العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ

ميدان المعركة الالكتروني

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط» 

31 مارس 2003

تقترب درجات الحرارة في ربيع قطر من الثلاثينات فهرنهايت. ولكن الجو في غرفة إدارة العمليات الحربية كان هادئا، كما يصفه مراسل سكاي نيوز في قطر، جيوف ميد.

وبجانب كل طاولة مركزية، يجلس ضباط أميركيون وبريطانيون جنبا الى جنب في معارك الصحراء وهم منكبون على شاشات الحاسوب النقال. ويتدرب هؤلاء مرارا وتكرارا، ويتحدثون عما يمكن آن يكون نظاما لأول حرب رقمية في العالم.

ويرتبط المبنى الواقع في قلب القيادة المركزية للطيران بالقرب من العاصمة القطرية الدوحة، بكل عناصر القوة المقدرة بنحو 300,000 جندي المهاجمة للعراق، إذ تبدو «القوة 21» مثل جندي سري من قوات النخبة، ولكنها ليست وسط تلك القوة التي تقاتل صفوف صدام الامامية. وأعمالها اكثر اهمية من اية اعمال بطولية تراق فيها الدماء.

والاسم الكامل لهذه القوة (قيادة المعركة، لواء فأدنى) إذ تتيح هذه التكنولوجيا العالمية للقادة، من الجنرال الاميركي تومي فرانكس فأدنى ان يراقبوا الموقع حسب الزمن الحقيقي لكل شيء في ميدان المعركة، حتى الجنود الافراد.

وقال الكولونيل في القوات الجوية الاميركية ومسئول مركز العمليات ستيف بينينغتون: «عندما يوجهنا الجنرال فرانكس نقوم بنقل أوامره الى قادة الميدان فورا، لدينا عمليات مترابطة تماما».

وبدا القائد العسكري البريطاني في المنطقة مقتنعا بالتفوق التقني لقواته. وقال مارشال الجو، بريان بريدج ان «الجيش العراقي مدرب ويقاتل وفقا للأساليب الروسية، وهم لم يتحركوا بعد. وقد حققنا تقدما كبيرا اكثر مما فعلناه في العام 1991. ونحن نحث القوات العراقية على الاستسلام ولكننا سنضرب تلك التي تقاتل بشدة.

وكانت غالبية الخسائر في العام 1991 في صفوف القوات المتحالفة نتيجة لنيران صديقة. ويأمل القادة ان تساعد التكنولوجيا الجديدة - المرتبطة من خلال نظام الانترنت الميداني مع ألف كمبيوتر لكل لواء - في انقاذ تلك الارواح.

وأكدت مصادر عسكرية بريطانية مطلعة ان طياري التحالف سيسددون ضربات جوية مستخدمين قاعدة بيانات معقدة توضح كل مبنى مهم على حدة في العراق. وان يتجنب الخسائر المدنية، كما حدث في العام 1991 عندما سقط 400 عراقي مدني في ملجأ. وأن يتفادى تدمير البنية التحتية العراقية من جسور ومصانع طاقة وشبكات مياه، فالهدف هو النظام وليس الشعب العراقي.

ولكن الواقع يثبت غير ذلك، فقد ضربت الاسواق والاحياء في ضواحي بغداد مثل حي الشعب، وضربت جامعة المستنصرية وما الى ذلك. فأين إذن دقة التكنولوجيا التي يتحدث عنها الاميركيون والبريطانيون الغزاة؟

العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً