العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ

سلمان ومفتعلو الطائفية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو أن الفتنة والطأفنة والمناطقية كلها أدوات تسخر حاليا من أجل تمزيق مجتمعنا الصغير إربا إربا، ولن يهدأ بال أصحاب الفتنة إلا عندما تتحول لغة الحوار إلى لغة دم (لا سمح الله).

فنحن جميعا بشر سواء كنا سنة أو شيعة أو غير ذلك، ما يعني أننا من الضروري أن نحترم بعضنا بعضا، بما في ذلك القناعات والمعتقدات التي لا يمكن أن نلصق عليها التهم والكلام الباطل لمجرد أننا نختلف أو أن الأمر لا يعجبنا... فالتعايش السلمي بين جميع هذه الاختلافات بين أهل البحرين هي سمة موجودة على مر الزمن وليست وليدة حوادث العراق أو لبنان الحالية، بل أعتقد أن بعض من يفتعلونها تجد أن دماءهم وأنسابهم اختلطت بالعربي والأعجمي وبالسني والشيعي وهذا لا عيب فيه بقدر ما يعبر عن مدى انصهار المجتمع مع بعضه بعضا.

إن اختلاط الأنساب والأعراق في أي مجتمع يعد قوة ذاتية له، من المفترض أن يحترمها الآخرون فيه لا أن يسمحوا بالنيل منه من أجل اثارة العنصرية أو الطائفية بين أبناء المجتمع الواحد.

في الحوار الذي أجرته قناة «العربية» مع رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية النائب الشيخ علي سلمان في برنامج «نقطة نظام» الذي بث أمس الأول استوقف سلمان محاور البرنامج عندما وصفه بأنه زعيم المعارضة الشيعية قائلا له إنه «شخصية وطنية لا زعيما شيعيا ولا يوجد هناك شيء اسمه تشييع أو تسنين»، في إشارة إلى ما صرح به في وقت سابق الشيخ الجليل يوسف القرضاوي بشأن «محاولات التشييع في البلدان السنية».

هذا الكلام الذي خرج على لسان سلمان لا يعبر إلا عن مدى وطنية البحريني لأرضه وأهله والذي لا يرضى بـ «الطائفية» حتى في الالقاب، الأمر الذي يعكس مدى استنكار البحريني لأي طأفنة مهما تكن، وخصوصا أن التوصيف كان ولايزال يستخدم لأبعاد وأهداف سياسية.

ما يلاحظ اليوم في الساحة أن مفتعلي الطائفية هم أما موتورون أو منبوذون، وفي كل الأحوال يصبحون مرفوضين من قبل جميع أطياف مجتمعنا البحريني إن لم يتحولوا واقعا إلى أداة هزلية نضحك عليها أكثر مما نحزن لها.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً