العدد 175 - الخميس 27 فبراير 2003م الموافق 25 ذي الحجة 1423هـ

هذا النادي من ينصفه؟

يمكن وصف نادي سار في كلمتين بأنه صغير في الجغرافيا كبير في التاريخ.

وسط كل ما حدث في بعض أندية القرى من ضعف بسبب عدة اسباب ادارية ومالية ووسط عزوف غالبية الاندية الكبرى عن دورها الوطني كان نادي سار الوجه الآخر لهذه الاندية ويوم ان كانت قرى المملكة تتهجى للتو حروف الديمقراطية والاصلاح السياسي برز هذا النادي الصغير علامة في الهوامش ونموذجا للكفاح من اجل الوعي والحرية.

ولا يمكن اليوم تذكر كيف كنا وكيف اصبحنا، سياسيا، وحقوقيا، من دون تذكر الاندية التي حققت نقلة في وعي الشارع البحريني. فمن إصدار نسخة من دستور البلاد إبان المناقشة الوطنية للتعديلات، إلى جمع كل القوى السياسية في مناقشة قانون البلديات، إلى الاحتفال الكبير بأسبوع الصحة العالمي، إلى الندوات المختلفة موضوعات وشخوصا، إلى الاستضافة الشجاعة لتأسيس إحدى الجمعيات الوطنية.

وفي كل ذلك لم تكن الاوضاع وردية دائما من حول هذا النادي، لقد خاضت إدارته احيانا سجالا صعبا مع المسئولين من دون ان يسندها في ذلك وجاهة اسم أو رفعة شخص او سمعة منطقة، بل فقط الايمان البسيط بحق المؤسسة المجتمعية في ان تمارس دورها التنويري.

انا لو كنت في موقع المسئولية أو الشعبية لجعلت من تكريم هذا النادي رسالة أولا إلى الاندية الصغيرة التي لا تنفك تتحدث عن الموازنة وكأنها العائق الذي يستحيل معه القيام بأي عمل. وثانيا إلى الأندية الكبيرة التي تبرز كل حين المفارقة بين حجم وارداتها الهائلة وحجم نشاطها الوطني الضئيل.

إن سيرة نادي سار جديرة حقا بالتثمين والاحتذاء بها. وهي قبل كل شيء ليست سيرة ناد فقط ولكنها سيرة مجتمع تفهم دور هذا النادي وآزره والتف حوله ليجعله مركزا وطنيا له حضوره في صناعة الرأي العام لعل مشكلة هذا النادي خصوصا واندية القرى الاخرى النشطة عموما انها ضحية حجمها اولا وضحية اسمائها ثانيا، ومهما برزت هذه الاندية بكفاءاتها وعملها الوطني فسيبقى يحد من برزوها سقف الاسم والحجم.

ولو ان احد الاندية الكبرى كان له من النشاط ما لنادي سار من العطاء ولجمعيته العمومية وادارته من التنظيم لكان اليوم علما تسير بأخباره الركبان.

انها كلمة بسيطة في مديح كيان كبير بعطائه ورجاله، وتحية نأمل ان يتردد صداها في جنبات هذا الوطن.

كريم رضي

العدد 175 - الخميس 27 فبراير 2003م الموافق 25 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً