الطف رمز بمعنى الحزن خالدة
يوم به ثار قسطال الحراب على
وامتاج بحر اللقى بموجه عرما
ذروا الدروع فوجه الله يدرعهم
فلا ترى من عجاج الأفق شائبة
صيد ترى الموت أعراسا تجوز لها
ساروا رداء الفناء كان ملبسهم
قال الكماة بشد في تجالدهم
قوم إذا ندبت سيوفهم فلها
لكنما لهب الأحشاء أنهكهم
فجزروا بالثرى ظمآ صدورهم
فخلفوه إمام الحق منفردا
رد المران على الرماح خاسئة
يرسل أكبادها إلى الصقور فدا
لا زال يعطي إلى الابطال شاهدة
حتى أتاه بلب القلب ذو شعب
فاخترق الظهر والأحشاء ساكبة
بمشهد كاد جبرائيل ناظره
يا مشهدا رميت عين الزمان به
علا بنعليه شمر صدر سيدنا
فانعى بها ألما صرعى على البيد
شجوا وزفرا ولوعا خذه ترديدي
والحزن بالحزن مشدود بمعقود
عين الذكاء فراحت مثل موؤود
حيتانه - البيض - في كف الصناديد
وكفه من رمت بحين تسديد
إلا رؤوسا ترامت كالعناقيد
أما الخضاب فدم العين والجيد
أما الرماح فليس من لغاديد
نرى جهنم في عين الجواليد
من الصدور جواب غير مصدود
وكثرة الخصم أرداه كمعمود
فذاك منصرع بجنب مصرود
بين العداء وحيدا دون تعضيد
وأشبع السيف من هام المناكيد
ودمها مشرب لخافق السود
وللجبال مثال عز موجود
مثلث بضلوع الصدر موتود
مما تفيض على التربان كالجود
أن يطلب النار طوفانا بلا رود
يفطر القلب بل صم الجلاميد
ليفري النحر تصريما بمشهود
حسين المنصور
العدد 228 - الإثنين 21 أبريل 2003م الموافق 18 صفر 1424هـ