العدد 183 - الجمعة 07 مارس 2003م الموافق 03 محرم 1424هـ

روبرت فيسك "خدمة الإندبندنت" - خاص بـ "الوسط"

بليكس يغضب تجار الحرب

آه من عيون باردة رجل سويدي كلمته هي الحاسمة في شئون الشرق الأوسط.

آه لبرود إسكندنافي ينظر ببرود إلى الحقيقة.

هانس بليكس هو مدير المدرسة ويوم أمس الجمعة ألقى كلمة عادلة أغضبت التلميذة "العراق" والآباء "وعلى رأس هؤلاء الآباء الولايات المتحدة الأميركية".

نعم زودت العراق فريق الأمم المتحدة بأسماء علمائها وخبرائها والسجلات الممتازة، إلا أن بعضها فقط خرج إلى الضوء... يا للإخفاق.

العراق قبل بتدمير صواريخ الصمود-2 تدميرا شاملا، غير أن السيد بليكس قال أنه لم يشهد تدمير صغائر المعدات المشابهة لأعواد تنظيف الأسنان. ثم جاءت كلمات حيادية إسكندنافية بحق: العراق تساعد معنا ولكن بتردد وأن التعاون السريع لم يكن ملحوظا. ولم يشر بليكس إلى ما قالته المخابرات البريطانية عن وجود أنابيب ألمنيوم مخصصة لأسلحة نووية، إذا صدقنا طبعا البرادعي، ولم لا نصدقه؟ فلقد اكتشفنا أن الوثائق الأميركية ما هي إلا مجموعة أكاذيب.

انزعج الأميركان وبدأت فرائصهم ترتعش عندما قال السويدي بليكس أنه "ينوي مواصلة أنشطة التفتيش". الأميركان رددوا بينه وبين أنفسهم وأعلنوا من خلال تصريحاتهم أن كل ذلك لم يغير شيئا لديهم... صدام كذاب وفريق الأمم المتحدة لم يستطع لحد الآن اكتشاف أسلحة الدمار الشامل، والأمم المتحدة لا تستطيع البحث عنه. غير أن ما هو مناقض لكل ذلك أن الرئيس بوش هو نفسه الذي حث الأمم المتحدة القيام بالتفتيشات التي أجروها معتقدا أن صدام سيرفض طلباتهم وأن ذلك سيوفر له عذرا لشن الحرب، إلا أن صدام خيب ظنه، والحيادي والدب السويدي بليكس هو المدير المسئول الذي يحدد بكلماته الأمر، إذ قال أن مهمته حققت تقدما إيجابيا. لكن بليكس لا يعلم أن نجاحه الإيجابي يعني خيبة أمل للأميركان، وهذا ما أكده وزير خارجية ألمانيا عندما صرح "لسنا بحاجة لقرار ثان عن العراق".

العدد 183 - الجمعة 07 مارس 2003م الموافق 03 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً