العدد 1581 - الأربعاء 03 يناير 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1427هـ

تتقلب أوضاعنا مع تقلب بوصلة «واشنطن»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بحسب ما تناقلته الأنباء، فإن الرئيس الأميركي جورج بوش في طريقه إلى الإعلان عن «استراتيجية جديدة» أخرى في العراق (وبالتالي في منطقة الخليج أيضا)، وذلك خلال خطاب سيلقيه في مطلع الأسبوع المقبل. وعلى رغم أن الأنباء لم تذكر أية تفاصيل بشأن الموضوع عدا القول إن «الخطة الجديدة تجرى بلورة ملامحها وتعميق تفاصيلها»، وأن بوش قد يتخذ عدة خطوات قبيل إعلان أي تغييرات في استراتيجية العراق، ولربما يشتمل ذلك «إرسال قوات إضافية للعراق تتراوح بين 30 و40 ألف جندي ليصل حجم القوات الأميركية إلى ذروته خلال أربع سنوات من الحرب ويبلغ 165 ألف جندي».

بوصلة السياسة الأميركية في منطقتنا تتأرجح بين مدرستين، إحداهما «براغماتية- واقعية»، والأخرى «إيديولوجية - محافظة». البراغماتيون يتحدثون عن ضرورة إشراك القوى العالمية والإقليمية في إحلال الأمن في المنطقة، وبالتالي ضرورة الاعتراف بمصالح الآخرين والتفاهم معهم. ويقود هؤلاء فريق من ضمنهم وزير الخارجية السابق جيمس بيكر الذي تحدث عن إمكان تحقيق «مقايضة كبرى» بين أميركا وإيران، تتخلى فيها إيران عن مساندتها لأي تحركات مضادة لأميركا و«إسرائيل»، في مقابل أن تعترف أميركا بدور إيراني في محيطها وتنهي المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية مع الإيرانيين.

اما المدرسة المحافظة والإيديولوجية فهي تتحدث عن «المصالح الحيوية الاستراتيجية « للولايات المتحدة الأميركية،الهادفة إلى تأمين تدفق النفط وحماية أمن «إسرائيل» بحسب الشروط الأميركية والإسرائيلية، وتبني سياسة توجيه ضربات استباقية ضد من تعتبرهم واشنطن أعداء لها، مثل: إيران وحركات المقاومة المتمثلة في حزب الله وحماس.

المدرسة البراغماتية تدعو إلى عدم اتخاذ أية خطوة من دون قرار دولي ودعم من الدول الكبرى والدول ذات العلاقة بالموضوع... أما المدرسة الإيديولوجية فتدعو إلى أن تضطلع أميركا بـ «مهمتها التاريخية لقيادة العالم»، وأن مثل هذه المهمة «المقدسة» ستعترضها عقبات وسيكون هناك ضحايا ، ولكن كل هذا إنما هو عبارة عن «فوضى بناءة»، بحيث يتم من خلالها قلب الموازين لصالح «السلم الأميركي» Pax Americana ، وأن هذا السلم سينشر الحرية والديمقراطية بحسب الفهم الأميركي لهذين المفهومين.

البوصلة الأميركية تتقلب بين المدرستين، والمؤشرات الأخيرة لا تدل على ضعف في قوة الإيديولوجيين (المحافظين) لصالح البراغماتيين (الواقعيين)،على رغم فوز الديمقراطيين بأغلبية الكونغرس في نهاية العام الماضي. الملاحظة المهمة هي أننا في الخليج (حكومات وشعوبا) بدأنا نتتبع كل كلمة يقولها بوش، وننتظر ما سيقوله أيضا وكأننا قد سلمنا كامل أمورنا ومصيرنا إلى تقلبات سياساته.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1581 - الأربعاء 03 يناير 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً