أمام الحملة العدوانية لقوات الغزو، مازالت المقاومة العراقية من فدائيي صدام والحرس الجمهوري تعترض تقدم الغزاة في مواجهات عنيفة سقطت على إثرها قاذفة من طراز بلاك هوك وقتل طاقمها السبعة الأميركان في كربلاء بينما كانوا يسعون للوصول إلى قلب العراق في أقصى وقت ممكن، ذلك ان هناك أنباء تشير إلى تقدم القوات الأميركية من تخوم بغداد وهي على بعد ستة أميال.

قال مسئول أميركي ان الولايات المتحدة تعمل على الاسراع في تطهير ميناء أم قصر العراقي حتى يمكن فتحه لتسلم إمدادات المعونة الإنسانية خلال أيام وليس أسابيع.

وقال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اندرو ناتسيوس: «لدينا آليات للتعاقد لتطهير الميناء، ونحن نحاول الإسراع فيها الآن»، و«نحن نعتقد انه من الممكن إنجاز هذا في غضون أيام لا أسابيع». من جهته، ذكر الجيش الاسترالي ان الغواصين الاستراليين يحتاجون إلى أسبوع اضافي لازالة الألغام من مرفأ أم قصر.

مقاومة في البصرة

أعلن ناطق عسكري بريطاني في الكويت ان القوات البريطانية التي تخوض معارك للسيطرة على مدينة البصرة لاتزال تواجه مقاومة من حوالي ألف مسلح عراقي يقاتلون إلى جانب القوات النظامية التي تراجعت إلى داخل المدينة. وقال الناطق العسكري انه ليس لدى البريطانيين خطط فورية لشن هجوم على المدينة، إلا أنهم يقومون بعمليات توغل فيها باستمرار. ونفى ان تكون القوات البريطانية تطوق المدينة بشكل كامل، مشيرا إلى فتح ممر في شمال شرق البصرة على نهر دجلة.

وأقر بان مثل هذا الوضع قد يسمح للقوات العراقية بالحصول على تعزيزات، إلا انه أضاف «إننا نراقب القطاع». وقال ان القوات البريطانية حصلت على مساعدة من سكان البصرة الذين زودوها بمعلومات عن أعضاء في حزب البعث الحاكم.

كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن متحدث عسكري قوله ان القوات البريطانية استخدمت القنابل العنقودية المثيرة للجدل عند ضواحي البصرة وذلك للمرة الأولى في الحرب العراقية. من جانبها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انها سترسل إمدادات طبية من الكويت إلى البصرة المحاصرة.

مقتل أميركي في الناصرية

قالت القيادة المركزية الأميركية في قطر ان جنديا من مشاة البحرية كان على شاحنة قتل عندما علق مدفعه بخطوط طاقة منخفضة الارتفاع في مدينة الناصرية. وقال المسئولون الأميركيون ان إجمالي القتلى من الجنود الأميركيين بلغ 50 منهم 40 قتلوا في ساحة المعارك وعشرة لقوا حتفهم في حوادث.

زعم وجود فتوى شيعية من النجف

قالت جماعة شيعية في لندن ان زعيما شيعيا في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة أصدر فتوى تحث العراقيين على عدم إعاقة قوات الغزو الأميركية. وقال متحدث باسم مؤسسة الخوئي في لندن ان آية اللّه العظمى السيستاني، أصدر الفتوى لمحاولة وقف القتال في النجف.

وقد ذكر كل من وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد ومتحدث باسم قوات الغزو وجود مثل هذه الفتوى، غير أن الشيخ هادي الخالصي من هيئة علماء الإسلام العراقية في لندن ووزير الاعلام العراقي نفيا صحة هذه الفتوى في مقابلة معهما على قناة «الجزيرة» القطرية. ولم يتم التمكن من الاتصال بمصادر مستقلة لمعرفة صحة أو بطلان هذه الفتوى.

ونفى الجيش الأميركي ان يكون قد قصف «مشاهد» في مدينة النجف وسط العراق التي تحظى بمكانة دينية مهمة عند المسلمين الشيعة، متهما القوات الموالية لصدام حسين بأنها السبب في أية أضرار تلحق بتلك «المشاهد».

وقالت القوات الأميركية انها تقترب من السيطرة على النجف إلا ان القوات الموالية لصدام لاتزال متمركزة داخل وحول مشهد الإمام علي (ع) في النجف في وقت تحاول القوات الأميركية تأمين وسط مدينة النجف. وقال ضباط إنهم يبحثون عن فدائيي صدام حسين وحزبه الحاكم.

كما قال الكولونيل اندرسون: «دمر موقع آخر للفدائيين». من جهة أخرى قال ضابط في الجيش الأميركي ان حوالي 500 جندي عراقي قتلوا عندما صدت القوات الأميركية هجوما للقوات العراقية لاستعادة جسر فوق نهر الفرات على بعد ثلاثين كيلومترا جنوب بغداد. وذلك ما نفاه الناطق باسم القوات البريطانية آل لو كوود.

كما أشار مراسل لوكالة (فرانس برس) إلى ان القوات العراقية شنت فجر أمس ثلاث هجمات مضادة لاستعادة الجسر الذي يعبر الفرات بعدما سيطرت عليه القوات الأميركية بعد ظهر أمس الأول، إلا انها ردت بإطلاق نار كثيف. وقتل جنديان أميركيان بعد هجوم بالقذائف المضادة للدبابات «آر. بي. جي» غرب نهر الفرات بالقرب من بغداد.

سقوط مروحية في كربلاء

ذكرت تقارير تلفزيونية أميركية ان سبعة جنود أميركيين قتلوا إثر إسقاط طائرتهم المروحية طراز بلاك هوك بنيران الأسلحة الصغيرة في وسط العراق. وقالت وزارة الدفاع الأميركية ان أربعة جنود آخرين كانوا على متن المروحية أصيبوا بجروح، ولكن أمكن إنقاذهم في مكان سقوط الطائرة بالقرب من مدينة كربلاء.

كما ذكرت القيادة الأميركية الوسطى في بيان ان طائرة من طراز «اف - ايه 18» هورنيت أسقطت بينما كانت تشارك في مهمة فوق العراق.

وأعلنت القيادة المركزية أن صاروخا عراقيا «أرض - جو» أسقط مقاتلة أميركية من طراز «إف. إيه - 18»، كما عرض التلفزيون العراقي صورا للمقاتلة الملقبة بـ «الدبور».

ستة أميال عن بغداد

دمرت مركبتان عسكريتان أميركيتان وأصيـبت ثالثة بتلف كبير بعد انفجار أوقع خسائر في صفوف قوات أميركية بالقرب من بغداد.

من جهة أخرى، أشارت تقارير المراسلين المرافقين للقوات الأميركية الى أنها على بعد ستة أميال من العاصمة العراقية، فقد أخبر مسئولون أميركيون وكالة رويترز أن القوات الخاصة الأميركية شنت ليلة أمس الأول غارة على أحد قصور صدام الرئاسية بالقرب من بغداد، وأضافوا أن القوات النخبة دخلت القصر المعني ثم خرجت منه وأنها تعد للسيطرة على مطار صدام حسين الدولي جنوب غرب المدينة.

وقال المتحدث باسم القوات الأميركية النقيب فرانك ثورب: «ان القوات الآن خارج المطار وهي تأخذ مواقع لها للاشتباك مع العدو في الوقت الذي تختاره»، كما قال مصدر عسكري في القيادة الأميركية الوسطى في قطر: «ان عناصر من أربع فرق للحرس الجمهوري بدأت في التحرك جنوبا لتواجه القوات الأميركية المتقدمة، ويسعى المسئولون الأميركيون الى إقناع فرق الحرس الجمهوري للاستسلام من دون قتال».

وأشارت التقارير الى أن القوات المتقدمة نحو بغداد واجهت جيوب مقاومة جنوب غرب العاصمة، كما قتل ثمانية مدنيين عراقيين وجرح خمسة آخرون في سقوط صاروخ على سوق للخضار في بلدة جنوب شرق بغداد، وفق ما أفاد مصدر طبي. كما عبرت آلاف الآليات العسكرية الأميركية جسرا عريضا فوق الفرات يبعد 25 كلم عن بغداد بعد معركة ضارية من اجل السيطرة عليه، وأعلنت متحدثة باسم القيادة الأميركية الوسطى في قطر ان القوات اقتربت من بغداد وباتت في محيط مطار العاصمة العراقية.

وقال مسئولون عسكريون أميركيون ان القوات الأميركية تتجه إلى العاصمة العراقية من اتجاهين الأول من الغرب انطلاقا من كربلاء والثاني من الشرق انطلاقا من الكوت.

من جهته نفى الصحاف ان تكون القوات الأميركية اقتربت من مطار العاصمة بغداد، واصفا تصريحات الأميركيين تلك «بالأكاذيب»، وقال الصحاف: «إنهم لم يصلوا حتى الى مسافة مئة ميل من بغداد وإنهم يتحركون في الصحراء ولا يتمركزون في موقع واحد داخل العراق»، كما نفى ان تكون القوات البريطانية دخلت مدينة البصرة وان هذه الأنباء «ليس لها أساس من الصحة».

كما قال الصحاف ان قصف قوات الغزاة الأميركية والبريطانية للمدن والمواقع العراقية أسفر عن استشهاد 24 عراقيا وجرح 186

الموصل تتعرض لقصف صاروخي

قالت قناة (الجزيرة) ان مدينة الموصل تتعرض لقصف عنيف بالصواريخ من الطائرات الحربية مستهدفة الكثير من الأهداف المدنية.

الجزيرة توقف البث المباشر من بغداد

منطقة الخليج - سكاي نيوز

أوقفت قناة الجزيرة القطرية بث الأخبار المباشر من بغداد بعد حظر المسئولين العراقيين لاثنين من مراسليها. وقالت القناة الفضائية التي كثيرا ما تم انتقادها بواسطة حكومات التحالف الأنجلو - أميركي لبثها صور الجنود الأميركيين الموتى - إن المسئولين العراقيين لم يعطوا سببا لحظر عمل مراسليها، وجاء في بيانها «أن وزير الاعلام العراقي أعلم مكتب الجزيرة في بغداد بأن مراسله هناك، ديار العمري قد حظر عنه العمل الصحافي، وأن المراسل تيسير علوني يجب أن يغادر العراق في أقرب وقت ممكن من دون اعطاء سبب لذلك القرار».

وأضاف بيان الجزيرة «إننا نأسف لهذا الموقف السريع والمفاجئ غير المبرر وعليه قررت الجزيرة تجميد كل عمليات مراسليها في العراق حتى اشعار آخر، بينما ستواصل البث المباشر والصور المسجلة من مكاتبها في بغداد، والبصرة والموصل». وقال رئيس التحرير في القناة إبراهيم هلال: «ان كل مراسلي الشبكة سيبقون في بغداد وباقي مدن العراق الأخرى حتى توضح السلطات العراقية ملابسات قرارها». وقال: «لا يمكن أن يلقنوننا من يعمل ومن لا يعمل».

يذكر أن هناك ثمانية مراسلين لدى القناة، خمسة منهم في بغداد، وتعتبر المحطة القناة الرئيسية للمشاهدين في العالم العربي أثناء هذه الحرب.

إذ يقول كثير من العرب إنها توافر آراء متوازنة عن الحرب أكثر من وسائل الإعلام الغربية. ولكن وجهت انتقادات للقناة الفضائية من قبل بعض الحكومات العربية للطريقة التي تعرض بها قضايا الشرق الأوسط.

كما وجهت انتقادات من قبل حكومات التحالف لبثها صورا لأسرى وقتلى جنود التحالف والتي وصفوها بأنها دعاية عراقية. ولكن الجزيرة ليست هي الشبكة التلفزيونية الوحيدة التي تُطرد من بغداد منذ بداية الحرب، فقد طُرد مراسلو سي إن إن من العراق لأن المسئولين العراقيين قالوا إنها تمثل دعاية أميركية