العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ

عائلة بحرينية تتبرع بكليتي ابنها المتوفي دماغيا

في سابقة هي الأولى من نوعها في البحرين

تبرعت عائلة المواطن ياسر جاسم مكي الذي توفي دماغيا في سجن جو منذ يومين بكليتيه في أول تبرع من نوعه توافق عليه عائلة بحرينية، فيما أجريت عملية زراعة احدى الكليتين المتبرع بهما بنجاح لمريض بحريني آخر في مجمع السلمانية الطبي وهو يتماثل للشفاء الآن في قسم العناية القصوى في المجمع.

فبعد تشخيص الوفاة الدماغية للمريض طلب فريق زراعة الكلى من الأهل الموافقة على التبرع بأعضاء المتوفى لإنقاذ حياة مرضى مصابين بهبوط مزمن في الكلى مسجلين على لائحة الانتظار، فما كان من أهله إلا أن وافقوا على ذلك وتمت عملية استئصال الكليتين ومن ثم زراعة إحداهما بنجاح لأحد الشباب بعد مطابقة فصيلة دمه أنسجته لفصيلة دم وانسجة المتوفى دماغيا.

وفي حديث له مع «الوسط» قال أخو المتوفى فؤاد جاسم مكي «ان العائلة تخوفت في البداية من الموافقة على التبرع، ولقي الأمر معارضة في البداية من الأبوين، إلا أنه بعد استشارة علماء الدين والتأكد من جواز التبرع إذا كان ينقذ حتميا حياة مريض آخر، وافق الأب على توقيع أوراق التبرع» وأضاف فؤاد «اننا نشعر بالراحة والطمأنينة وخصوصا مع تأكدنا من أن شابا أنقذت حياته بسبب ياسر» مشيرا إلى أنه هو ووالدته اعتبرا هذا التبرع «صدقة منه (المتوفى) وتكفيرا عن الذنوب التي اقترفها في حياته والتي سجن من أجلها».

وبدأت عائلة ياسر سابقة جديدة بين العائلات البحرينية بموافقتها على التبرع بأعضاء ابنها المتوفى دماغيا إذ يمكن اعتبارها الاستجابة الأولى لندوة «جمعية الأطباء» الرمضانية الأخيرة التي دارت حول موضوع «رفض الأقارب التبرع بأعضاء المتوفى دماغيا في البحرين».

ويذكر أن موضوع التبرع بالأعضاء يلقى جدلا واسعا في الأوساط الطبية والدينية، إلا أن عددا من علماء الدين مثل السيد محمد حسين فضل الله، وعلماء الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء في السعودية أفتوا بجواز التبرع بالأعضاء.


العائلة اعتبرتها «كفارة» و«صدقة» عن ابنها

كلية سجين «جو» المتوفى تنقذ حياة شاب آخر في سابقة بحرينية

الوسط - ندى الوادي

وافقت عائلة المواطن ياسر جاسم مكي - الذي كان مسجونا في سجن «جو» المركزي، والذي توفي دماغيا أول من أمس - على التبرع بأعضائه لإنقاذ حياة مرضى آخرين، وفي الحال أجريت عملية زراعة ناجحة لإحدى كليتيه لمريض آخر (منير عبدالرحيم) الذي يعاني من هبوط مزمن في الكلى وهو يتماثل الآن الى الشفاء في العناية القصوى في مجمع السلمانية الطبي، لتسجل بذلك أول عملية من نوعها في البحرين توافق فيها عائلة بحرينية على التبرع بأعضاء ابنها المتوفى دماغيا.

وكان ياسر جاسم مكي ( 28 عاما) قد توفي في المستشفى بعد نقله إليه الاثنين الماضي إثر إصابته بنزيف مفاجئ في المخ إذ تم تشخيص الوفاة الدماغية من قبل فريقين طبيين ومعهم استشاري المخ والأعصاب، وكان مكي أحد السجناء الذين أضربوا عن الطعام يوم السبت قبل الماضي مطالبين بتحسين أوضاعهم في السجن.

وبعد التأكد من الوفاة الدماغية طلب الفريق من أهل المتوفى الموافقة على التبرع بأعضائه للاستفادة من كليتيه لإنقاذ حياة مرضى آخرين مصابين بهبوط مزمن في الكلى. وبعد موافقة والد المتوفى وبقية أهله على التبرع قام فريق زراعة الأعضاء باستئصال الكلية المتبرع بها وتم إبقاء المريض على أجهزة الإنعاش فترة قصيرة تم خلالها اختيار المريض المناسب من ناحية فصيلة الدم والأنسجة للمتوفى دماغيا ومن ثم تمت عملية نقل الكلى التي ترأسها الاستشاري صادق عبدالله بالتعاون مع الفريق الطبي المساعد.

وفي حديث له مع «الوسط» قال أخو المتوفى، فؤاد: «إن الفريق المنسق لعمليات زراعة الكلى في مجمع السلمانية الطبي قام بالاتصال بنا لأخذ الموافقة على التبرع، وقد اقتنعت أول الأمر بهذا التبرع على أساس أنه «صدقة لأخي»، واتصلت بالشيخ عيسى قاسم لأخذ فتواه الشرعية في الموضوع، فأفادنا بجواز هذا التبرع إذا كان ينقذ حياة إنسان بالضرورة». وأضاف أن والده قام تباعا لذلك بالموافقة، أما والدته فقد رفضت الموضوع أول الأمر، إلا أنها بعد أخذ رأي الدين، وافقت على التبرع معتبرة إياه «صدقة للتكفير عن ذنوب ابنها ياسر».

وأضاف فؤاد أن الأسرة الآن تشعر «بالراحة والطمأنينة من هذا التبرع» وخصوصا مع تأكدهم من أن كلية ياسر سوف تنقذ حياة شاب من الموت.

من جانبه، قال رئيس مركز أمراض وزراعة الكلى في مجمع السلمانية الطبي أحمد سالم العريض في حديث له مع «الوسط» إن موافقة العائلة كانت على التبرع بأعضاء المتوفى جميعا، إلا أن البحرين لا تمتلك إمكان إجراء عمليات مثل زراعة القلب أو البنكرياس، لذلك تمت الاستفادة من كلية واحدة فقط، فيما كانت الكلية الأخرى تعاني من تشوهات خلقية لا تسمح بنقلها إلى جسم آخر. وأضاف العريض أنهم قاموا بمخاطبة وزير الصحة لصرف مكافأة مالية لعائلة المتبرع - كما جرت العادة في مثل هذه الأحوال - لمساعدتهم في تكاليف الدفن والجنازة.

وذكر العريض أن هذه هي عملية نقل الكلى السابعة التي تجريها البحرين من متوفين دماغيا، وهي الأولى التي تتم من بالتبرع من مواطن بحريني متوفى دماغيا.

يذكر أن مبدأ التبرع بالأعضاء من الأشخاص المتوفين دماغيا لقي ممانعة في العالم الإسلامي في البداية، إلا أنه مع تقدم الطب الحديث تبين أن الممانعة كانت لأسباب ثقافية وليست دينية، ومع توافق كلا من الدين والطب على نقل الأعضاء الآدمية، سواء من متبرعين أحياء أو من حديثي الوفاة، ظهر مفهوم موت الدماغ وتم تحديد تعريفه ما نتج عنه تقنين التبرع بالأعضاء من حديثي الوفاة.

وتفيد المعلومات الطبية أنه في كل يوم يتوفى 6250 شخصا وهم على قائمة الانتظار في قوائم زراعة الأعضاء في المراكز المنتشرة في أنحاء العالم

العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً