العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

منتدى «الوسط» يناقش تداعيات الحرب على البحرين

في أول أيام الحرب:

تعيش المنطقة مرحلة من أشد المراحل التي مرت بها إذ لا أحد يستطيع التكهن بما ستؤول إليه الأمور بعد انتهاء الحرب إن انتهت! فقد انفردت الولايات المتحدة الأميركية بحرب عنوانها العدالة وتختزن الظلم والاضطهاد، ونشر الديمقراطية هدفها، وهو عمل حصل من دون إجماع بل ومن دون مراعاة للرأي العالمي الذي هتف «لا للحرب» في تظاهرات قلّ نظيرها من حيث العدد وتعدد الأمكنة.

ونحن في البحرين نتأثر شئنا أم أبينا ـ كوننا إحدى دول المنطقة ـ بتداعيات هذه الحرب، وقد يصيبنا نصيب من إعادة رسم الخريطة التي وعدنا بها الأميركان، وقد كانت كل الإشارات تشير في الأشهر الماضية إلى أن هناك حربا مقبلة لا محالة إلى المنطقة، وان آثارها كبيرة وخطيرة على المستويين الرسمي والشعبي، وهنا تبرز الكثير من الأسئلة إذ كيف تم التعامل مع هذه الإشارات وتلك النُذُر؟! سواء على الصعيد الرسمي أو الصعيد الشعبي، وما ابرز التداعيات المتوقعة على البحرين من هذه الحرب؟

«منتدى الوسط» وفي سبيل مناقشة هذه الأسئلة وغيرها استضاف كلا من رئيس لجنة الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس الشورى خالد بن خليفة آل خليفة، و رئيس لجنة الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب أحمد بهزاد، ونائب رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية حسن المشيمع، وقد اعتذر نائب رئيس جمعية التجمع القومي حسن العالي عن المشاركة لظروف صحية ألمت به، وتم توجيه دعوة الى وزارة الخارجية لتشاركنا الندوة إلا اننا لم نتلق ردا منهم، وكان هذا نص الحوار.

* ما تقييمك للموقف الرسمي تجاه قضية الحرب على العراق؟

- المشيمع: إن المتابع لتطور الحوادث في المنطقة يصبح لديه اليقين بان الحرب واقعة لا محالة، ويدرك كذلك أن أميركا كانت تخطط منذ زمن ليس قليلا لمثل هذه الحرب، وفي اعتقادي ان البحث عن أسلحة الدمار الشامل ومخالفة القيادة العراقية لقوانين الأمم المتحدة ليس سببا حقيقيا وراء هذه الحرب، فنحن نعلم أن هناك دولا أخرى تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة جدا كـ «إسرائيل» ومع ذلك لا نجد أية متابعة أو محاسبة لها على ذلك.

وعليه فان المتتبع للحوادث يدرك أن أميركا قد وضعت استراتيجيتها ورسمت خططها لتغيير جغرافية المنطقة وتصطنع الحجج من أجل تحقيق هدفها المنشود، وأوضح دليل على ذلك هو تصريح الرئيس الأميركي جورج بوش بأن الجيش الأميركي سيدخل العراق وان خرج الرئيس العراقي صدام حسين من العراق وترك النظام، إذا كل المؤشرات كانت تشير إلى وقوع الحرب.

في اعتقادي ان لدينا مشكلة حقيقية وهي أن الأنظمة العربية تعتز بأنها أنظمة ديكتاتورية تحاول أن تصوغ جميع الإيقاعات بعيدا عن إرادة شعوبها، وهو من أهم المشكلات الأساسية في كل القضايا التي نعاصرها اليوم والتي سلفت ابتداء من قضية فلسطين إلى العراق إلى غيرها، وسيبقى الوضع على ما هو عليه من الذل والهوان إن لم يعاد النظر في العلاقة بين الحكومات والشعوب.

وبمقارنة الدول العربية بـ «إسرائيل» نجد أن لدى «إسرائيل» المكانة والتقدير لدى الدول الكبرى بل غالبية دول العالم لأنها تحترم رأي شعبها وتأخذ به، وكذلك الحال بالنسبة الى تركيا فقد احتُرم قرارها لانه أخذ من قبل البرلمان الذي يمثل إرادة الشعب بعكس الوضع الذي نحن عليه في الدول العربية.

قرارات لا يشارك الشعب في صوغها

وعليه فان بإمكان «إسرائيل» أن تقول «نعم» أو «لا» بينما نحن لا نستطيع فعل ذلك لأن القرارات تتخذها الحكومات دون الرجوع الى المجالس التشريعية أو الشعب، ومع ذلك وعلى رغم كل التوقعات بنشوب مثل هذه الحرب لم نحرك ساكنا لتدارك الوضع ومحاولة حلحلة القضية، بل جئنا في الوقت الضائع لنتحدث عن الحلول السلمية لقضية الحرب، ولست ادري إن كان ذلك من اجل السبق الإعلامي أم أنها مواقف حقيقية، ونحن الآن نعيش في وسط الحدث فما الذي سنفعله وما ردود فعلنا تجاه هذه الحرب؟

فأنظمتنا اليوم وللأسف لا نجد لها موقفا رسميا حقيقيا تجاه هذه القضية، وانما فقط تصريحات إعلامية هنا وهناك وتغافل للشعوب ومحاولة الالتفاف عليها وعلى وعيها.

الموقفان الرسمي والشعبي متطابقان

- بهزاد: أتفق مع المشيمع في بعض النقاط التي طرحها وأختلف معه في البعض الآخر، فأنا اتفق معه في كون الحرب حتمية الوقوع وهي متوقعة منذ زمن ليس بالقليل، وخصوصا مع العناد الذي كان عليه الرئيس العراقي والإصرار الأميركي على الإطاحة بالنظام العراقي، وعما يتعلق بالموقفين الرسمي والشعبي من الحرب فانهما في اعتقادي متطابقان إذ أن كلا الموقفين يرفضان الحرب ويرفضان مسألة نزع السلاح بالقوة، ولكن وبعد أن اندلعت الحرب فان كلا من الطرفين متفقان على الوقوف إلى جانب الشعب العراقي لانه هو الضحية.

فهو ضحية الخلاف بين القيادة العراقية والقيادة الأميركية وهو أمر مفجع ومؤلم، وقد أعلن جلالة الملك مرارا عن وقوفه ودعمه لهذا الشعب وحقه في الحياة بكرامة شأنه شأن بقية الشعوب الحرة، ونحن في البحرين شعبا وحكومة نرفض استخدام القوة لتجريد العراق من أسلحته، وانما شأننا شأن بقية الدول العربية نأمل ونطالب باستخدام الخيار السلمي، وخصوصا أن هناك دولا كثيرة في الأمم المتحدة تدعم هذا الخيار عبر إعطاء المفتشين الدوليين فرصة اكبر للقيام بمهمتهم، إذا فقد أعلنت الجهات الرسمية موقفها الرافض للحرب وهو الموقف الشعبي نفسه.

العرب أضاعوا فرص اثني عشر عاما

- خالد: اعتقد أن الموقف الرسمي يسعى تصريحا وفعلا إلى البحث عن حل سلمي لتجنيب الشعب العراقي ويلات الحرب، فالتصريحات التي أدلى بها المسئولون واضحة وجلية وكل العالم يعرفها، وأما السعي الفعلي الى إيجاد الحل السلمي فقد بدأ في قمة شرم الشيخ إذ تم تشكيل لجنة وزارية مقترحة من دولة البحرين وقد ترأسها وزير الخارجية البحريني وعملت جهدها على احتواء الأزمة إلا أنها لم توفق في ذلك، ولا يكمن الخلل المؤدي الى الفشل في هذه المهمة في اللجنة الوزارية وانما في الدول العربية نفسها.

فتلك الدول لم تحاول استغلال الفرص التي لاحت لحل الأزمة طيلة 12 عاما سواء الأزمة بين العراق والكويت أو بين العراق والعالم اجمع، بل تجاهلت الدول هذه الأزمة وتركتها هكذا إلى أن جاءت هذه الأيام التي وجدنا أنفسنا فيها مضطرين لحل الأزمة، وأرادت الدول العربية فعل ذلك في ظرف 20 يوما وهو أمر يستحيل تحقيقه في هذه الفترة الوجيزة، وبعد ذلك وصلنا إلى أحد الخيارين أما أن يرحل صدام واما أن تقع الحرب وقد وقعت، ولا أعتقد أن هناك أحدا يقف مع صدام كشخص ولكن كلنا نقف إلى جانب الشعب العراقي.

- المشيمع:عندما نتناول موضوعا هاما كهذا الموضوع يجب أن نناقشه بشفافية وصراحة تامة لا أن نجامل أحدا فيه لأننا بذلك لن نصل إلى نتيجة وسيبقى حوارنا هذا مجرد كلام لا فائدة من ورائه، فأنا اعتقد أن هناك مشكلة متغلغلة في أنفسنا وربما نحتاج إلى سنين عديدة حتى نتغلب عليها ونتحدث في حواراتنا بكل حرية ونشير إلى مكامن الخطأ دون خوف أو التفاف، وليس معنى كلامنا أننا نعادي الأنظمة العربية وانما نحن نعرض الواقع ونشير إلى مواقع الخلل فيه ونسعى إلى تطوير هذه الأنظمة.

فلن تكون أي كرامة لأي نظام ما لم يشرك الشعب معه في اتخاذ القرار وصدام اليوم يعطينا مثالا على ذلك، فقد قرعت طبول الحرب منذ زمن ولكن لماذا لم يطرح الموضوع على البرلمان لمناقشته؟ كما أنني اطرح سؤالا وهو أين كنا طيلة 8 أعوام وهي زمن الحرب الإيرانية العراقية وقد كنا نمد صدام بالمليارات من الأموال مع علمنا انه يمارس بها الجرائم الكثيرة وعندما يقول البعض منا انه مجرم يقال له بل انه بطل القادسية.

وعن الرفض الرسمي للحرب أتساءل هنا هل انه رفض حقيقي أم انه رفض شكلي فقط بمعنى انه إذا كان هناك رفض حقيقي فيجب الا تتضارب الأقوال مع الأفعال، كما هو الحال بالنسبة لدولة قطر التي تصرح بأنها ضد الحرب ومع ذلك نرى أن الكثير من العتاد والجيش الأميركي ماكثة في الدولة نفسها والكثير من الدول في هذا الاتجاه، ونحن نعلم بأن أميركا جاءت إلى المنطقة لتغير خريطة المنطقة وليس لتخليص الشعب العراقي من نظامه ومع ذلك لم نر أي حراك للدول العربية وإثارة هذه القضية التي ستضر بهم جميعا.

وإذا كانت الدول العربية رافضة للحرب حقيقة فلماذا لم تثر قضية حيازة إسرائيل لأسلحة الدمار الشامل والاحتجاج بذلك الأمر وتفعيله على كل المستويات، فنحن ومع اعترافنا بخطأ صدام إلا أننا يجب أن نمارس ضغطا لكي نعمل مقارنة مع إسرائيل التي تملك ترسانة لا تملكها دول كبرى في عالمنا اليوم، وعندما تنتصر أميركا فإنها ستأتي بنظام مطيع لها لا يعصيها طرفة عين.

* ولكن أين موقف القوى الشعبية؟

- المشيمع: إن مستوى الفعل الرسمي والشعبي لا يتناسب وحجم القضية ولكن علينا البحث في الأسباب التي كانت وراء غياب الموقف الشعبي، فالشعوب ترفض الحرب ولكن لا يسمح لها بالتعبير عن رأيها كما حصل في مصر والأردن، وفي البحرين سمح لهم بالخروج حديثا ولكن لم يكن هناك تفاعل في الإعلام الرسمي مع هذه القضية بالشكل الذي يسهم في توعية الناس بالقضية وخطرها وضرورة التفاعل معها، كما أن بعض الترسبات التي تقبع في نفوس البعض من الشعب وحال الخوف التي تنتابهم على رغم من دخولنا في عهد جديد يساهم في غياب الدور الشعبي ومع كل ذلك فأنا أرى أن هناك تقصيرا في الدور الشعبي.

- بهزاد: لا اتفق مع ما طرحه المشيمع فالمسألة ليست مسألة مجاملات بل إنما هناك حقيقة يجب الا ننكرها وهي أن تحركات كبيرة قامت بها الجهات الرسمية لتفادي الحرب ولكن لم تساندها الظروف، وعملت على تشجيع الشعب على التعبير عن رأيه في هذه القضية.

* لماذا لم يناقش مجلس النواب قضية الحرب على العراق على رغم أهميتها البالغة وحساسيتها؟

- بهزاد: اتفق معك في كون القضية في غاية الأهمية وكان من الأهم مناقشتها إلا انك تعلم بأن البرلمان زج في الكثير من القضايا وهو منشغل بالكثير من القوانين التي طرحت عليه دفعة واحدة وهو لا يزال يعيش تجربة جديدة، ومع ذلك فقد تم اقتراح أن تفرد جلسة خاصة لمناقشة الوضع الراهن في المنطقة ولكن بدأت الحرب قبل أن يصل يوم الجلسة.

- خالد: ان ما تحدثت عنه سابقا هو عين الحقيقة ولم اكن أجامل في حديثي ولست محتاجا للمجاملة وهي ليست شعارات سياسية وانما حقائق ملموسة، فقد بذل الوفد الوزاري جهودا كبيرة في سبيل حل الأزمة إلا انه لم يوفق في ذلك، وعن ما يتعلق بوجود القواعد العسكرية في دول الخليج وخصوصا إذا أردنا التحدث عن البحرين فهي وجدت نتيجة اتفاقات وتلزمها الكثير من المعاهدات، وهذه الاتفاقات لن يكون مصيرها كما فعل الرئيس العراقي عندما أراد إعلان الحرب على إيران إذ ظهر أمام التلفزيون ليمزق المعاهدة التي وقعها بنفسه مع شاه إيران.

كما أننا نعيش أخطارا عديدة من دول غربية وعربية فنحن في منطقة مستهدفة لذلك من الصعب إلغاء هذه الاتفاقات خصوصا أننا في دولة صغيرة وذات إمكانات محدودة، ونحن نعيش أخطارا اكبر من تلك التي يواجهها الدول المستعمرة إذ أننا نواجه خطرا من دول عربية كما حصل للكويت عندما غزته العراق.

* لماذا لم يناقش مجلس الشورى قضية الحرب على رغم أهميتها؟

- خالد: أنا أحد خمسة أعضاء طالبنا بإصدار بيان وقد صدر هذا البيان وبيّنا فيه موقفنا الداعم والمساند لشعب العراق والرافض للحرب عليه.

- المشيمع: أريد طرح سؤال وهو متى بدأت التحركات الرسمية للتفاعل مع قضية الحرب على العراق؟ وأينها في كل الوقت السابق الذي كان يشير بشكل واضح إلى أن الحرب قريبة؟ وعندما عقدت القمة في القاهرة والتي كانت متأخرة ماذا كان مردودها؟

وأما ما يتعلق بالأخطار المحدقة بنا فاني أرى أن سببها لا يكمن في الأطراف الخارجية أو غيرها بل إن مواقفنا لها دور كبير في تكوين الأخطار الكبيرة المحدقة بنا، فنحن على سبيل المثال من ساهم في صنع صدام والذي نحن نخاف من سطوته علينا، فقد ساهمت أميركا بالسلاح وساهمنا نحن بالأموال والآن نحن نجني ما صنعت أيدينا، وعن ما يتعلق بالقواعد الأميركية في المنطقة والاتفاقات التي وقعت على وجودها فأنا أقول ان لكل اتفاقة زمن فإلى متى ستبقى الاتفاقات الموقعة لهذه القواعد؟!

* ما ابرز تداعيات الحرب على المنطقة وعلى البحرين خصوصا؟

- المشيمع: إن آثار الحرب الحالية مدمرة وهي خطيرة لحد كبير إذ أن استراتيجية أميركا من هذه الحرب هي السيطرة والهيمنة العامة على العالم واعادة تقسيم وبرمجة كل المنطقة الإسلامية والعربية، وقد صرح الرئيس الأميركي بأنه حتى ولو سقط النظام العراقي فانه لن يسمح بوجود معارضة في العراق تعارض السياسات الأميركية في المنطقة، فهي تدعي سعيها لتطوير الديمقراطية في المنطقة ومن جهة أخرى تضرب الديمقراطية.

فالحكومات لو أعطت الشعوب حقوقها وأشركتهم معها في صناعة القرار فانهم لن يحتاجوا إلى الوجود الأميركي في المنطقة.

الحرب ستضر بنا نفسيا واقتصاديا

- بهزاد: أعتقد أن تداعيات الحرب ستنعكس على الشعب العراقي بالمستوى الأول، وسيكون نصيب البحرين منها أضرارا نفسية بالدرجة الأولى واقتصادية، وربما أن غياب المعلومة الصحيحة بالنسبة إلى تداعيات الحرب يخلق نوعا من القلق لدى المواطنين، وأستبعد حصول خسائر في الأرواح في البحرين.

وعندما نتتبع الأخبار التي تردنا عن الحرب نستطيع أن نستنتج انه لن تكون هناك خسائر فادحة في العراق وانما ستكون في المنشآت والمواقع الرسمية بشكل رئيسي، وتشير الأخبار إلى أن مدينة بغداد هي المدينة التي ستكون اكثر تضررا من الحرب لان الرئيس العراقي سحب القوات الموالية إليه من المناطق ومركزها في العاصمة العراقية بغداد، كما أن الكثير من العراقيين يأملون في زوال النظام في أسرع وقت ممكن ما سيجعلهم يساهمون في ذلك، وفي اعتقادي أن الحرب لن تكون طويلة الأمد بل قصيرة ذلك أن أميركا تقوم باستخدام الأسلحة الذكية.

- خالد: إن اخطر التداعيات التي ستنتج عن الحرب هي تلك المتعلقة بصورة المنطقة بعد انتهائها، وهي أمور لا يمكن أخذها من وسائل الإعلام ذلك أن هذه الوسائل سواء كانت أميركية أو عراقية أو محسوبة عليها هي وسائل دعائية اكثر منها واقعية، وأنا لا ابني استنتاجاتي على ما تتناوله هذه الوسائل وانما من تصريحات المسئولين الأميركيين أو العراقيين أو غيرهم، وما تتناوله وسائل الإعلام من تداعيات هي مضخمة اكبر من حجمها الطبيعي، وفي اعتقادي أن الحرب ستنحصر في مدينة بغداد كما ذكر بهزاد.

وفي خصوص التداعيات السياسية وهي التي تقلق اكثر من التداعيات الأخرى، فان أميركا قد لا تملك استراتيجية واضحة في هذا الموضوع وهذا ما شهدناه في أفغانستان إذ كان الهدف المعلن هو إسقاط النظام واقامة بديل له ولكننا لم نر البديل إلى هذا اليوم، إلا أن المؤكد هنا أن ما سيؤول إليه مصير النظام في العراق سينعكس على كل دول المنطقة وعلى مستوى العالم العربي بأسره.

أميركا تسعى إلى أمركة العالم

- المشيمع: إن الخطر الحقيقي الذي من الممكن أن ينتج عن الحرب على العراق هي السياسة الأميركية المبنية على استراتيجيتها وهي أمركة العالم وليس الخطر الحقيقي ما يمكن أن تخلفه الحرب من أضرار بشرية واقتصادية، فهناك توجه لدى أميركا بإعادة رسم الخريطة على مختلف المستويات ابتداء من المستوى السياسي إلى المستوى الثقافي والعقائدي، وهذا ما نستفيده من التصريحات التي يصرح بها المسئولون الأميركيون أنفسهم ونجدها بكل وضوح في الكتب التي كتبها مسئولون مهمون في أميركا، وعليه فان الخطر المقبل خطر كبير جدا فهناك اكثر من دولة عربية مهددة، كما أن «إسرائيل» ستستفيد وستستغل الفرصة وستعربد في فلسطين وقد تدخل العراق أيضا.

أميركا تتعامل بردود أفعال

- خالد: لا تحمل أميركا في سياستها الخارجية أي استراتيجية بعيدة المدى فهي تتعامل بفعل ورد فعل بعكس السياسة البريطانية والفرنسية، ونستطيع ملاحظة هذا الشيء بوضوح عندما ندرس ما حصل في أفغانستان إذ أن أميركا عملت على إيجاد بن لادن وتنشئته، وبعد ذلك كانت تعلم بالخطر الذي يمثله هذا الرجل إلا أنها لم تتحرك إلا بعد أن ضربت في 11 سبتمبر، ففي اعتقادي أن أميركا لا تعمل وفق استراتيجيات بعيدة الأمد وانما وفق ردود أفعال، وسيحدد النظام الذي سيكون في العراق التداعيات، أما الآن فمن الصعب التكهن بطبيعة التداعيات خصوصا أنني أتابع التصريحات التي يدلي بها المسئولون الأميركيون ولا أستطيع أن اصل إلى نتيجة قطعية بما يريدون صنعه.

* ما تقييمك لاستعدادات البحرين للحرب؟

- خالد: التقت لجنة الخارجية والدفاع والأمن الوطني وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء وقد أطلعنا بالاستعدادات التي تقوم بها الحكومة، وأوصانا بعدم المبالغة بالخطر المتوقع من الحرب وضرورة التأكيد على أن البحرين هي بعيدة عن الأخطار وأن نتحدث بالواقع قدر الإمكان، ولكن هناك بعض الغموض في خطط الدفاع المدني إذ أنني شخصيا لا ادري ما هي المدرسة وأين تقع التي تكون ملجأ لمنطقتي.

- المشيمع: إن معرفة استراتيجية الولايات المتحدة الأميركية لا تؤخذ من التصريحات الرسمية لأنها جزء من اللعبة، فالاستراتيجية تكون وراء الكواليس ولا تعرف من خلال التصريحات، فقد قرأت كتبا كتبت قبل الحادي عشر من سبتمبر تتحدث عن طرق معالجة القضية العراقية، فالخطة مرسومة قبل العام 1993 وقد تحققت الكثير من نقاط الخطط الأميركية وتحقق الباقي في هذه الأيام وتسير في تحقيق البقية، وعن شكل النظام المتوقع في العراق فهو واضح إذ انه لن تسمح أميركا بقيام دولة معادية لها بحال من الأحوال.

وعن استعدادات البحرين للحرب فاني اعتقد أن استعداداتها في العام 1991م أفضل من العام الجاري بكثير، فلم نسمع صفارات الإنذار التي وضعت لتنبيه المواطنين بالخطر، ولم يقوموا بتعريفنا على المدارس التي عينت كملاجئ حتى نعرف مالذي نفعله في حال حصل خطر لا سمح الله.

- بهزاد: استدعينا في مجلس النواب مدير إدارة الدفاع المدني للاستفسار منه بشأن الاستعدادات وقد قام بتوزيع أوراق فيها بعض التعليمات علينا، وبعد ذلك تحدث عن الخطط المعدة من حيث وجود صفارات الإنذار والملاجئ وغيرها، فسألته عن صفارة الإنذار قائلا اني لم اسمعها، وعن خططهم في حال أصاب البحرين لا سمح الله مكروه فأجاب على أسئلتي بإجابات لم تكن واضحة بالشكل المطلوب، ولم تكن هناك توعية حقيقية للمواطنين.

* هل تتوقع أن تؤثر الحرب على الإصلاحات في البلد؟

- خالد: لا أعتقد ذلك، والمشروع الإصلاحي هو الذي سيؤثر على الوضع في العراق.

- بهزاد: لا أتصور أن يتأثر المشروع الإصلاحي بالحرب وباعتقادي أن الحرب ستنتهي بسرعة ولن يكون لها اثر سلبي.

- المشيمع: إننا ومع كوننا في حرب فان ذلك لا يعني التوقف عن تطوير المسيرة الإصلاحية والمطالبة بذلك بل إن الحرب يجب أن تكون دافعا لذلك

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً