العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ

باول يحذر سورية من دعمها لما أسماه «الجماعات الإرهابية»

قصف جوي على بغداد يستهدف قصر قصي ووزارة الإعلام

يواصل التحالف الثنائي «الأميركي والبريطاني» على التوالي استهداف مراكز لقيادة حزب البعث الجمهوري في غاراته، إذ أدت غارات جوية في بغداد إلى قصف قصر تابع لقصي صدام حسين ووزارة الإعلام المركز الثاني المتهم بتوجيه رسائل القيادة العراقية إلى قوادها الموزعين على مدن العراق على رغم المقاومة الشرسة التي تواجهها في مناطق عدة كالبصرة والنجف والناصرية. إلى ذلك وجه وزير الخارجية الأميركي كولن باول تحذيرا إلى سورية من تقديم الدعم والعون لما أسماه «الجماعات الإرهابية».

بدأت القوات البريطانية في البحث عن الموظفين الذين كانوا يعملون في ميناء أم قصر بالإضافة إلى تعيين المزيد من الموظفين الجدد استعدادا لإعادة تشغيل الميناء. وأعلن رئيس مركز العمليات الإنسانية الكويتي الفريق المتقاعد على مؤمن بدء العمل في نقل المياه العذبة من الكويت إلى «أم قصر» بجنوب العراق عبر خط أنابيب يمتد ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي العراقية. وأكد الفريق المتقاعد أنه سيتم نقل حوالي مليون لتر من المياه العذبة الكويتية يوميا إلى أم قصر ومنها إلى مختلف مناطق الجنوب العراقي.

إلى ذلك قال مسئولون إن سفينتين عملاقتين تحملان 100 ألف طن من القمح الاسترالي تنتظران الحصول على موافقة لدخول الميناء، كما تنتشر وحدات من القوات العسكرية الأميركية والبريطانية في ضواحي مدينة الفاو وتحتل مينائي الفاو وأم قصر.

مقتل بريطانيين في البصرة

أكدت وزارة الدفاع البريطانية مقتل اثنين من الجنود البريطانيين خلال عملية عسكرية في قرية قرب مدينة البصرة، وأضافت ان القوات البريطانية تشن عملية واسعة على القوات العراقية التي تدافع بشراسة عن مدينة البصرة.

كما تراجعت القوات البريطانية عن زعم أنها أسرت لواء عراقيا في اشتباكات مع قوات غير نظامية جنوبي البصرة.

وقال متحدث عسكري بريطاني في مقر قيادة الحرب في قطر»حدث خطأ في وصفه بأنه لواء. كان مجرد ضابط آخر». كما شن المئات من رماة البحرية البريطانية هجوما واسعا قرب مدينة البصرة في محاولة من القوات الأميركية البريطانية الاستيلاء على المدينة. وقال ضباط بريطانيون ان حوالي 600 رجل من الكتيبة الأربعين في البحرية البريطانية بدأوا هجوما عنيفا للاستيلاء على بلدة أبو الخصيب على بعد عشرة كليومترات جنوب شرق البصرة، وأشاروا إلى أن الهدف من هذه العملية هو دفع معارضي نظام صدام حسين إلى الانتفاض والتأكيد لهم ان قوات التحالف تعتزم فعلا السيطرة على المدينة.

من جانبه أوضح مراسل «الجزيرة» ان قصف قوات التحالف الأميركي البريطاني يتركز في منطقة أبو الخصيب «25 كلم جنوب شرق» والتنومة «شرق شط العرب» وجسر الزبير «6 كلم جنوب غرب».

في وقت قال بيان تابع للقيادة العراقية «إن قوة من مقاتلي الفرقة 18 (قوات طارق بن زياد) مع مناضلي حزب البعث شنت غارة على فلول العدو في محافظة البصرة وتمكنت من تدمير دبابة واحدة وناقلة أشخاص مدرعة وقتل عدد من أفراد العدو». وأفاد البيان «ان القوات العراقية تمكنت من إسقاط خمس طائرات هليكوبتر كما وجهت ضربات صاروخية متتالية بـ 29 صاروخا من نوع الطارق وصاروخين من نوع أبابيل على تجمعات العدو».

استهداف مقر «الكيماوي» في الناصرية

وقالت مصادر عسكرية أميركية ان القرار بمداهمة مدينة الشطرة وإرسال تعزيزات لمساعدة مشاة البحرية على تنفيذ عمليات التفتيش الخطيرة في الناصرية تشير إلى تحول في السياسات لتأمين خطوط الإمداد الحيوية حول المدينة الاستراتيجية بعد نصب القوات العراقية كمائن.

وقال مراسل رويترز شون ماجواير الذي يتنقل مع مشاة البحرية إنهم يستهدفون مسئولين عراقيين يقودون القوات شبه العسكرية التي هاجمت قوافل إمداد أميركية.

ومن بين المستهدفين في الهجوم علي حسن المجيد أو «علي الكيماوي» وهو ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين والذي تم تكليفه بقيادة الجبهة الجنوبية.

واشتهر المجيد باسم « الكيماوي « بعد إشرافه على استخدام الغازات السامة ضد قرى كردية في العام 1988. وقال ضباط مشاة البحرية الذين اقتحموا البلدة بطائرات قاذفة ومروحيات ودبابات انهم تلقوا معلومات مخابرات من عراقيين معارضين لصدام بان المجيد موجود في الشطرة مع مسئولين كبار آخرين في حزب البعث لتنسيق القوات شبه العسكرية التي نصبت كمائن لقوافل الإمدادات الاميركية وأبطأت التقدم إلى بغداد.

في وقت عثرت قوات مشاة البحرية الأميركية على كمية ضخمة من الأسلحة تشمل بنادق هجومية وأسلحة مضادة للطائرات، كما عثرت على عشرات من الأقنعة الواقية للغاز في احد المعسكرات العراقية بالقرب من مدينة الناصرية.

قتلى وجرحى في النجف

أصيب قائد مروحية أباتشي عندما تعرضت مروحيته لإطلاق نار خفيف خلال عملية ضد المواقع العراقية شمال محافظة النجف، حسبما أفاد ضباط أميركيون. وقال قائد الكتيبة الكولونيل جيم ريتشاردسون ان قائد المروحية أصيب إصابة غير خطرة في الوجه وتمكن من العودة إلى قاعدته في جنوب غرب العراق إذ تتمركز الوحدة 101 المجوقلة.

وأعلن ضابط أميركي في منطقة وسط العراق ان القوات الأميركية في الفرقة الثالثة للمشاة اشتبكت في معارك مع الحرس الجمهوري العراقي قرب مدينة النجف. وأعلن اللفتانت كولونيل بيت اوين ان العراقيين فتحوا النار على المواقع الأميركية مضيفا «لقد تمكنا من تحديد مكانهم والرد عليهم». وأضاف ان ثماني قذائف عراقية سقطت على بعد اقل من 300 متر من المواقع الأميركية من دون ان تؤدي إلى وقوع إصابات. وقال ضابط أميركي ان جنديا واحدا على الأقل قتل في معارك قرب بلدة الإمام أيوب جنوبي مدينة الحلة بوسط العراق.

كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية في قاعدة السيلية في قطر ان القوات الأميركية قتلت مئة مقاتل عراقي وأسرت خمسين آخرين في جنوب العراق. ويرابط جنود الفرقة الثالثة للمشاة قرب مدينة النجف على بعد 160 كلم إلى الجنوب من بغداد استعدادا لتقدم قوات التحالف باتجاه العاصمة العراقية.

وقال قائد أميركى في منطقة النجف التشرف ان الأوامر صدرت إلى القوات الأميركية بإطلاق النار على أي سائق يقترب من نقطة تفتيش أو حاجز أمنى ولا يمتثل للأوامر كالوقوف أو الاستدارة إلى الخلف.

مقتل 26 في بغداد

وقال شهود ان 20 مدنيا عراقيا بينهم 11 طفلا قتلوا في القصف الذي استهدف مزرعة قرب بغداد، كما ذكرت مصادر استشفائية ان ستة عراقيين قتلوا وجرح العشرات في قصف التحالف على حي الأمين شرق بغداد. وقال أقارب للضحايا نجوا من هذا القصف الذي دمر ثلاثة منازل في الجنابيين بضواحي بغداد ان عشرة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح. جرى إخراجهما من بين أنقاض المنازل الثلاثة.

في وقت تعرض قلب بغداد لقصف بالقنابل والصورايخ وسط مؤشرات على ان القوات الأميركية سترجئ أي هجوم حتى يتم شل دفاعات العاصمة العراقية من الجو وتأمين خطوط إمداد طويلة ضد أي هجمات عراقية. وعاد بث إرسال التلفزيون العراقي بعدما انقطع لفترة عقب غارة بصاروخ كروز استهدف سطح وزارة الإعلام العراقية في ثاني ضربة يتعرض لها المبنى ليلا خلال ثلاثة أيام.

ومع بزوغ الفجر هز انفجاران وسط بغداد في هجوم على مجمع رئاسي يستخدمه قصي نجل الرئيس العراقي، وقصفت الطائرات الأميركية الضواحي الجنوبية للعاصمة مستهدفة فيما يبدو دفاعات الحرس الجمهوري.

وقال ضباط أميركيون ان قتالا شرسا اندلع بين القوات الأميركية والعراقية حول جسر على الفرات في بلدة هندية على مسافة 80 كيلومترا جنوبي بغداد.

غارات متواصلة في الموصل

إلى ذلك قال مراسل لقناة الجزيرة الفضائية القطرية ان عدة انفجارات سمعت حول مدينة الموصل في شمال العراق في الساعات الأولى من صباح أمس وإن المدينة والمناطق المحيطة تعرضت لغارات جوية.

هدف الغزو تقسيم العراق

من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ان التحالف الأميركي البريطاني هو «استعمار» يريد من حربه «تقسيم العراق» لافتا إلى ان عدد المتطوعين العرب «تعدى الخمسة آلاف» متطوع من مختلف الدول العربية.

وطالب صبري القوات الأميركية البريطانية الغازية بـ «الاستسلام « أو «الانسحاب الفوري» من الأراضي العراقية.

باول يحذر سورية

من جانب آخر، طالب وزير الخارجية الأميركي كولن باول سورية وإيران باختيار نهج السلام الدولي ومعاداة الإرهاب. كما دعا في حديثه أمام لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية «إسرائيل» إلى وقف النشاط الاستيطاني في المناطق الفلسطينية ومساعدة الفلسطينيين اقتصاديا.

وقال باول في سياق انتقاده لإيران وسورية ان على طهران ان «تكف عن السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها».

وأضاف «آن الأوان كي تعلن إيران معارضتها لكل الجماعات الإرهابية التي تعمل ضد عملية السلام في الشرق الأوسط.»

منفذ الهجوم في الكويت مصري

على صعيد آخر، ذكرت الوكالة الكويتية ان احد الجنود الاميركيين المصابين في حادث السيارة بمعسكر الاديرع الواقع في شمال الكويت قد نقل إلى ألمانيا للعلاج في حين تم إسعاف البقية وعددهم 14 جنديا من إصابات طفيفة قبل عودتهم إلى وحداتهم. ونشرت صحيفة «القبس « ان المتسبب بالحادث عامل مصري الجنسية يدعي لطفي محمد البربري، إذ قاد السيارة في اتجاه الجنود وقام بدهسهم وتسبب في إصابة 13 جنديا منهم، ونقلت «القبس» عن متحدث في الجيش الأميركي قوله ان السائق حاول الهروب بعد الحادثة ولكن أطلق عليه النار وأصيب في كتفه وجاري التحقيق معه لمعرفه ان كان هذا حادثا عرضيا أم متعمدا

العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً