دخلت الحرب في الصومال منعطفا خطيرا، إذ تحولت من حرب أهلية إلى مواجهة دولية تحت ما يسمى بالحرب على الإرهاب. فبعد أن أكملت القوات الإثيوبية المهمة بالوكالة عن القوات الأميركية وطردت «الإرهابيين» كما زعمت من مقديشو، وجدت «المارينز» الفرصة سانحة للانتقام لما حدث لها في العام 1992، ولنسف السفارتين الأميركيتين في دارالسلام ونيروبي العام 1998، فارتكبت إبادة جماعية راح ضحيتها نحو 5 آلاف صومالي. وضربت حاملة الطائرات ايزنهاور وسفن حربية أخرى حصارا غير معلن على السواحل الصومالية، إذ ادعت واشنطن أن منفذي الهجوم على سفارتيها موجودون في المنطقة الاستوائية ولذلك هاجمت طائراتها من طراز (ايه سي - 130)، بالإضافة إلى قوات برية القرويين انطلاقا من جيبوتي وكينيا فقتلت هذا العدد الهائل من الأبرياء. إلا أن شهودا قالوا إن كثيرا من الضحايا كانوا يحضرون حفل زفاف أثناء شن إحدى الغارات. إنه السيناريو ذاته الذي يحدث في أفغانستان والعراق، قتل بدم بارد. ولكن أشد ما يحز في النفس من أسى تأييد وصمت الحكام العرب على مثل هذه الجرائم. فها هو الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد يؤكد أن لدى الأميركيين كل الحق في ملاحقة المتشددين الإسلاميين في كل مكان، ولكن ماذا عما جرى للأبرياء؟

إن الولايات المتحدة بإصرارها على الاعتداء على الأبرياء تستعدي الرأي العام العالمي ضدها وهي بذلك تزيد من خطر الإرهاب ولا تستطيع القضاء عليه وبالتالي ربما تحولت مثل هذه المواجهات المفتوحة إلى حرب عالمية وهمية الخاسر فيها سيكون الظالم وحده.