العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

الراديو في البحرين

لم يصدق أهل البحرين أن قطعا من الحديد يمتلكها بعض ميسوري الحال في البحرين تتكلم، فذلك كان أبعد عن الحقيقة وأقرب إلى الخيال، غير أن ذلك ما حصل فعلا، فقد بدأ وصول أجهزة الراديو إلى أسواق البحرين، وكان الراديو الأول من نوع (فيلبس) وقد بدأ وصوله إلى البحرين في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين، وكان ذا 4 قطع كبيرة الحجم مع هوائي كبير، وبعد خمس سنوات من وصول ذلك الراديو العجيب، بدأ وصول أجهزة الراديو الأكثر تطورا، فقد بدأ وصول جهاز الراديو ذي القطعة الواحدة ومعه هوائي أصغر نسبيا من هوائي الجهاز الأول.

وعلى رغم أن امتلاك جهاز راديو في ذلك الوقت يعتبر مفخرة لمالكه فإنه لم يكن يتجرأ على إفشاء سر وجوده، فمالك جهاز الراديو في ذلك الوقت قد يتهم بالكفر والشعوذة وبالتالي فهو معرض لمقاطعة الناس، واستمر هذا الوضع إلى حين. بعد وصول هذا الجهاز المطور (منذ 1936م) وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في 1939م لقي الراديو طلبا كبيرا من قطاع كبير من أهالي البحرين، والذين لم يكونوا قادرين على شرائه بدأوا في التردد على مقاهي المنامة والمحرق (القهاوي) للاستماع لذلك الجهاز العجيب وسماع أخبار الحرب، ومما زاد على طلب الناس لذلك الجهاز افتتاح إذاعة البحرين الأولى في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1940م فكان المستمعون يتنقلون بين إذاعة البحرين التي تنقل أخبار الحرب وتميل إلى الحلفاء (ومنهم بريطانيا)، وإذاعة برلين العربية للاستماع إلى أخبار المذيع العراقي المعروف يونس بحري.

وقد عانت البيوت المالكة لأجهزة الراديو من إزعاج المتطفلين الذين يحاولون التنصت على تلك الأجهزة، وعلى العكس استحوذت (القهاوي) على أعداد كبيرة من الزبائن الذين كانوا يتوقون الى سماع الراديو فيما كان أصحاب القهاوي يتوقون الى زيادة المبالغ المحصلة من طلبات الشاي والنامليت والغليون، ومع ارتفاع صوت الراديو في القهاوي اضطرت البيوت المجاورة لها الى التقدم بشكاواها لدى البلدية التي بدأت في إصدار قوانين وإعلانات تطلب من أصحاب القهاوي تخفيض صوت الراديو كيلا ينزعج الجيران، واليوم انتعشت القهاوي مجددا في البحرين، ولكن زبائنها يمكنهم الاستمتاع بمئات من القنوات التلفزيونية الفضائية عبر (الستالايت) ورحم الله قهاوي وراديو زمان

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً