العدد 213 - الأحد 06 أبريل 2003م الموافق 03 صفر 1424هـ

البريطانيون يوزعون منشورات خضراء لصلتها الروحية بأهالي البصرة

مشاهدات صحافي كويتي

مشارف البصرة (العراق) - حسين عبد الرحمن 

06 أبريل 2003

بعد تأخر دخول القوات البريطانية إلى وسط مدينة البصرة لجأت قوات التحالف الأميركية - البريطانية أمس إلى توزيع منشورات على المواطنين العراقيين وخصوصا أهالي البصرة يدعونهم إلى الاستماع إلى «إذاعة النهرين أف أم» من اجل الحصول على معلومات مهمة وعاجلة وذلك في منشورات خضراء اللون باللغتين العربية والانجليزية.

وعلى الحاجز الأخير لقوات التحالف والذي يبعد ثمانية كيلومترات عن وسط مدينة البصرة وقف جنود أميركيون وبريطانيون يوزعون هذه المنشورات عند نقاط معينة، إذ السيارات المتجهة إلى وسط مدينة البصرة. وقال أحد الجنود المكلف بالتوزيع «إنني أقوم بذلك من اجل حث أهالي البصرة التعاون معنا للقضاء على المتمردين وأعضاء حزب البعث المتمركزين في البيوت بين الأهالي».

وعن ذلك قال سائق حافلة ينقل الركاب بين المناطق العراقية ويدعى عباس كاظم «ان هذه الأوراق ما تفيدنا لأننا لا نطمئن لهؤلاء». وهو يشير إلى الجنود البريطانيين الواقفين في وسط الشارع الرئيسي.

وأضاف كاظم «أولا نرى ان المنشور لا فائدة منه وبعباراته التي تقول (هذه المرة سنبقى معكم). وهذا اكبر اعتراف من الأجانب بأنهم خذلونا في الانتفاضة السابقة العام 1991 والتي سيطرنا فيها على 14 محافظة في العراق من دون دبابات وطائرات والتي راح أهلنا ضحايا لنظام صدام ولكن بإشراف الولايات المتحدة ولذلك فإننا هذه المرة تعلمنا الدرس. كما أوضح «أنا اليوم ابحث عن رزق لأولادي وأبنائي تاركا الصراع بين الأجانب الذين ظلمونا وصدام الذي ظلمنا أيضا وكلهم ظلمة»، ثم رمى المنشور بعد ان ادار محرك سيارته متجها إلى وسط مدينة البصرة.

المنشورات الخضراء

ويتضمن نص المنشور العبارات التالية «أيها الناس في البصرة نحن قادمون لتحرير العراق وعدونا هو الحزب وليس الشعب ونحن بحاجة إلى مساعدتكم للتعرف على العدو ولإعادة إعمار العراق» وتضمن المنشور الدعوة «إلى الأشخاص الذين يتكلمون الإنجليزية التقدم إلينا للتعاون». وكذلك «إننا نبقى معكم حتى ينتهي هذا الأمر»، كما طالب المنشور أهالي البصرة بعبارة الرجاء الاستماع إلى قناة راديو النهرين «1004 اف ام» وفي وقت المساء للحصول على معلومات مهمة وعاجلة.

إلا ان المواطن البصراوي حميد مسلم علق على المنشور بعد ان تسلمه من الجندي البريطاني «أولا عملوا المنشور باللون الأخضر وفيه إشارة إلى العراقيين الشيعة الذين لديهم علاقة روحية مع اللون الأخضر. الأمر الثاني الصور المرسومة المطبوعة في الصفحة الخلفية للمنشور تظهر رجل ملتحٍ وأصلع وهو يرتجف من جندي بريطاني يسلم عليه» هذه كلاوات عارفينها هسة جاين يقولون «نريد التعرف على العدو» ويكمل حميد قائلا يريدون منا ان نكون مرشدين لأعضاء حزب البعث وقال بغضب «أعضاء حزب البعث أنا كفيل بهم لأنهم نهبونا وظلمونا وبالتالي فإنني ساخذ أنا حقي منهم لأنني قادر عليه بعد ان يسقط صدام» كما رحب مسلم بوجود القوات الأجنبية لأن رفاق الحزب «شردوا وانهزموا ودخلوا بيوت المواطنين وهم يحملون السلاح».

وأما محمد الجابري والذي يبيع الطماطم في الشارع الرئيسي المؤدي إلى وسط مدينة البصرة وسط الدخان الكثيف تكلم عن مصير الورقة التي قدمها له الجندي البريطاني فقال بسرعة «أنا ما عندي راديو حتى أتمكن من الاستماع لكلمات الجيش البريطاني ثم ان همي الأول هو تصريف وبيع الطماطم التي معي حتى أساعد والدي ووالدتي المريضة ولكنني أتمنى ان يرحل صدام لأننا تعبنا وكل أموالنا ذهبت إلى الأسلحة وأعضاء الحزب ونحن هذه حالنا لا مدرسة والحال الله يعلم فينا بس نقول الحمد لله».

لغة ركيكة في الراديو

بعد هذه الجولة الميدانية وسط سماع طلقات وتبادل النيران بين المقاومة في البصرة والجنود البريطانيين استمعت إلى راديو «اف ام 1004» إذ كان يتحدث أحد البريطانيين بلغة عربية ركيكة جدا يدعو أهالي البصرة إلى التعاون من اجل تحقيق المساعدة والطمأنينة لـ «العراقيين». وبعد ذلك تحدث احد العراقيين يدعوا فيها الأهالي إلى التزام البيوت مساء وعدم الخروج والتعاون مع البريطانيين من أجل النصر القريب لعودة الحرية إلى العراق كلها

العدد 213 - الأحد 06 أبريل 2003م الموافق 03 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً