العدد 1599 - الأحد 21 يناير 2007م الموافق 02 محرم 1428هـ

لنشعل جذوة الإصلاح من عاشوراء

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

المجلس الإسلامي العلمائي في هذا العام ترجم ما يثار من أطروحات بشأن كون أو إمكان أن تكون عاشوراء نقطة للتلاقي، من خلال طرحه لشعار الموسم الحالي «نحو وحدة وطنية إسلامية جامعة»، وهو شعار موفق جدا وملح جدا بلحاظ الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون من انقسام طائفي تزيد حدته كلما زادت حدة النار الطائفية في المنطقة. شعار هذا العام وبخلاف شعار العام الماضي، مهم في كل الأبعاد، وناجح بجدارة؛ لأن الشعار ليس موجها لمن أطلقه، وإنما يخاطب العموم، وهو المجتمع المتنوع بشرائحه المختلفة، ومن المهم أن نرسم لهذا الشعار وقعا ايجابيا في سمع المتلقي الآخر الذي يحتاج إلى رسائل تطمين، أراها ضرورية فعلا.

هنا بالذات يتبادر ثمة تساؤل جوهري ومتعطش إلى إجابة في كل يوم وفي كل سنة، ما جدوى الحركة الحسينية؟ وما هو عنوانها الأكبر؟، وما هو الذي يجعل الحسين (ع) يقدم كل شيء من أجل نجاح هذه الحركة وتثبيت جذورها في الوجدان والضمير ليس الإسلامي وإنما الإنساني أيضا؟

ولماذا اختطت ثورة الحسين(ع) حيزها من البقاء؟

وما سر هذا التجدد ؟ وتلك الاستمرارية في العطاء؟

إن عاشوراء وما تعبره من وجدان إنساني راق وعميق، ترجع في جزء كبير من نجاحها، وحصولها على صدى هائل من الإيجابية والاستمرار لقرون طويلة من الزمن إلى مفهوم «الإصلاح الشامل» الذي كان يرمي إليه سيد الشهداء من هذه النهضة المباركة.

من الضروري إذا نؤكد التلازم بين الحسين وبين مفردة الإصلاح، الحسين كان يقصد بالإصلاح تغيير الواقع الذي غمره الفساد، حتى صار شراء الذمم والأقلام والمنابر خصلة من خصال ذاك المجتمع الفاسد، فالإصلاح الذي أشار إليه الحسين هو إصلاح البيئة الاجتماعية غير السوية، ولم يخرج الحسين بداعي استرجاع خلافة جده - وإنما اختط سيد الشهداء درب ذات الشوكة: ليبرهن أن ثمة أوضاعا اجتماعية وملفات لا يمكن السكوت أو التغاضي عنها.

نحن في البحرين في هذا العام وكما في كل عام تثار إشكاليات مقصودة، ومخطط لها غالبا للنيل من هذه الذكرى، وفي هذا العام تفضلت علينا «أنثى متخلفة» بفرية كبيرة جدا، وهي أن المآتم في البحرين تستخدم لتخزين السلاح، ولا يهمني التعليق على ما قالته، ولربما السيدة قبضت - كالآخرين - ثمنا كبيرا لقاء تجرؤها الفاحش على النيل من المؤسسات الحسينية التي تعد من صميم هذا الشعب، ولا يمكن لعجوز رجعية أن تؤثر ولو بمقدار محدود على شطب هذه الحسينيات من هوية الشعب، ومن تاريخه، ومن انتمائه، ومن تراثه الحضاري.

وعلى كل حال؛ فإن ما تفوهت به هذه الكاتبة الموتورة لا ينبغي أن يشغل حيزا من وقتنا وتفكيرنا، لا لسهولة ما ادعته ،ولكن لأن العاقل ينزه نفسه عن ترهلات مفلسة؛ لأنها وكما الكثيرين من الظلاميين لا مكان لهم سوى مقبرة التاريخ، والأهم هو كيف نستفيد من عاشوراء الحسين في ترسيخ قيم المواطنة المتساوية، والعدالة في بلدنا، وكيف ننقد مجتمعنا من غرق محدق بسبب ركوب حشد كبير في القارب الطائفي، ولنبحث عما تقدم لنا عاشوراء من دافعية، وحماس لحركة الإصلاح التي ننشدها وعلى رأسها تأسيس شراكة حقيقية بين الحكومة وشعبها... انه سؤال يفتح أمامنا آفاقا كبيرة ونوافذ واسعة من أجل استثمار عاشوراء في إطلاق جذوة الإصلاح في نفوسنا أولا وفي الآخرين ثانيا؟

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 1599 - الأحد 21 يناير 2007م الموافق 02 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً