يشكك الكثير من الدبلوماسيين في نجاح مساعي الادارة الأميركية شراء أصوات الدول الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن بعرض صفقات سخية من المساعدات والأسلحة، لكي تنضم إلى الحرب التي تهدد بشنها على العراق. ووصف المحلل العسكري أرا شور تحالف الادارة الاميركية الفرعي من اجل الحرب بأنه «تحالف المحتاجين» إلى جانب «تحالف الراغبين».
ويأمل المسئولون أن تؤدي جرعات مكثفة من المساعدات الأميركية على جعل المواقف غير الشعبية المناهضة للعراق تمر بسهولة أكثر. وتعكف ادارة الرئيس الاميركي على بحث تقديم 30 مليار دولار منحا وقروضا مدعومة حكوميا لـ «الحلفاء» القلقين من الآثار الجانبية السياسية والاقتصادية للحرب.
ويمكن تصنيف المرشحين لتلقي المساعدات الاميركية إلى فئتين: الأولى تسعى إلى تعويض الآثار السلبية للحرب، والثانية يُطلب تأييدها لإضفاء مشروعية على الحرب، وإن أكبر صفقة مساعدة هي التي عرضتها ادارة بوش على تركيا. وتقوم ادارة بوش بوضع اللمسات الاخيرة على صفقة مساعدات للكيان الصهيوني ومصر والأردن.
إلى جانب بريطانيا وإسبانيا فإن الولايات المتحدة تعتمد على دعم بلغاريا التي تعهدت واشنطن لها بضمان دفع العراق ديونه المعلقة لبلغاريا في مرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس صدام حسين. بينما الهدف الثاني للادارة هو اغراء الدول المترددة مثل أنغولا والكاميرون وتشيلي وغينيا والمكسيك وباكستان بمزيج من الوعود والتهديدات.
ويقدم معهد الدراسات السياسية في واشنطن في دراسة حديثة بعنوان «تحالف الراغبين» صورة مفصلة عن الضغوط العسكرية والاقتصادية التي من المحتمل أن تستخدمها الولايات المتحدة لجمع أصوات مؤيدة في مجلس الأمن.
فبالنسبة إلى المكسيك فإن تصويتها ضد مشروع القرار الاميركي يمكن أن يثير رد فعل سلبي من شأنه أن يقوض المساعدة والتجارة ويشوه فرص المكسيك التي ترسل 80 في المئة من صادراتها إلى السوق الاميركية.
كما أن تصويتا بـ «لا» من تشيلي من شأنه أن يقضي على خطط لمنحها فرص الوصول إلى السوق الاميركية الذي تتمتع به كندا والمكسيك الآن من خلال اتفاقية «نافتا».ويتعين على باكستان أن توازن بين خسائرها من المساعدات والقروض وبين اغضاب شعبها المناهض بقوة للحرب. وبالنسبة إلى أنغولا فإن القروض الأميركية المستقبلية من أجل تطوير صناعتها النفطية المهمة قد تكون في الميزان.
أما الكاميرون فإنها تتلقى نحو 200 ألف دولار سنويا مساعدة تدريب عسكرية وهي مؤهلة لتلقي أسلحة من فائض الولايات المتحدة مجانا. أما غينيا - كوناكري فمن المقرر أن تتلقى 29 مليون دولار مساعدات للعام الجاري.
وفي «أوروبا الجديدة» كما يصفها وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد فإن الزعماء الذين أيدوا سياسات واشنطن العسكرية يأملون في تلقي المزيد من المساعدات واحتمال استضافة قواعد أميركية جديدة بديلا عن ألمانيا
العدد 181 - الأربعاء 05 مارس 2003م الموافق 01 محرم 1424هـ