أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن عواقب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق «ستكون وخيمة على المستقبل».
في الوقت نفسه، أعلن مصدر في الشرطة المصرية أن ثلاثة من عناصرها وثلاثة من المتظاهرين أصيبوا بجروح خلال مواجهات في وسط القاهرة عندما حاول طلاب الاقتراب من سفارة الولايات المتحدة. في حين قال مراسل «الوسط» ان مصادر عليمة قدرت عدد المصابين بـ 36 مصابا في اشتباكات أمس بين المتظاهرين والشرطة فضلا عن توقيف 20 طالبا معظمهم من طلاب الجامعة الأميركية. وحذر الرئيس الفرنسي في كلمة بثها التلفزيون بعد ساعات قليلة من بدء العمليات العسكرية الاميركية ضد العراق من انه «مهما دام النزاع» في العراق فإن «عواقبه ستكون وخيمة بالنسبة إلى المستقبل»، وإن «فرنسا تأسف» للعملية التي انطلقت ضد العراق «من دون موافقة الأمم المتحدة، وتأمل في ان تنتهي هذه العمليات في أسرع وقت ممكن وان تخلف اقل عدد ممكن من الضحايا»، وأكد انه يجب على فرنسا و«حلفائها والأسرة الدولية ان تتحد غدا لمواجهة التحديات التي تنتظرنا».
وبعد ان اعتبر ان «العمل الجماعي في الأمم المتحدة هو الإطار الشرعي الوحيد لإعادة بناء السلام في العراق وخارجه» دعا الاتحاد الأوروبي إلى «إدراك ضرورة» العمل في نطاق سياسة خارجية «ودفاعية ذات صدقية».
وتظاهر آلاف المواطنين المصريين معظمهم من طلبة الجامعة الاميركية في القاهرة وتجمعوا في إحدى الساحات القريبة من السفارتين الاميركية والبريطانية احتجاجا على بداية الضربات العسكرية على العراق، وأحاط آلاف من عناصر الأمن المركزي، وهو القوة المسئولة عن قمع التظاهرات في مصر، بالمتظاهرين الذين قاموا برمي الحجارة على رجال الشرطة في محاولة لشق طريقهم نحو السفارة الاميركية. وتدافع الطلبة المتظاهرون مع قوات الأمن التي استخدمت العصي والهراوات لتفريق صفوفهم. ودعوا إلى طرد السفير الإسرائيلي والسفارة الأميركية إلى تنكيس العلم الأميركي، وافترشوا الأرض وسط ميدان التحرير حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس رافضين الانصراف حتى تستجيب الجهات المعنية لمطالبهم.
كما ردّدوا شعارات معادية لأميركا وللزعماء العرب الذين وصفوهم بـ «الخونة» وطالبوا بتنحيهم عن السلطة. كما تظاهر آلاف الطلاب المصريين ينتمي معظمهم إلى التيار الإسلامي في جامعات القاهرة والأزهر وكفر الشيخ، ورددوا شعارات مناهضة لأميركا
العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ
