أقامت الجمعيات والهيئات الشبابية بالتعاون مع اللجنة الأهلية لمناصرة الشعب العراقي وبعض الجمعيات الأهلية والسياسية اعتصاما أمام مبنى هيئة الأمم المتحدة في الحورة، تضامنا مع الشعب العراقي وتزامنا مع رفع تقرير مفتشي الأمم المتحدة في العراق للمجلس، يأتي الاعتصام ضمن اعتصامات أخرى نظمت في أكثر من 14 دولة عربية، استجابة لدعوة اتحاد الشباب العرب.
ورفع الشباب المعتصم والذي بلغ عددهم أكثر من 300 شاب وشابه الكثير من الشعارات وعلى رأسها «نعم للسيادة القومية للعراق على أراضيه من الشمال إلى الجنوب» و«نطالب الدول العربية برفض العدوان وعدم المشاركة فيه تحت اي ذريعة» و«رفض التسهيلات للقوات الأميركية في المنطقة».
وأكد رئيس اللجنة الأهلية لمناصرة الشعب العراقي حسن العالي « ان الهدف من الاعتصام هو التضامن مع الشعب العراقي، كما اننا نسعى إلى أن نوصل صوت الشباب العربي الرافض لضرب العراق وعلى أي قطر في العالم من دون أسباب حقيقية أو جوهرية، فضلا عن العمل على نشر السلام العادل بين أقطار العالم جميعهم من دون تفريق».
وقدم المعتصمون إلى مندوب هيئة الأمم المتحدة في البحرين خالد علوش رسالة مشتركة من اتحاد الشباب العربي والجمعيات الشبابية والأهلية في البحرين موجهة إلى الامين العام للأمم المتحدة، جاء فيها « نحن المنظمات الشبابية والطلابية العربية نشير - باعتبارنا الشريحة الأوسع والاهم في العالم - إلى أن الحرب على العراق تستهدف بشكل أساسي الشباب والأطفال والطلاب في ألفية جديدة يجب أن يكون الصراع فيها لمحاربة الفقر والأمية وليس لحشود عسكرية لم يشهد لها العالم مثيلا ما ينذر بوقوع حرب عالمية ثالثة».
وأضافت الرسالة «ان الإنسان هو الإنسان في أي مكان من العالم، واحد في الخلقة وواحد في الإحساس، وبذلك نحن نتطلع إلى دوركم لإيقاف مسلسل الموت والرعب الجماعي للشعب الفلسطيني. معتبرين ان الشباب هم ضحايا للحروب والصراعات وبذلك لا يريدون أن تتسع دائرة المعاناة والحرمان ويريدون أن يسمع صوتهم بعتبارهم جزءا مهما من هذا العالم».
وقال رامي رشيد « إنه جاء بابنه للاعتصام ليشارك الشباب العربي معاناته وليتعرف عن قرب هموم الامة العربية ويشاركهم قضاياهم وليتعرف أيضا على الممارسات الأميركية في حق الشعوب العربية، وقال إننا باعتبارنا فلسطينيين نشارك إخواننا العراقيين في محنتهم كما هم شاركونا في محنتنا وحاربوا العدو الصهيوني على أراضينا وما زالت قبورهم في جنين خير شاهد على وجودهم الدائم لمساندة القضية الفلسطينية، وما نقوم به الآن إنما هو جزء بسيط علينا باعتبارنا عربا وأمة لابد أن نقف وقفة واحدة في وجه العدوان والحقد الأميركي».
وطالب رشيد الأمم المتحدة باحترام المواثيق والعهود العالمية فالعراق عضو في الجامعة العربية وعضو في الأمم المتحدة، وإن العراق محاصر منذ العام 1991 وحتى الآن ولم يرتكب أي خطأ مع ان النظام العراقي نظام علماني وليس له أي علاقة بتنظيم القاعدة أو حتى بإسامة بلادن، كما ان المفتشين لم يستطيعوا إثبات أي شيء ضد العراق فلماذا الضرب إذا».
وأضاف قائلا «أليس من حقنا أن نتطور كما يتطور غيرنا، أم كتب علينا أن نكون دائما متخلفين، ولماذا نحرم نحن العرب من التسلح بينما يسمح لإسرائيل بأن تصنع أكبر آلة عسكرية في المنطقة وبذلك تكون هي اكبر كيان يسعى إلى تهديد المنطقة وأمنها وسلامتها، هذه أسئلتنا المشروعة التي لابد وأن يجيب عليها الأمين العام للأمم المتحدة».
وطالب رئيس اللجنة الإعلامية بجمعية الشبيبة البحرينية أحمد فردان الحكومة البحرينية «أن يكون لديها رد واضح وصريح أمام السياسات الأميركية، وأن تباشر حقوقها الوطنية والأممية اتجاه أبناء جلدتها وإدانة كل التصرفات الأميركية اتجاه العرب والمسلمين، خصوصا بعد أن تحولت البحرين إلى مملكة دستورية وأصبح الشعب يشارك في اتخاذ القرار، وأصبح لزاما على القيادة السياسية سماع صوت الشباب والشعب وتلبية مطالبهم والتصدي لأي عدوان ضد إخواننا العرب في العراق وفلسطين وتقليص الوجود العسكري الأميركي في المنطقة».
وفي الختام عزف أحمد الغانم «لحن الفرح» وهي من تأليف المسيقار بيتهوفن «السيمفونية التاسعة «معتبرا ان هذا اللحن رسالة تنشد السلام من قبل مائتي سنة انقضت، وهذه الرسالة لم تصل إلى الكثيرين، وهم من ينشدون الحرب على الدوام».
و قام المعتصمون بإطلاق البالونات البيضاء والحمام الأبيض تعبيرا عن رغبتهم في أن يعم السلام أرجاء العالم، وهي رسالة إلى كل العالم بأن الشعوب العربية شعوب مسالمة وليست ميّالة للحروب أو سفك الدماء وتريد العيش في سلام وهي تعلن رفضها للحرب المتوقعة ضد العراق ويرفض الانتهاكات والحصار القائم على شعبه كما يدين التصرفات القمعية في فلسطين من قبل قوات الكيان الصهيوني، مطالبين كل العالم بالاتحاد ضد كل من يسعى إلى إثارة الحروب والتصدي له والعمل على نشر السلام والحرية
العدد 144 - الإثنين 27 يناير 2003م الموافق 24 ذي القعدة 1423هـ