العدد 2242 - السبت 25 أكتوبر 2008م الموافق 24 شوال 1429هـ

المسلمون في التيار الرئيس يعملون ضد الإرهاب

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

صرّح ملك المملكة العربية السعودية الملك عبدالله في خطاب ألقاه مؤخرا أن المسلمين لا يستطيعون البقاء صامتين بينما يستمر مسلمون آخرون في التسبب بالأذى للإسلام. تابعت صحيفة «الاتحاد» بأبوظبي مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بمقال رأي تتوسع فيه بشرح خطاب الملك في مقال عنوانه: «من الذي يؤذي الإسلام؟». وصفت الصحيفة الإماراتية خطاب الملك عبدالله بأنه «صرخة» من أجل العمل.

وقد قال العاهل السعودي إنه لم يعد من المقبول به أن «نتذمر أو ندين ببساطة». لقد حان وقت العمل.

تشكل مبادرة الملك تطورا مرحّبا به، وخاصة أنه آتٍ من زعيم ملك، يتمتع بوضع وسمعة عاليين في العالم العربي، فبالإضافة إلى صفته الملكية، يحمل العاهل السعودي لقب «خادم الحرمين الشريفين»، إشارة إلى أول وثاني المواقع الإسلامية قداسة، وهما مكة المكرمة والمدينة المنورة بالترتيب.

يقترح كاتب المقال إنشاء مؤسسة فتوى مركزية عالمية لمحاربة التوجهات نحو فتاوى مستقلة، التي تنتشر بشكل سيئ في العالم الإسلامي اليوم.

ويصف كاتب المقال ذلك بدكاكين الفتاوى. يسمح الإسلام السنّي لأي إنسان تقريبا أن يصدر فتوى، تكون لها أحيانا نتائج سيئة الحظ لكونها تنتج مراسيم غريبة جدّا.

لا يوجد في المذهب السني الإسلامي رئيسا صوريا. ليس هناك ما يماثل، على سبيل المثال، البابا في الكنيسة الكاثوليكية أو آية الله الموجود عند الشيعة في الإسلام. أقرب ما يصل إليه المذهب السني إلى منصب مركزي هو إمام جامعة الأزهر وجامعها، وهي أشهر مركز إسلامي وأهم جامعة دينية، وكذلك خادم الحرمين الشريفين، ملك المملكة العربية السعودية.

وفي الوقت الذي يجب فيه قول شيء ما عن المبدأ الديمقراطي الحق لجميع أئمة الإسلام في المذهب السني للإسلام وكونها متساوية، إلا أن الناحية السلبية هي أنها تترك القرآن الكريم والحديث الشريف عُرضة للتفسير الفردي. وطبعا، تماما مثل الإنجيل المسيحي والتوراة اليهودية، يمكن فهم كل آية أو إساءة فهمها، أو تفسيرها أو إساءة تفسيرها بطرق متعددة.

فقدان هذا الخط الواضح للقيادة هو بالذات ما يفتح الباب للارتباك والفوضى. أصدر الشيخ محمد المنجد الشهر الماضي، وهو رجل دين سعودي يظهر أحيانا على برامج تلفزيونية متنوعة في العالم العربي فتوى ضد ميكي ماوس، مسميا الشخصية الكارتونية لديزني وغيره من الفئران «عملاء الشيطان».

وكان الشيخ نفسه أصدر فتوى من قبل ضد ألعاب بيجين الأولمبية الصيفية، وأطلق لسانه ضد «اللباس غير المحتشم» الذي تلبسه الرياضيات المشاركات، كذلك يقال إنه أصدر فتوى تمنع النساء من التنافس في الألعاب الأولمبية، وهو حدث نعته كذلك «بالشيطاني».

بالتأكيد، جزء من المشكلة مع هذه المراسيم الدينية هو أنه يمكن لأي إنسان تقريبا أن يصدر واحدا منها. توصّل محرر عمود «الاتحاد» إلى نتيجة مفادها أنه يجب على المسلمين أن يوحدوا جهودهم لإفشال هؤلاء الذين يلتزمون بالأعمال الإرهابية وينادون بها باسم الإسلام، لأنه «لم تتضرر ديانة بسبب الإرهاب والتطرف كما تضرر الإسلام»، وهو يدّعي «الاحتجاج على سياسات الحكومة هو أمر، ولكن القتل باسم الدين هو أمر آخر لا يمكن تبريره».

من المؤكد أن إرهابيين من دول إسلامية قتلوا مسلمين أكثر مما فعل غير المسلمين في حملاتهم وقصفهم وتفجيراتهم الانتحارية.

طالب كاتب المقال المجموعات الإسلامية بالعمل بالتنسيق مع منظمة الدول الإسلامية، واصفا التجمع بأنه «تعوقه البيروقراطية». وقد تحامل على منظمة الدول الإسلامية لأنها تقوم بإعاقة خطة كان يقصد بها تطوير استراتيجية ايديولوجية تضع الخطوات العريضة عن كيفية محاربة التطرف، كان المنوي طرح هذه الخطة ودعمها قبل خمس سنوات، إلا أنه لم يتم طرحها بعد.

في هذه الأثناء أصدر الأمين العام لمنظمة الدول الإسلامية، إكمال الدين إحسانوغلو بيانا مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، يدين الإرهاب ويطالب بتسامح أوسع وأكبر بين المسلمين.

أصدر إحسانوغلو مناشدة وُصِفَت بأنها أقوى لغة حتى الآن، إلى المسلمين في أنحاء العالم كافة ليتحدوا ضد كل أشكال الإرهاب، بحسب تقرير لوزارة الخارجية الأميركية بشأن الإرهاب.

وقد صرّح الأمين العام لمنظمة الدول الإسلامية بأن الإرهاب «يشوّه صورة الإسلام كدين سلام ومحبة وتعاطف وتسامح»، كما شجب الجرائم البشعة ضد الأبرياء، مثل تفجيرات إسلام أباد وصنعاء، الأمر الذي «انتهك حركة وهدوء الشهر الكريم وقدسية الحياة البشرية».

وقد وصف إحسانوغلو هذه الأعمال بأنها «خطايا رهيبة» تنتهك المبادئ الإسلامية، ويجب إدانتها بكل قوة، وخاصة أن ارتكابها أثناء شهر رمضان المبارك يجعل منها أكثر بربرية. وكرر إحسانوغلو «موقف المنظمة الثابت» بإدانة كل أشكال الإرهاب، «بغض النظر عن مبرراتها أو الحوافز وراءها».

وقد أكد رئيس المنظمة «التصميم الذي لا يلين» لمنظمته لإحضار المجرمين إلى العدالة و»محاربة هذا البلاء بكل الطرق، بالتعاون مع المجتمع الدولي».

يجب على المسلمين وغير المسلمين أن يسمعوا إلى المزيد من هذا الحوار.

* محرر «الميدل إيست تايمز» ومحلل سياسي في واشنطن العاصمة، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2242 - السبت 25 أكتوبر 2008م الموافق 24 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً