قام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى أمس الخميس بزيارة لمسجد المشرف بجدحفص، وذلك لتقديم التعازي لعائلتي المدني والستري بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية الدائرة الجعفرية الشيخ سليمان محمد المدني.
وأشاد جلالة الملك المفدى بمناقب الفقيد الراحل وعطائه السخي في مجال الدعوة الإسلامية، وأشار جلالته إلى ان البحرين قد خسرت ابنا من أبنائها البارين وعالما مصلحا نذر نفسه في خدمة الإسلام وتعاليمه السمحة، منوها جلالته بالدور البارز للفقيد الراحل في تبصير المسلمين بأمور دينهم ودنياهم من خلال الخطب والمحاضرات والندوات والمؤلفات في مجالات العلوم الإسلامية والفقهية والدنيوية كافة...
وأكد العاهل المفدى ان مملكة البحرين تفتخر وتعتز دائما بعطاء مثل هؤلاء الرجال المخلصين الذين يدعمون ويؤكدون الوحدة الوطنية وتعزيز روح المواطنة في نطاق الأسرة الواحدة التي تعيشها مملكة البحرين وجهودهم في خدمة البحرين وشعبها.
كما نوه الملك المفدى بمختلف المناصب التي تقلدها الفقيد الراحل، ودعا الله جلت قدرته ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
وقد رافق جلالة العاهل المفدى وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.
كما قام صاحب السمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة صباح امس بزيارة لمسجد المشرف في جدحفص يرافقه عدد من الوزراء والمسئولين في الدولة، اذ قدم سموه تعازيه لعائلتي المدني والستري بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى العلامة الشيخ سليمان بن محمد المدني عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ورئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية الجعفرية.
وقد أشاد سمو رئيس الوزراء بمناقب الفقيد الراحل وبدوره في تكريس روح الوحدة الوطنية ولم الشمل، إضافة الى ما قام به من خدمات جليلة على الصعيد الديني والقضائي ودوره في خدمة المجتمع.
وقال سموه إن البحرين فقدت بوفاته ابنا بارا من ابنائها المخلصين الذين لم يتوانوا يوما في خدمة دينهم ووطنهم، مشيدا بما تميز به رحمه الله من علم ومعرفة. كما أشاد سموه بدوره باعتباره مرجعا دينيا وشرعيا وباسهاماته في محكمة الاستئناف الشرعية الجعفرية والمحاكم الشرعية الاخرى، منوها سموه بغزارة علمه في الشئون الدينية والدنيوية، داعيا الله سبحانه وتعالى ان يسبغ على الفقيد الراحل رحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وأعربت عائلتا المدني والستري عن بالغ شكرهما وتقديرهما وامتنانهما لصاحب السمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على تعازي ومواساة سموه بوفاة الفقيد الراحل وعلى مشاعر سموه النبيلة نحو عالم جليل من علماء البحرين الكبار، سائلين المولى عز وجل ان يسبغ على سموه نعمة الصحة والعافية وطول العمر لمواصلة مسيرة الخير والرخاء في وطننا المعطاء.
كما قام ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بزيارة لمسجد المشرّف لتقديم تعازيه إلى عائلتي المدني والستري إذ أشاد بمناقب عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية الجعفرية العلامة الراحل الشيخ سليمان بن محمد المدني وذلك خلال تقديم سموه تعازيه لعائلتي المدني والستري في مسجد المشرف بجدحفص.
وأشار سموه إلى أن هذا العالم الجليل قد أعطى الكثير من علمه الغزير في مجال الفقه وعلوم الدين الإسلامي الحنيف. كما كان له رحمه الله دور وطني في مساندة المشروع الإصلاحي لجلالة عاهل البلاد المفدى وكل ما يخدم خير وصالح هذا الوطن ووحدة أبناء شعبه الوفي...
داعيا سموه الله جلت قدرته أن يتغمد ابن البحرين البار الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
الوسط - سلمان عبدالحسين
خلف رحيل رئيس محكمة التمييز الجعفرية الكبرى الشيخ سليمان محمد المدني، أثرا كبيرا في نفوس علماء الطائفتين، إذ اعتبروه عنصرا مؤثرا في الساحة، مؤكدين أن وفاته ستترك أثرا قد لا يعلمه عامة الناس، ودعا بعضهم إلى الحفاظ على أمانة الشيخ ودعوته التي كان يطلقها في حياته بالحفاظ على الوحدة والتقارب فيما بين المؤمنين.
واعتبر قاضي المحكمة الجعفرية الشيخ حميد المبارك أن وفاة الشيخ المدني ستترك فراغا كبيرا قد لا يشعر به الوسط العام، لكنه سيتجلى بوضوح في الأيام المقبلة، على حد قوله، مضيفا أن الفقيد كان «يؤدي أدوارا مهمة في حياة الناس، وفقدانه مصداق للحديث الشريف «إذا فقد العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا عالم غيره»، داعيا العلماء إلى معرفة بعضهم بعضا، «فنسبة كبيرة من البعد بين العلماء سببها جهلنا ببعضنا بعضا وبالأدوار التي يقوم بها كل عالم، فهناك تكامل أدوار بين العلماء وينبغي أن يقدر على حد تعبيره، موجها نداءه إلى الناس بعدم التعجل في الحكم على الأشخاص لا مدحا ولا قدحا، لأن التريث وتبين الحقائق هو القاعدة في الحكم على الأشخاص».
من جانبه عزى الشيخ محمد صالح الربيعي البحرين بهذا المصاب، مضيفا أن «الناس هي التي ستخسر العالم بموته، وليس العالم من سيخسر، فالعالم لا يخلق بين عشية وضحاها، بل من خلال جهد دؤوب ومتواصل من سفر وقهر»، لكنه لفت إلى أنه ليس كل عالم بإمكانه أن يكون مفيدا للناس، فإذا حصل العالم على شيء من العلم، وكان له دور كبير في خدمة الناس، والتفوا حوله، تكون خسارته بالنسبة لهم خسارة كبيرة.
وقال السيد ضياء الموسوي: «إن الشيخ سليمان المدني له إضاءات جميلة في تاريخ الحركة الإسلامية في البحرين، ولعل أفضل النقاط التي يجب أن نقف أمامها كثيرا بعد رحيله، تلك الدعوة التي كان يركز عليها كثيرا، وهي دعوة الوحدة ونبذ الشقاق وإذابة الجليد المتراكم بين الإخوان، بأن نلتقي في صف واحد لخدمة الشعب والوطن».
وأضاف «الحزن على الشيخ هو حزن الجميع، وان الحفاظ على الأمانة تقتضي أن نتوحد ونتقارب خصوصا في هذه المرحلة الخطيرة التي تعصف بالأمة، وتهدد كل مقدراتها إسرائيليا وأميركيا» مؤكدا أن «جدحفص لن تبقى يتيمة ووحيدة بعده، وسيكون معها في مأساتها كل علمائنا وأبنائنا»، لافتا إلى أن المستقبل سيسعد الشيخ كثيرا حينما «يرانا نلتقي من أجل قضايانا الملحة، وقواسمنا المشتركة، وهي التي مازالت تضغط على ضمائرنا من أجل حلحلتها بروح من الإخاء والتعاون والتنسيق».
وأوضح النائب الشيخ عادل المعاودة أن الشيخ المدني له تاريخ علمي واجتماعي وسياسي معروف، مضيفا «أنه كان من الذين يتميزون بالوضوح الشديد في الولاء لوطنه وقيادته، وعلى رغم معارضة البعض له، إلا أنه كان يركز على ضرورة معالجة القضايا داخل إطار الأسرة الواحدة، ما أكسبه احترام الشارع والقيادة»، متمنيا أن يكون هذا سمت أهل العلم دائما، بأن يكونوا حريصين على الناس وعلى الخير تحت مظلة الأسرة الواحدة.
ولفت إلى أن الشيخ كان شديد الوضوح في مواقفه مع الإسلاميين، ويرفض غير الواضحين في هذا التوجه، مشيرا إلى أن الكثير من الرموز تأثروا كثيرا بوفاته خوفا من ضياع هذا النهج، إلا أنه أكد أنه ليس الوحيد السائر بهذا النهج، فأهل العمل والمشايخ كثيرون، ولكن وجوده جعل الأنظار تتوجه إليه، متمنيا أن يستمر من هم على نهجه في مواصلة طريقه الذي رسمه لهم بوضوح
العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ
الشيخ عادل المدنى
رحمه الله