمقارنة مع 97 طالبا في العام 1997، ويمكن العثور على أرقام مماثلة في كليات أخرى، والكليات الصغيرة تتهافت للاستفادة من التوجهات، حسب ماكو هوك في جامعة وست فيرجينيا.
وكرد فعل طورت مجموعة من الخبراء والعلماء وخبراء الشرطة طائفة من الارشادات والاسس في السنة الماضية ستصبح مقياسا للحصول على الموافقة لتدريس العلوم الطبية الجنائية
العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ
البحرين
هل يوجد في البحرين تخصص تحقيق جنائي ؟