العدد 2533 - الأربعاء 12 أغسطس 2009م الموافق 20 شعبان 1430هـ

الائتلافات الوطنية تبقى مغامرة في عراق التحالفات المذهبية

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

لم يبقَ على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية سوى خمسة أشهر، ومازالت أكبر كتلة سياسية في البرلمان (الائتلاف العراقي الموحد - شيعية) لم تحسم تركيبة كتلتها الانتخابية التي تأجل موعد الإعلان عنها مرات عديدة. وآخر هذه المرات كان يوم الجمعة الماضي الذي مرّ مثل سابقيه، ليتحدد موعد جديد آخر هو اليوم (الخميس) الذي قد يتأجل مرة أخرى أو على الأكثر يكتفى بذكر برنامج الائتلاف وأهدافه دون الخوض في ذكر أسماء تركيبته السياسية، أو ربما يتم الاكتفاء بذكر الاسم الجديد الذي يرجح مراقبون أن يكون «الائتلاف الوطني الجديد» حسب ما يؤكد بعض المراقبين.

من حق الائتلاف العراقي الموحد أن يتردد في إعلان أركان كتلته للانتخابات المقبلة، وخصوصا أن أخبار خلافاته مع حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بدأت تتناقلها جميع وسائل الإعلام العراقية، ومن ضمنها الناطقة باسم أقوى حزبين في الائتلاف الموحد وهما حزب الدعوة والمجلس الاعلى الاسلامي، ومن بين أحدث هذه الخلافات قضيتان الأولى السطو على مصرف الرافدين في منطقة الكرادة، وقتل ثمانية من حراس المصرف، وسرقة نحو 6 مليارات دينار (نحو 5 ملايين دولار)، والثانية رفض نواب المجلس الأعلى الإسلامي لمشروع قرار حكومي ببيع سندات حكومية تقدر بنحو 3 مليارات دولار لتمويل إنشاء محطات كهربائية.

بعد الفوز الكبير الذي حققه حزب الدعوة في انتخابات مجالس المحافظات، كان من المتوقع أن يتردد المجلس الأعلى في إعلان ائتلافه للانتخابات البرلمانية المقبلة إذا لم يضمن انضمام حزب الدعوة إليه، وخصوصا أن الأخير صار الحصان الرابح - خلال هذه المرحلة على الأقل - لأية انتخابات جديدة مقبلة، كما أن المجلس الأعلى يعرف أن خروج «الدعوة» من الائتلاف يعني تشرذم أكبر كتلة شيعية سيطرت على المشهد السياسي خلال السنوات التي تلت الاحتلال الأميركي للعراق.

هنا قد تبدو خيارات المجلس الأعلى قليلة، لكن ذلك لا يعني أن خيارات حزب الدعوة أكثر، فدخوله وحيداَ أو ضمن تحالفات وطنية تتجاوز الطائفية والعرقية قد لا تبدو يسيرة عند الناخب العراقي الذي تشده طوائفه وأعراقه مع كل عملية مسلحة أو تفجير في منطقة سنية كانت أو شيعية.

العراق في الانتخابات المقبلة بكل مكوناته السياسية، ولاسيما المذهبية منه ستجرب لأول مرة خيار الكتل الوطنية الكبيرة، وهو خيار لا يخلو من مغامرة مازالت نتائجها غير مضمونة، وخصوصا أن خيارات واسعة أمام الائتلافات الطائفية لاستقطاب أبناء المذهب أو العرق الواحد، وهي قد تنجح في حال استخدامها ضد حزب الدعوة في الجانب الشيعي، أو مجاميع الصحوة - التي صارت أقرب للتحالف مع المالكي - في الجانب السني.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 2533 - الأربعاء 12 أغسطس 2009م الموافق 20 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً