حرصت كوريا الجنوبية أمس على تهدئة المخاوف من ضربة أميركية للمنشآت النووية الكورية الشمالية بعد الإعلان الأميركي عن نشر 42 قاذفة في المحيط الهادي من نوع بي-25 وبي-1، في وقت دعا الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون في حوار تنشره اليوم الخميس صحيفة «التايمز» اللندنية أميركا إلى «عدم الذهاب بعيدا» في أزمتها مع كوريا الشمالية، مؤكدا أن الحوار المباشر هو الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها حل الأزمة بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وقال وزير الوحدة جيونغ سي-هيون، المكلف العلاقات مع الشمال أن المخاوف التي عززها اعتراض مطاردات كورية شمالية طائرة تجسس أميركية «لا أساس لها».
وقال إن حادث الأحد فوق بحر اليابان يدخل في إطار الحملة التي ينفذها نظام بيونغ يانغ لفتح مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال الوزير ردا على سؤال في شأن احتمال لجوء واشنطن إلى الخيار العسكري لإنهاء أزمة مستمرة منذ خمسة أشهر مع كوريا الشمالية، ان «مثل هذا السيناريو لا أساس له».
وذكر أن الموقف الرسمي لسيئول وواشنطن يقوم على حل الخلافات بشأن الملف النووي بصورة سلمية ودبلوماسية، وقررت الولايات المتحدة تعزيز قواتها في الشرق الأقصى عبر إرسال 42 قاذفة إلى غرب المحيط الهادي، كما أعلن مسئولون في البنتاغون، كما ينتشر في كوريا الجنوبية 73 ألف عسكري أميركي. وتبحر في المنطقة أيضا حاملة طائرات أميركية ومجموعة جوية - بحرية.
كما قال روه إن الحوار المباشر بين قادة البلدين وحده كفيل بإيجاد حل، مؤكدا أن لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير «دورا مهما في هذا المجال»، مضيفا «أنا أدعو الولايات المتحدة إلى عدم الذهاب بعيدا» ففي نهاية المطاف هذه المشكلة يجب حلها من قبل الرئيس بوش و»نظيره الكوري الشمالي» كيم جونغ ايل، وعليهم إحراز تقدم لحل هذه المشكلة. من جانبه وصف السيناتور الديمقراطي كارل ليفين الواسع النفوذ في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، تعاطي إدارة بوش مع كوريا الشمالية بأنه «غير مسئول».
وقال إن الأزمة مع بيونغ يانغ اشد خطورة من الأزمة مع العراق، عقد مسئولا رفيعا برئاسة الجمهورية في كوريا الجنوبية محادثات سرية مع كوريا الشمالية الشيوعية في بكين الشهر الماضي إذ عرض مساعدات واسعة على بيونغ يانغ وحثها على أن تتخلى عن طموحاتها النووية، حسبما ذكرت تقارير صحافية
العدد 181 - الأربعاء 05 مارس 2003م الموافق 01 محرم 1424هـ