العدد 133 - الخميس 16 يناير 2003م الموافق 13 ذي القعدة 1423هـ

مسجد عبدالعزيز خنجي وفن الزخارف الجصية

يقع مسجد عبدالعزيز خنجي في المنامة بجوار باب البحرين، والمسجد في هيئته الخارجية بسيط إلى حد ما وله مئذنة واحدة غاية في الجمال ولا توجد قبة للمسجد.

ويسع المسجد ما يقارب من 350 مصليا، ويتميز المسجد بالكسوات الجصية الزخرفية في كل أجزائه فنرى الحشوات الزخرفية وقد انتشرت وكست الجدران أعلى الشبابيك وفي المدخل سقف المسجد الكلي وحال المسجد جيدة إلى حد وتحتاج لترميم بسيط لبعض اجزائه.

ومنارة المسجد التي يبلغ ارتفاعها حوالي 20 مترا تقريبا هي من اهم ما يميز المسجد من الخارج إذ تتمتع بحيوية في جسمها المتناسق وان كانت تنتهي بنهاية تشبه إلى حد كبير نهايات المآذن في مصر، وتبدأ المئذنة في شكل ثماني الاضلاع حتى طولها الكلي ويكسوها حتى المنتصف اشرطة جصية متتالية في إيقاع بصري جميل يشبه إلى حد كبير شكل ضرس الخيل كما يسمونها قديما عندما كانت تزخرف بها نهايات البيوت البحرينية القديمة، ولكنها تتتابع في ايقاع جميل على سطح جدران المئذنة وتنتقل حول الاضلاع في تتابع يسحب نظر العين إلى اعلى حتى تصل إلى نصف المئذنة تقريبا وقد انتهت بوجود شريط زخرفي بسيط حتى جاءت مجموعة بلكونات جصية صغيرة ملتصقة على جميع اضلاع المنارة الثمانية وعليها زخارف هندسية بارزة واسفل تلك البلكونات كوابيل تساعد على حملها في شكل مثلث مقلوب وفي تكوين ذي زوايا حادة، ويعلو تلك البلكونات أربعة تجويفات تكسوها زخرفة جصية مفرغة تذكرنا بالمشربيات وقد وزعت على أربعة اضلاع فقط، اما اربعة الأضلاع المتبقية فقد تركت اماكن مشابهة لتلك الشبابيك بمستوى منخفض مسطح من دون وجود اية زخرفة عليه، ثم يعلو تلك الشرفات شريط مزخرف اسلامي بارز ليعلو دوران من المقرنصات التي تخرج شيئا ما إلى خارج محيط اضلاع المنارة لكي يكّون لنا شباك المنارة ذو الشرفات المفرغة والذي يبدأ عندها بداية المنارة ذات الاعمدة الثمانية والتي تحصر بينها أقواسا مدببة في نهايتها، ويعلو الاعمدة جسم دائري وعليه قراميد ليشكل عندها جسم اسطواني صغير وتبدأ القبة البصلية الصغيرة المسحوبة لاعلى لتكون الهلال وهي تشبه إلى حد كبير المآذن المصرية.

والمظهر الخارجي للمسجد بسيط في حد ذاته حتى انه لا يعلو المسجد من الخارج اية اكاليل أو عرائس أو شرفات وانما يرى منه تلك الفسطانات التي تكسو جسم القبة من الخارج وهي ذات تتابع جميل، ونرى في مدخل المسجد عمودين على يمين ويسار المدخل وهما من الجص وعليهما زخرفة تشابه تلك الزخرفة التي كسيت بها المنارة في الجزء الاول منها وعلى جدران المدخل خلف الاعمدة وقد كسيت بزخارف هندسية جصية. ويضم المدخل بابا من الخشب وعليه زخارف لأطباق نجمية تضم بداخلها سررا من الخشب مستديرة، اربعة في كل ضفة من الباب.

والمسجد من الداخل يحتوي على ستة مداخل من الالوميتال حيث المصلى الخلفي للمسجد، تلك المداخل على هيئة اقواس كبيرة مدببة وقد كسيت بزخرفة نباتية بارزة من الجص من الداخل والخارج ويوجد في واجهة تلك المداخل في الاسفل زخارف جصية بارزة لأطباق نجمية ولكنها تحتاج إلى ترميم.

وعند الدخول نشاهد تلك الابواب الخمسة الخشبية يتوسطها باب مواجه للقبلة وقد كسيت كل مساحة الباب بالزخارف الخشبية البارزة وهي ذات اصل نباتي ويعلوه شريط جصي ذو زخرفة هندسية باسلوب الحفر البارز والغائر وقد كتب على ركنيه من اعلى لفظ الجلالة عن اليمين واسم نبينا محمد (ص) على اليسار وهذا ما انتشر في كل ساحات المسجد في اعلى الشبابيك والابواب.

اما البابان الآخران عن يمين ويسار الباب المؤدي إلى القبلة فكانت زخرفتهما بسيطة وقد احتوى كل منهما على عنصرين من الزخارف النباتية البسيطة في منتصف الباب اسفل واعلى حتى اذا فتح الباب انقسمت الزخرفة، وتجمعت عندما يغلق الباب ويحيط بها شريط زخرفي هندسي في شكل مستطيل.

وأهم ما يميز الساحة الخلفية للمسجد هي تلك الحشوة الزخرفية الجصية التي تكسو كافة الجدار الأيمن والأيسر في شكل بديع وفي اطار تشكل بارز لأطباق نجمية متشابكة تعكس قوة البناء التخطيطي وكأنها سماء مملؤة بالنجوم تسبح فيها العيون لتخترق فضاء الاشكال النجمية وتتشابك مع الخطوط. كل هذا في مستوى منخفض عن سطح الجدار الفعلي، ويتركز على جانبيه عمودان صغيران يشبهان الاعمدة الخارجية على باب المسجد، وكذلك الكسوة التي تغطي بداية المنارة ويوجد شريط بارز لركن هندسي بارز عن التجويف النجمي ويعلو ساحة المسجد مجموعة من الافاريز لمقرنصات متراصّة وملتصقة في كل مساحة سقف المسجد الجانبية، وهي تشبه المقرنصات الخلفية، كما مكسوة جدران المسجد من الاسفل صفوف ملتصقة من الوزرات المترابطة في طول 120 سم تقريبا.

ومعظم واجهة القبلة تكسو بالزخارف الجصية ذات الجفت والميمة التي تتشكل مثل الدائرة الملفوفة التي تضفي جمالا رائعا إذا نفذت في اية مساحة، والمحراب في شكله العام مستطيل الشكل مكتوب في اعلاه آية قرآنية نصها (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) «آل عمران: 39»، وخطت الآية بخط كوفي بسيط وليس عليه زخارف ويدور حولها وحول باقي المحراب ذلك الجفت والميمة وكتب لفظ الجلالة عن يمين ويسار المحراب مرتان في إحدى الميمات الكبيرة ومحاطة بزخارف نباتية بارزة، وتجويف القبلة خال من الزخرفة تماما.

لقد تم تعلية إيوان القبلة عن باقي سطح المسجد في المصلى الامامي، اما سقف الايوانات عن اليمين واليسار فهما في مستوى منخفض.

واهم ما يميز سقف مسجد عبد العزيز خنجي تلك الاسقف الجصية التي تتميز بالجفت والميمة، والجفت يتشكل في هيئة مستطيل في ضلعيه قوسان نصف دائريين مواجهان لبعض وتحتوي طبقا نجميا هندسيا بارزا في إطار تشكيلي جميل وفي ركنيه زخارف هندسية بارزة. وتلتصق مقرنصات ذات طابع حلبي، كما يعلو الايوانين الجانبيين السقف ذاته ولكن ينتصف تلك الاشرطة البارزة سرر مجوفة من الجص ذات فسطانات مفصصة تنطلق من اعلى المركز وتنتشر الاشرطة البارزة في معظم السقف وكذلك المقرنصات الحلبية.

إن أهم ما يميز الزخرفة الجصية في تلك الوزرات هو ذلك النسيج المتجانس ذو التقاطعات والتشابكات الرائعة في التكنيك، وكذلك التكرار في الحشوات الجصية فوق كل الشبابيك والابواب، وتأتي الزخارف الخشبية كإحدى اهم انواع النقش العربي على الاخشاب ذات الزخارف البارزة والمستوى المسطح المستوي لارضية الزخارف

العدد 133 - الخميس 16 يناير 2003م الموافق 13 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً