تبحث وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خططا لخفض الوجود العسكري الأميركي في المنطقة العربية بما فيها العراق بعد زوال ما تسميه بـ «تهديد صدام حسين» وتعمق الشكوك العربية بالنوايا الأميركية.

وقال مسئولون في البنتاغون إنه نقل 30 طائرة حربية نفاثة من دون إعلان الأسبوع الماضي من قاعدة إنجيرليك التركية من أصل 80 طائرة ونحو نصف عدد الجنود الأميركيين فيها البالغ عددهم 4500 جندي. وتؤكد البنتاغون أن ذلك هو مجرد البداية، إذ تعتزم خلال أشهر إغلاق معظم عملياتها في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية تاركة فقط عددا قليلا من الطيارين ونقل معظم طائراتها وقواتها من قطر وسلطنة عمان.

وتأتي هذه الخطط الأولية، والخاضعة للمراجعة، ردا على ضغوط الحكومات العربية الآخذ بالازدياد نتيجة المد الشعبي المعادي للوجود العسكري الأميركي في المنطقة والعبء المالي على الولايات المتحدة للاحتفاظ بعدد كبير من القوات في الخارج والتوتر الذي يسببه ذلك لعائلات العسكريين.

ونقلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قوله: إن إجراء تغيير في وضع القوات هو أمر طبيعي في أعقاب الحرب على العراق. وأضاف «إن هذه مسألة عسكرية ويجب أن توجه إلى وزارة الدفاع (الأميركية)، ولكن ما أعرفه هو أنه بعد الحرب على العراق برزت حقيقة جديدة ستنعكس على هذه المسألة». وقال الفيصل «إن قاعدة الأمير سلطان استخدمت بصورة أساسية لمراقبة منطقة الحظر الجوي جنوب العراق، ويفترض المرء أن ذلك سيتغير».

وفي أوروبا تقوم البنتاغون بدراسة وحداتها العسكرية الكبيرة في دول مثل ألمانيا وبحثت في استبدال هذه القوات بوحدات أصغر في رومانيا وبولندا وبلغاريا وامكان انتقالها بسرعة إلى المناطق الساخنة.

وزاد من غموض الموقف الأميركي، رفض الرئيس بوش، في حديث للصحافيين في تكساس يوم الأحد الماضي، التكهن بمدة بقاء القوات في العراق، وقال: إنه لن يعلن انتهاء الحرب حتى يقوم بذلك قائد القيادة الوسطى الجنرال تومي فرانكس. إلا أن اشارات أخرى جاءت من وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد تقول إن القوات ستبقى لما يلزم من الوقت لضمان أمن البلد