العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ

«الرباعي اللافت»... عــلاقة مشروع ونواة مدرسة

الأكرف... الدرازي... القرمزي... التتان: لســنا للطوارئ ولكن نستخرج «السمك» طريّا

الوسط - عبدالله الميرزا، محمد المخلوق 

26 يناير 2007

أينما تولي بوجهك في عاشوراء البحرين، فثمة إعلانات تحمل أسماء وصورا لا تخلو عادة من (شخوص أربعة)... إما موكب جماهيري يتحرك بزحفه أينما وجدوا، وإما إصدار سمعي تتلاقفه الأيدي، حتى يخال لك كأنهم يحتكرون كل شيء، من المواكب إلى سوق التسجيلات.

من هم؟ كيف التقوا واستمروا؟ كيف اكتسبوا هذه الجماهيرية؟ ما الذي يربطهم: علاقة عابرة أم مشروع جماعي؟ متاجرة دنيا أم تجارة آخرة؟ عمل ارتجالي أم تأسيس مدرسة؟ قصائد طارئة أم عفوية حاضرة؟ هل ثمة رسالةٌ يحملها هذا الرباعي؟ هذه الأسئلة وغيرها استنطقتها «الوسط» من أفواه الأربعة... الرادودان الشيخ حسين الأكرف، وصالح الدرازي، والشاعران عبدالله القرمزي، ونادر التتان. استضافة جماعية أسفرت عن هذا الحوار...

يلاحِظ المتابع وجود أصوات كثيرة لها شهرتُها ومريدوها، ولكنه يتوقف أمام شعبية رباعي «لافت» (الأكرف - الدرازي - التتان - القرمزي)، شاعرين ورادودين، تكتسح إصداراتهم السوق والحظ الأكبر من الجماهير، هلا تحدّثنا أولا عن نشأة وتاريخ هذه العلاقة؟

- القرمزي: تشكّلت جذور هذه العلاقة بداية بين الأكرف والدرازي، وكان دخولي أنا والتتان لاحقا. نحن لم نختر أنفسنا صحبة، بل القواسم والمزايا والظروف هي التي جمعتنا، أي أن المشروع لم يكن مؤسسا بشكل مقصود. وطبيعي أن الرادود يصطفي الشعراء المميّزين ويكوّن علاقة ليكوّن مؤسسة إذا كان متكيّفا معهم، وهي علاقة متبادلة.

الرمز الأبرز في هذا الرباعي هو الرادود الأكرف، الذي بدأ واستمر بشعراء كثيرين لفترة ما قبل غيابه عن الساحة بسبب الأوضاع، وكأنما عاد بقوة ليقود هذا الرباعي ويتخلى عن بقية من كتبوا له سابقا، كما تثبت الإصدارات الأخيرة... فماذا يقول الأكرف؟

- الأكرف: العلاقة الناشئة بين الرادود والشاعر تتحدد وفق عدة عوامل، فكلٌ منهما يسعى إلى البحث عن الأكمل والأجمل، كما أن عليهما المرونة في التعامل (الوقت، التفرّغ، الأولويات)، ولابد أن يرتبطا ببعضهما روحيا ليحققا الانسجام.

أما بالنسبة إلى انفكاك العلاقة مع البعض في السابق، فإن ظروفا مختلفة فرضت ذلك، منها عدم التفرّغ التام لي كما حصل مع الشيخ صادق الدرازي؛ لكونه خطيبا؛ ما يعرّض القصيدة للخطر. ولي هنا تعليق على توصيفنا بـ «الرباعي»، أشير إلى أننا نشكّل ثلاثيا، إذ أرتبط أنا مع الشاعرين التتان والقرمزي، وصالح من جهة أخرى معهما كذلك، كما نشكّل رباعيا في آن واحد، إذ تقاربي مع صالح كبير جدا في عدة سياقات، منها علاقة النسب والمنطقة والموهبة الواحدة. القرمزي علاقتي به ثقافية فأدبية فأخوية خاصة، التتان فرض نفسه شاعرا على هذه المؤسسة الصغيرة لتميّزه وقدرته.

جمالية «صلاة الليل»

هذا النوع من التمازج بين شاعر ورادود يحدث كثيرا، بيد أنه سرعان ما يتلاشى لأسباب طارئة، كيف يفسر لنا الشاعر التتان بقاء هذا الرباعي لفترة طويلة؟

- التتان: كثير من الرواديد ومنهم نحن التقوا شعراء وتعاملوا معهم والعكس، وما يجعل التمازج مستمرا هو مدى تحقيق علاقة الشاعر بالرادود بشكل أفضل، فالرادود يطمح إلى الكلمة الأنسب، والشاعر يطمح إلى اللحن المناسب لكلمته؛ وذلك ما جعلنا نتوافق فنستمر. كما أننا التقينا فكريا، وروحيا، وأخويا، ونلتقي كثيرا بشكل شبه يوميّ.

هل تستثمر هذه اللقاءات لمناقشة أوضاع الموكب مثلا، والنقد الذاتي لتطوير عطائكم؟

- التتان: نعم، ندخل كثيرا في نقاشات بشكل دائم؛ لنقارن المواكب بين الفترات السابقة والحالية، ونوثّق ذلك؛ لنرى مقدار العطاء والأداء والتطوّر.

- الأكرف: هناك حركة نقد آنية ولاحقة؛ ما يجعلنا نحذف أكثر من 50 بيتا في بعض القصائد أو نغيّر المستهل أو بعض الأبيات، فمثلا غيّرنا كلمات قصيدة «صلاة الليل» 3 مرات، وكذلك بعض فقرات قصيدة ليلة العاشر قبل عامين، كما أن هناك قراءة أدبية واسعة في كتب الأدب والشعر.

الجمهور يطلبنا ولم نحتكر الإبداعات

صالح الدرازي، رباعيّكم متهم باحتكارين، أولا: احتكار شاعرين مبدعين على مستوى البحرين لشخصيكما أنت والأكرف بصورة شبه استحواذية، واحتكار سوق الإصدارات والمواكب الرئيسية، لو صح الاتهام... هل لكم يد في بروز ذلك؟ وما أسبابه؟

- صالح: أولا بالنسبة إلى ارتباطي بهذا الرباعي، إن اختياري مبرر، ونتاج خبرة طويلة ومعايشة، إذ لم أجد ما يناسب شعوري أكثر منهم. أما احتكار المواكب الرئيسية فإنني لا أراه، فالناس هي الحاكم وهي حقا من يقدّر الجهد المبذول، وأنا ألبّي الدعوة التي أتلقاها وفق ظروفي.

- القرمزي (يتدخل): المُبدع يفرض نفسه من خلال الجمهور الذي يضغط على الإدارات لأجله؛ ولذلك تضطر إدارات المآتم المركزية إلى اختيار الأكفأ والأقدر.

- الأكرف (يطلب الحديث): العملية ليست احتكارا، إنها بتعبير أدقّ اختيار لكفاءة؛ لأن الاحتكار يعني المشاركة الأكثر، بينما الرواديد الأبرز هم الأقل مشاركة في مأتم كمأتم بن سلوم، والسؤال لا يوجّه إلينا بل إلى الإدارات والجماهير التي تختار الأكفأ في الليالي الأصعب.

- التتان (يستنفر): الناس لا تعرف التفريق بين الاحتكار والبناء، فالمواكب ليست كالنوادي؛ لذلك لا تستطيع التفريط بليالٍ مهمة لقيادة المواكب (كلمة وأداء وتفاعلا)؛ لأنها تريد تحقيق إنجاز.

مشروع عطاء لا متاجرة

على رغم التلاحم الواضح بينكم، فقد رأينا ما يشبه الانشقاق بمشروع ثنائي قام به الأكرف وضم إليه القرمزي لاحقا، من خلال تأسيس مركز الوفاء للتسجيلات الإسلامية... هل هذا التفرد طبيعي نتيجة ظروف العمل؟ وماذا حققتما من تأسيس هذا المركز؟ وما أهداف مشروعكما المستقبلية... وخصوصا أن البعض يتهمكما بالمتاجرة المادية على حساب الفن الإسلامي الراقي؟

- الأكرف: أولا، لا دخل للقرمزي بمركز «الوفاء»، على رغم أننا تدارسنا الموضوع سابقا وشارك فيه زمنا. مشروع «الوفاء» يخدم المؤسسة الصغيرة، كما يمثل فرصة لجميع الرواديد ونزلت عليه كثير من الإصدارات لمن لا يملكون سجلا تجاريا، وبصراحة منذ أمد بعيد كنا نفكر في مؤسسة تنهض بمشروعنا، فكانت «الوفاء» مشروعا شخصيا يحمل أهدافا إسلامية. وساهم ذلك في استمرار العطاء بل وجودته، إذ إن إنتاجي مثلا قبل «الوفاء» كان 2 في المئة، وبعدها أصبح النسبة الباقية من المئة.

وبالنسبة إلى الأرقام، نحن لسنا بصددها، ولكني أكلّمك عن الظاهر، فعندما يكون هناك إصدار معين وتباع كميات كبيرة منه في 10 أيام («أيّ جُرح» 80 ألفا و «وقفة ألم» 30 ألفا) فإني أرى أن تلك المبالغ ستصرف في مشروع رسالي آخر وأوسع، لا آخذ من تلك المبالغ لجيبي أكثر مما أعطي للنتاج والعمل الإسلامي.

عملنا مدروس وليس مصادفة

أصوات بهذه القيمة الجماهيرية، والتفاف شبابي بهذا الكمّ الكبير حولكم، ألا يستدعي وجود خطط مستقبلية تحقق طموحات مريديكم، وأهمها حضوركم الفاعل على القنوات الفضائية شعرا ومرثياتٍ؟

- القرمزي: عملنا مخطط له ومدروس وليس مصادفة، والدليل النجاحات المستمرة. إننا مؤسسة من غير بناء ولا دستور، ولنا خطة عمل غير مكتوبة. مثلا نخطط إصداراتنا على الصعد كافة مدة عام كامل. ثم نبدأ الإنتاج، هكذا في كل مرة، ولنا مشروعات قادمة نعد لها منذ الآن. حتى على صعيد الطرح في الموكب، فقد شكرت مثلا بعض الجمعيات الحقوقية الشيخ الأكرف على القصيدة التي ألقاها قبل عامين عن حقوق الإنسان.

- الأكرف: أنا أجزم أن 80 في المئة من إصداراتنا تسيء إلى المذهب، إذ بعد دراسة انعكاس خارجي توصلنا إلى أن الإصدار ما لم يكن راقيا كلمة ومعنى وفنا وإخراجا فإنه يسيء إلى المذهب. أنا أعترف بالعفاسي وسامي يوسف كفنانين قدما فنا راقيا، وأعترف أن هناك مقصرين في المذهب الشيعي، فالعطاء الراقي بهذا المستوى يخدم التيار الإسلامي عموما والمذهب خصوصا. وأعتقد أن الفن الإسلامي الراقي مقرّب للمذاهب، ولقد وصلت إليّ مباركات من إخوة سنة وشيعة من البحرين وخارجها كما أُسأَلُ عن إصداري، ونزل مقال على صفحة الإنترنت عني فنيا من إخوة سنة، ولا نمانع مستقبلا التعاون المشترك مع أمثال أولئك الفنانين، من هذا المنطلق سعينا بجدّ إلى إنجاح مشروع «الوفاء» وتجربتنا، لنقدّم منتوجا راقيا يخدم الساحة الإسلامية.

- صالح (معلّقا): واقعا تصل إليّ الكثير من الاتصالات على هاتفي المحمول وبالإنترنت من إفريقيا وأميركا وبريطانيا بشكل يومي كلّها تثني وتشكر الإصدارات، بل ويتابعون حتى أخطائي وينبّهوني إليها، وهؤلاء ليسوا بحرينيين فقط، بل هم من العرب عموما.

لن نُغفل الأطفال

الأطفال يشكلون جزءا كبيرا من جماهيركم، غير أنكم تهضمون حقهم دائما، فلا يوجد اهتمام خاص منكم تجاههم، وخصوصا على مستوى الإصدارات. ألا تعملون على استثمار التفاف الأطفال حولكم؟

- صالح: ذلك تقصير مني؛ ولذلك ظروفه ومبرراته، وشعرت بأهمية ذلك مع «قصيدة الأم» التي لاقت رواجا على رغم أنها لم تكن إصدارا. وحقيقة، لي عمل مع الأطفال، ولكني أخشى ألا أتمكن من توظيف صوتي منشدا لهم، غير أني أعدهم بالمحاولة إن أمكن ذلك مستقبلا.

- التتان (يقاطع): الموضوع تخصص، أنا كتبت لمدارس كثيرة، وأنا مستعد لذلك ولكنّي لم أجرّب، كما أنني مشغول بأعمال أخرى لآخرين. وإذا لاحظتم فإن إصدار «مشاعر» يحوي عدة قصائد متنوعة، وفي البال موضوعات أخرى لم تُضَمَّن قد تجد طريقها في إصدار لاحق.

العاطفة ركيزة في قصائد الموكب

يقال إن دخول التتان إلى هذا الرباعي، أعطاه زخما تراجيديا في اعتماد قصائده على الروح البلاغية والخيال الواسع، ورفع من المنافسة الشعرية على مستوى البحرين. كيف يصف التتان المرحلة الانتقالية التي أخذت الموكب من أحضان الاستغراق في السياسة واستقرت به في أحضان العاطفة؟ وهل ثمة مشروعٌ شعريٌّ تحملونه للرقيّ بالموكب الحسيني؟

- التتان: التقييم للمستمع وليس لي، ولكني أميل إلى العاطفة والمصيبة بلا استغراق. نعم، ربما ركّزنا أخيرا على حوادث معينة والأسلوب الروائي القصصي المؤثر من دون إغفال الجانب السياسي.

أكان ذلك ردّ فعل تجاه ميل الناس إلى الطرح العراقي؟

- التتان: لم نتأثر بالعراقي، بل نواكبه ونطّلع على ما ينتج. العاطفة موجودة أساسا في صلب القضية الحسينية وليست طارئة، فالموكب كتلة عاطفية. ونحن نستفيد دائما مما يطرحه الشعراء من كل مكان، ونركّز على شعراء الدواوين أكثر من شعراء المواكب.

- القرمزي: كان لنا لقاء حميم مع الكثير من الشعراء بعيدا حتى عن إطار الموكب، ونادر التتان يحاول الانفتاح على عدد من الشعراء فهو جوّال. وعموما نسعى إلى الانفتاح على الآخرين.

- التتان: مشروعاتنا كثيرة أنا والقرمزي مع الأكرف والدرازي، إلا أننا لا نستطيع أن نفصح عن أي منها الآن. أؤكد أن التقاء شاعر ورادود أو أكثر يحتاج إلى نَفَس طويل للخروج بمشروع متكامل.

مطربون دُهِشُوا من ابتكار فن غريب

ثمة أحاديث أنكم بهذا الرباعي تسعون إلى تأسيس مدرسة عزائية خاصة، وقد نجحتم نوعا ما، وخصوصا أن ملامح قصائدكم (لحنا ووزنا وكلمة) بدأ رواجها بشكل واضح على مستوى الخليج، وخصوصا الكويت والمنطقة الشرقية... هل يحدث هذا فعلا؟ وما سر هذا الانتشار في وقت ينتقد كثيرون في البحرين تركيبة قصيدتكم العزائية بأوزانها المتعددة؟

- الدرازي: تأسيس مدرسة يبقى طموحا، قد أختلف مع الأكرف في الأوزان وقد أتفق؛ ما يبيّن عمق العلاقة بيننا. أما عن الانتشار، فإنني أتلقى اتصالات من رواديد خارج البحرين يطلبون مساعدتنا على الألحان، كما أرى اقتفاء الكثيرين نهجنا ومدرستنا غير الرسمية، ولاسيما في القطيف والكويت وعُمان. سرّ الانتشار بهذا الحجم على رغم الانتقادات الكثيرة هو نجاح الأعمال. أثار نتاجنا إعجاب حتى بعض المغنين، إذ أخبرني مهندس المكساج لأحد الإصدارات أن مطربا بحرينيا معروفا سمع مقاطعَ من الإصدار وأبدى دهشته وإعجابه بوجود طاقات لها هذا المستوى من الأداء في مجال بعيد عن الغنائية.

- الأكرف (يضيف): أودّ التوضيح أن إعجاب المغنين ليس لتكرّر قطعة منهم؛ بل لمجيء شخص ما بفن غريب الملامح يبتكر ويبدع المختلف عمّا ألِفُوه تماما، وهو شيء نفتخر به.

ماذا عن اطلاعكم على أنواع المقامات وطبقاتها، هل تدرسونها باعتبارها فنا أم تعتمدون على أحاسيسكم العفوية فحسب؟

- الأكرف: نصحنا بعض أهل الفن في المقامات (دكاترة وماجستير) منهم المخرج الفني حسام يسري بالابتعاد عن الدقة والتعمّق في الالتزام بالمقامات؛ لأن ذلك مقيّد للإحساس. وهم يعجبون أثناء استماعهم بالتقاء ألحان لا تجتمع أكاديميا، إلا أن الإحساس راقٍ، تستطيع الإبداع مع ذائقة رائعة بلا دراسة.

لا أحد يبتكر مدرسة من لا شيء

ماذا عن تأثركم بمدارس أخرى؟

- الدرازي: البحرين متميّزة لهجة ولحنا. نعم، استوردنا في حقبة معينة اللحن سواءٌ أكان على مستوى الخطيب أم الشاعر أم الرادود عندما كان خيارنا الوحيد هو العراق، حتى غدت اللهجة محبّبة لدينا. وبالنسبة إلى إيران، إن حاجز اللغة يحول دون استفادتنا من ألحانهم وكلماتهم وخيالهم وتراثهم. ومع استمرار التواصل الإعلامي وتطوّره بدأ التلاقح بين العراقي والإيراني والبحراني في لعب دوره.

- الأكرف (مكملا): حتى الخوزستاني، والقصيدة البحرانية وصلت إلى مناطق شاسعة جدا، صحيح أنها ليست لها معالم سابقة، ولكن بدأت تتحدّد معالمها، لحنا وسرعة ومفرداتٍ.

فعلا المدرسة البحرانية التي ينتمي إليها كل رواديد البحرين ليست لها معالم واضحة بل مختلطة، وتعتمد على التلاقح بسرعة مع الألحان الأخرى وتؤثر فيها، ولقد وصلت إلينا الأنباء عن إصداراتنا ومن خلال الإعلام؛ ما يدلّل على تأثرهم، ولاسيما في الأوساط العراقية. أقول إنه لا أحد يستطيع أن يدّعي ابتكار مدرسة من لا شيء، بل كل الموجود على الساحة هو نتاج تراكم تجارب متنوعة.

- القرمزي: لا نغفل أن الشعر العراقي تأثر أيضا بالمدرسة البحرانية، والدليل تحوّله من الجنائزية إلى تعدّد الألحان.

- صالح: البحرين تأثرت فعلا بعدة مواطن، ولاسيما العراق. وعلى رغم ذلك، يبقى للبحرين تميّزها؛ ولذلك يحكي الكبار عن تفاعل الجميع في العراق مع القصائد البحرانية القحّة، ويكون موكبهم الأكبر حضورا وتفاعلا.

عمل الطوارئ ليس ضعفا

تُرمون - شعراءَ ورواديدَ - بالارتجال في الطرح الموكبي كلمة ولحنا؛ ما يفرز لنا «القصيدة الطارئة»، وهو ما يضعف النتاج كلمة ومعنى، بماذا يردّ «الرباعي»؟

- صالح: الارتجالية لم تخدم الموكب أصلا، ولا تضبطه... أفضّل الترتيب والتنسيق المسبق؛ كي نعطي شيئا يتناسب مع المناسبة.

- الأكرف: لا أعتقد أن شاعرا أو رادودا يعمل بشكل مستقر، كلنا نعمل بشكل طوارئ، صحيح أن هذا لا يُبرّر إلا أنه الواقع، وهي ليست نقطة ضعف؛ لأن الجميع رواديدَ وخطباءَ واقعون في حال طوارئ. وأتذكر أن الشيخ عيسى قاسم قال في تأبين الشيخ الجمري إنه كان يكتب القصيدة وهو في طريقه إلى الحفل؛ ما يدلّل على سرعة البديهة والاقتدار وحضور قاموس اللغة وذلك مفخرة، فطالما كان الإبداع موجودا فلا ضير في الارتجال.

- التتان: أتفق مع ما ذكر من مزايا الطوارئ، وأضيف أن غالبية القصائد تراها شبه ميتة؛ لأنها تكتب قبل مدة، فيما تكون قصائدنا العزائية مواكبة للحوادث. صحيح أننا سابقا كنا نحتاج إلى متنفس، ولكننا نظّمنا أنفسنا الآن. ويبقى أن الارتجال غير المقتدر حال خاطئة.

- القرمزي: 10 سنوات ونحن نأكل السمك طريا، لسنا كتاب طوارئ، فطعم الوجبات الطازجة ألذ، كنا ولانزال على استعداد للعطاء مع اقتراب المصيبة.

العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً