العدد 211 - الجمعة 04 أبريل 2003م الموافق 01 صفر 1424هـ

قائد اميركي يؤكد استسلام 2500 من الحرس الجمهوري

قوات الغزو تسيطر على «مطار صدام» وتغيّر تسميته إلى «مطار بغداد»

بدأ الغزاة يقتربون من مرمى الضربات الاستراتيجية «بغداد» التي اعتبرها المراقبون اللحظة الحاسمة، وستواجه مدرعاتهم الدقيقة قوات العراق في «حرب الشوارع» ذلك ان هناك أنباء أكدت سيطرة القوات الأميركية على مطار صدام الدولي في وقت مازالت القوات البريطانية تتقدم في مدينة البصرة كبرى المدن العراقية بعد بغداد. ومن جانب آخر، وجه الرئيس العراقي صدام حسين رسالة أكد فيها صمود بغداد أمام الغزاة.

استهدفت ثلاث قذائف أحد مواقع القوات البريطانية في مدينه الفاو المحتلة، جنوب العراق. وأفاد صحافي في منطقه «اروند كنار» ان أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد في أعقاب القصف. ويعتبر نهر «اروند» نهرا مشتركا بين إيران والعراق، ويقع ميناء الفاو العراقي قبالة ميناء «اروند كنار» الإيراني.

مقتل ثمانية في البصرة

قالت القوات البريطانية إنها قتلت ثمانية من رجال ميليشيات عراقية في قتال في الشوارع دار على مشارف مدينة البصرة التي يحاصرونها منذ نحو أسبوعين. وقال الكابتن جيمس مولتون إن عشر دبابات ومركبات مدرعة بريطانية دخلت مشارف البصرة بحثا عن أفراد الميليشيات وإنها تعرضت لإطلاق النار، وإن ثمانية مقاتلين قتلوا في المعركة التي وصفت بأنها من أشرس المعارك في الأيام الأخيرة. وقال مولتون: إن من بين القتلى اثنين من فرق القذائف الصاروخية، لكنه لم يذكر ان كان تم تدمير أو الاستيلاء على أية منصات إطلاق أو أسلحة أخرى.

وقال مولتون إن القوات البريطانية التي تقدمت كيلومترين ليست في عجلة لاقتحام المدينة وستواصل الضغط على أفراد الميليشيات.

وقال: «إذا اقتحمت المدينة فإن هناك فرصة كبيرة لوقوع ضحايا مدنيين و(نيران صديقة)، ومن خلال الأسلوب الذي نتبعه يمكننا الحصول على معلومات من مدنيين عراقيين يقومون بإبلاغنا بأعداد ومواقع الميليشيات».

وعلى الصعيد ذاته، مازالت الاشتباكات العنيفة مستمرة في بلدة التنومة، جنوب البصرة بين القوات المهاجمة والجنود العراقيين.

ويقول خبراء عسكريون إنه إذا سقطت التنومة فسيصبح سقوط البصرة في حكم المؤكد، ويحاصر الجنود البريطانيون مدينة البصرة منذ بداية الحرب، وقام الصليب الأحمر الدولي بإرسال شحنة من المساعدات الإنسانية إلى أهالي البصرة.

اشتباكات في الناصرية

استمرت الاشتباكات العنيفة صباح أمس ولليوم الثالث على التوالي في الناصرية جنوب العراق. وتفيد التقارير الواردة من داخل العراق ان معظم الاشتباكات تركزت في جنوب مدينة الناصرية واستمر تبادل نيران الأسلحة الثقيلة بين الطرفين. وتمكن الجنود الأميركيون والبريطانيون من الدخول إلى أقسام من مدينة الناصرية ما أدى إلى حدوث اشتباكات داخل المدينة، وإثر تبادل النيران في الناصرية وقعت حرائق ألحقت خسائر بالغة بين المدنيين.

تغيير اسم المطار

أكد وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ان قوة الغزو التي دخلت مطار صدام حسين الدولي جنوب بغداد «مطوقة، ومعزولة عن سائر قوات التحالف».

وهدد الصحاف هذه القوة بمواجهة «عمل غير تقليدي إذا لم يستسلم ما تبقى من جنودها بسرعة»، و«بحسب تقديراتنا الأولية من الصعب ان يخرج أحد منهم حيا».

وقال «سنجعلهم يرون ديانغ فو ثانية» في إشارة إلى إحدى المجازر التي لحقت بالأميركيين خلال حربهم في فيتنام.

وردا على سؤال عما إذا كان يقصد بالعمل غير التقليدي استخدام أسلحة غير تقليدية قال الصحاف «أعطيتكم مثالا تاريخيا لما اعنيه، اعني مثلا عمليات فدائية استشهادية بطرق مبتكرة وجديدة».

من جانب آخر، قال متحدث أميركي ان نحو 2500 من جنود الحرس الجمهوري استسلموا للقوات الأميركية ليلة أمس الأول وان مشاة البحرية يطبقون على بغداد من الجنوب الشرقي.

وقال الكابتن فرانك ثورب في مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر «ان مشاة البحرية الذين يتقدمون نحو بغداد من مدينة الكوت التي تبعد نحو 170 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة أصبحوا قريبين من المدينة، كما سيطرت القوات الأميركية على مطار صدام حسين الدولي وإعادة تسميته باسمه القديم مطار بغداد الدولي».

كما قال الجنرال فنست بروكس «ان المطار بات يحمل اسما جديدا هو مطار بغداد الدولي، وانه باب فتح على مستقبل العراق».

يأتي الهجوم على المطار بمثابة إشارة البدء لمعركة السيطرة على بغداد. لكن صحافيا من شبكة «إيه. بي. سي» التلفزيونية الأميركية ذكر أن القوات لم تقابل مقاومة تذكر أثناء محاولتها السيطرة على المطار. وأن بعض وحدات القوات الأميركية تعرضت لإطلاق النار عليها بصورة متقطعة من عراقيين راجلين أو يستقلون شاحنات.

وكان مسئولون أميركيون ذكروا في وقت سابق أن وحدات من قوات الحرس الجمهوري العراقي تتحرك جنوبا في اتجاه بغداد لتعزيز القوات الموجودة قرب المطار وذلك مع وصول القوات الاميركية إلى مشارف العاصمة.

وقال مراسل رويترز نديم لادقي ان كثيرا من الانفجارات أصابت قصور الرئاسة، وإن الغارة الجوية كانت مكثفة وان طلقات مضيئة شوهدت في وسط بغداد من محيط المطار. وسمعت أيضا نيران مدفعية ثقيلة.

من جهة أخرى، قال مسئولون عراقيون إن القوات العراقية استولت على خمس دبابات اميركية وطائرة مروحية خلال قتال عند مطار صدام الدولي قرب بغداد الليلة قبل الماضية، ونقلت الوكالة عن هؤلاء المسئولين قولهم ان القوات العراقية أسرت أو قتلت أفراد أطقمها.

كما ذكرت شبكة «سي ان ان» الإخبارية الاميركية نقلا عن مصادر عراقية في بغداد ان جميع الطرق المؤدية إلى خارج وداخل بغداد تم إغلاقها. ونقلت الشبكة عن مراسلها في «الرويشد» انه علم من مصادر عراقية ان نقاطا للتفتيش أقيمت عند مداخل ومخارج العاصمة العراقية مشيرة إلى ان السلطات العراقية لا تسمح لأي شخص من السكان المدنيين بمغادرة المدينة.

وأوضحت شبكة «سي ان ان» الإخبارية الأميركية ان عدد العراقيين القتلى في معارك مطار صدام في بغداد وصلت إلى 400 قتيل بالإضافة إلى الكثير من الدبابات والمدرعات وقطع المدفعية.

ووقعت عدة انفجارات في قصور رئاسية، وأصابت انفجارات كثيرة قصور الرئاسة وقالت القيادة المركزية الاميركية في بيان ان الغارات الجوية أصابت مقر قيادة القوات الجوية العراقية في وسط بغداد.

وقد عثرت القوات الأميركية على شبكة أنفاق تحت المطار تمتد فيما يبدو إلى نهر دجلة، كما قال ضابط أميركي ان القوات الأميركية عثرت على ألوف الصناديق التي تحتوي على عبوات مساحيق وسوائل غير معروفة وكتيبات عن الحرب الكيماوية في مصنع قرب بغداد.

ويقع المصنع الذي يظهر على الخرائط العسكرية الأميركية على انه يضم منشآت تخزين تحت الأرض جنوبي بلدة لطيفية التي تقع على مشارف بغداد، ويبلغ طول العبوات 11 سنتيمترا. ويحتوي بعضها على سوائل والبعض الآخر على مساحيق. وقال جاكسون إن الكتيبات كانت داخل خزانة. وتعيش بغداد في ظلام على رغم ان الجيش الأميركي قال ان القصف الذي تشنه القوات التي تقودها الولايات المتحدة لم يستهدف إمدادات الكهرباء.

قصف كثيف في الموصل

قصفت الطائرات الأميركية مواقع عراقية في منطقة خازر «30 كلم شرق الموصل» دعما لقوات «البشمركة» الكردية التي تحاول السيطرة على جسر «خازر» الذي يربط طريق أربيل ـ الموصل.

وقال مصدر عسكري في وزارة شئون «البشمركة» التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني إن طائرات التحالف قصفت هذه المواقع بعد نصف ساعة من تعرض القوات الكردية التي حاولت التقدم والانتشار باتجاه المنطقة المذكورة لقذائف مدفعية عراقية، مشيرا إلى ان القوات العراقية لاتزال مختبئة في منطقة خازر.

وشوهدت مجموعات من الجنود الأميركيين مع القوات الكردية شمال وشرق الموصل في أول إشارة قوية لبدء فتح الجبهة الشمالية.

انفجار شمال غرب العراق

قال مسئولون عسكريون أميركيون إن مركبة انفجرت عند نقطة تفتيش للقوات التي تقودها الولايات المتحدة إلى الشمال الغربي من العاصمة بغداد ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وامرأة حامل وسائق.

وقال بيان من القيادة المركزية للقوات الأميركية في قطر «الليلة الماضية وعلى بعد نحو 18 كيلومترا من سد الحديثة في العراق اقتربت سيارة مدنية من نقطة تفتيش للقوات المتحالفة، وخرجت امرأة حامل من المركبة وبدأت في الصراخ من الخوف». وأضاف «في هذه اللحظة انفجرت السيارة المدنية ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد القوات المتحالفة كانوا اقتربوا من المركبة وإصابة شخصين، كما قتلت المرأة الحامل والسائق في الهجوم».

صدام يؤكد الصمود

أكد الرئيس العراقي صدام حسين مجددا الثقة في النصر على القوات القوات الأميركية والبريطانية الغازية، وحذر من العواقب الوخيمة التي ستلحق بتلك القوات في حال اقتحام العاصمة بغداد.

وشدد صدام في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي على أن النصر على الأعداء بات قريبا، وحث الشعب العراقي على قتال الغزاة في كل وقت وفى كل الأراضي العراقية لدحرهم. وقال «عندما تصمد العاصمة يرتدون عنها على أعقابهم خاسرين ويتراجعون مهزومين ملعونين من كل ارض دنسوها في حمى الوطن».

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ان الرئيس العراقي صدام حسين لايزال على قيد الحياة إلا انه رفض الإفصاح عما إذا كان قد شاهد الرئيس العراقي. وقال صبري لراديو هيئة الإذاعة البريطانية في مقابلة من بغداد ان الرئيس العراقي على ما يرام وان القيادة العراقية كذلك وإنهم يقومون بواجباتهم كالمعتاد.

العراقيون سيديرون العراق

تعهد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بأن القوات الأميركية البريطانية ستغادر العراق في أسرع وقت ممكن، إذ ستقوم «سلطة انتقالية يتولاها عراقيون».

وفي رسالة وجهها إلى أعضاء من المعارضة العراقية الذين استقبلهم في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في لندن تعهد بلير «بأن ترسي قوات التحالف الأمن في البلاد وان تعمل مع الأمم المتحدة من اجل المساعدة على النهوض بالعراق»، مشددا على ان «قواتنا سترحل بمجرد ان تتمكن من ذلك. ولن تبقى يوما واحدا أكثر من اللازم»، و«ان هدفنا هو القيام في أسرع وقت ممكن بتشكيل سلطة انتقالية يتولاها عراقيون تكون مرحلة نحو حكومة تمثل حقا الشعب وتحترم حقوق الإنسان»

العدد 211 - الجمعة 04 أبريل 2003م الموافق 01 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً