العدد 144 - الإثنين 27 يناير 2003م الموافق 24 ذي القعدة 1423هـ

«ماسة سترة» أنتجت «موقعا أثريا» والتكهنات في ازدياد

يبدو أن«مهزة سترة» لا تنوي أن تغادر الأخبار المحلية هذه الأيام... ففي تحول دراماتيكي في قصة ماسة سترة، تحولت الحفرة التي عُثر فيها على الحجر المجهول الهوية إلى موقع أثري حسبما ذكر أهالي قرية المهزة والعمال الذين كانوا يحفرون في الموقع. وكانت الأقوال التي ترددت عن مصير الماسة المفقودة قد ضخمت من الموضوع بشكل كبير، وزاد منها عثور العمال الذين استمروا في الحفر على قطع فخارية ظنوها أثرية، الأمر الذي ساقهم إلى الاعتقاد بأن الحفرة هي موقع أثري قديم وأن الحجر/الماسة الذي عثر عليه ربما هو حجر أثري يعود إلى الأزمنة القديمة.

وفي الوقت الذي واصل فيه العمال حفرهم للموقع وجمعوا كمية من القطع الفخارية، أكد قسم العلاقات العامة في وزارة الأشغال وصول الحجر الذي عثر عليه إلى إدارة المجاري التابعة للوزارة ومن ثم إلى مكتب العلاقات العامة.

وأكد مسئول العلاقات العامة في الوزارة عدنان يوسف أنه من المستحيل أن يكون الحجر ماسة، مؤكدا أن الإدارة تسلمته من قبل مهندس شركة واطسون خنجي الهندسية، الإنجليزي لورانس وأنهم سيقومون اليوم (الثلثاء) بعرضه على قسم فحص وتقييم الأحجار الكريمة في وزارة التجارة لتحديد قيمته الحقيقية. وأضاف أنه إذا تبين أن للحجر أية قيمة أثرية أو مادية، فإنه سيرسل إلى الجهات المعنية في الدولة وأهمها إدارة الآثار. وفي وصفه للحجر قال يوسف إنه «حجر أسود مليء بقطع زجاج صغيرة تلمع، ملمسه خشن وهو بحجم قبضة اليد ومغطى بالزجاج». واستتباعا لمجريات الحوادث حصلت «الوسط» على عينة من القطع التي تم العثور عليها في الحفرة المذكورة وهي عبارة عن كِسَر فخارية لأوان وجرار يبدو عليها القدم، وعرضتها على الباحث الأثري علي أكبر بوشهري الذي وصفها بأنها حديثة نسبيا إذ أن عمرها لا يعود إلى أكثر من 100 سنة على أبعد تقدير، وبهذا المقياس لا يمكن اعتبارها آثارا، مشيرا إلى أن العمر الزمني للأثر يجب أن يزيد على 200 عام.

وأضاف بوشهري أن منطقة سترة كانت مأهولة منذ مئات السنين، وبالتالي لابد من وجود آثار قديمة فيها، إلا أن ذلك لا يعني أن المنطقة التي وجدت فيها الحفرة هي بالضرورة منطقة أثرية.

وأشار إلى أن مسئولية حماية المنطقة الأثرية تبدأ عندما تسجّل بالفعل لدى إدارة الآثار على أنها موقع أثري ويسبق ذلك التأكد فعليا من أنها منطقة أثرية تستحق الحماية. أما عن الحجر الذي ظنه أهالي سترة قطعة من الماس فلم يستطع تحديد نوعه لأنه لم يره على الطبيعة، إلا أنه من خلال الوصف سابق الذكر للحجر شكك في أن يكون نوعا من أنواع حجر البازلت الذي كان الدلمونيون في البحرين يستوردونه من عُمان ليصدروه إلى العراق إذ يحمل البازلت ذات الصفات من السواد واللمعان. وأكد بوشهري أنه حتى لو كان الحجر قديما، فهو لا يحمل أية قيمة أثرية. فقد استورد الدلمونيون الكثير من الأحجار ولا قيمة لها أثريا ما دامت لا تحمل أية علامة أثرية، هذا إلى جانب وجودها في البحرين بكثرة. وحتى الأحجار الكريمة القديمة كانت في السابق غالية الثمن لأنها تستورد من مناطق بعيدة إلا أنها الآن غير ذات قيمة لأنها متوافرة بكميات كبيرة لسهولة استيرادها من تلك المناطق

العدد 144 - الإثنين 27 يناير 2003م الموافق 24 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً