العدد 210 - الخميس 03 أبريل 2003م الموافق 30 محرم 1424هـ

شرودر يدعو إلى دور رئيسي للأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب

قال المستشار الألماني غيرهارد شرودر ان بلاده مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة في برنامج إعادة تعمير العراق بعد نهاية الحرب. وأوضح شرودر في بيان حكومي ألقاه أمس أمام أعضاء البرلمان الاتحادي في برلين (بندستاغ) أن ألمانيا لن تسهم بجنود تابعين لها في الحرب ضد العراق، لكنه أكد أن بلاده متمسكة بقرار منح التحالف حق استخدام مجالاتها الجوية. وأكد شرودر أن دورا رئيسيا تضطلع به الأمم المتحدة في صنع مستقبل العراق وإعادة تعميره.

وأتى شرودر في بيانه على ذكر أربع نقاط تسهم حسب اعتقاده في بناء نظام ديمقراطي في العراق بعد الحرب... أولا: الحفاظ على وحدة أراضي العراق واستقلاله وسيادته السياسية. ثانيا: يقرر العراقيون وحدهم مستقبل بلدهم السياسي وتوفير الحماية للأقليات. ثالثا: حق الشعب العراقي في السيطرة الكاملة على ثرواته الطبيعية. رابعا: العمل في عملية تحقيق الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط وقبل كل شيء وضع تصورات السلام تبعث الآمال في نفوس شعوب المنطقة.

وطالب شرودر أوروبا على ضوء حرب العراق وضع تصورات بعيدة المدى من أجل عالم يسوده الأمن والتعاون المشترك وأوضح أن هذا واجب أوروبي. وأكد شرودر أن بلاده تعقد الآمال كما في السابق في تعاونها مع الأمم المتحدة من أجل حل النزاعات الدولية. وحذر المستشار الألماني تركيا مجددا من دخول الحرب وهدد بسحب الجنود الألمان العاملين في تشغيل طائرات التجسس أواكس التي تعمل حاليا في حماية الأجواء التركية، إذا دخلت تركيا طرفا في الحرب. وبالنظر إلى أوروبا قال شرودر انه ليس هناك بديل أفضل لقيام سياسة أمنية وخارجية مشتركة لدول الاتحاد الأوروبي.

وأكدت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي ورئيسة الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي في البرلمان، أنجيلا ميركل، موقفها المؤيد للحرب الجارية ضد العراق وقالت ان الحرب هزيمة للسياسة والدبلوماسية وأنها تأتي ردا على الفشل في مسعى المجتمع الدولي لنزع السلاح من صدام حسين بالطرق السلمية. وأوضحت ميركل التي تنحدر من ألمانيا الشرقية السابقة أنه في هذه الحرب لا يمكن تبني موقف حيادي ونحن جميعا نقف إلى جانب الطرف الذي يحارب من أجل الديمقراطية. وجددت ميركل اتهامها للمستشار شرودر بأن سياسته المناهضة للحرب وضعت عراقيل أمام التوصل إلى حل سلمي للنزاع وشجعت على الحل العسكري.

من جهة أخرى ذكرت مصادر دبلوماسية في برلين أن واشنطن ترغب في التحاور مع الأوروبيين بشأن مستقبل العراق بعد الحرب، وتريد قبل كل شيء الحصول على وعود مالية لتمويل عملية إعادة التعمير، كما تنوي الحصول على تعهد حلف شمال الأطلسي بنشر جنود تابعين له في العراق لحفظ الأمن والاستقرار. وأوضحت هذه المصادر أيضا أن الأوروبيين يريدون إقناع واشنطن بالتراجع عن فكرة توسيع الحرب ومهاجمة سورية أو إيران بعد تصفية الحساب مع صدام حسين.

وكانت تصريحات لمسئولين أوروبيين خلال اليومين الماضيين أظهرت تغيرا في الموقف الأوروبي تجاه الحرب في العراق. فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول أن روسيا ليست صاحبة مصلحة في ان تهزم الولايات المتحدة في حربها بالعراق مشيرا إلى ان بلاده مصممة على نقل هذه المشكلة إلى ساحة الأمم المتحدة. ودعا وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان دول الشرق الأوسط إلى ضبط النفس، بينما تمنى وزير خارجية ألمانيا سقوط صدام «سريعا»

العدد 210 - الخميس 03 أبريل 2003م الموافق 30 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً