تصريحات وزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة بشأن استعدادات وزارته لموسم عاشوراء كانت لفتة جيدة. في مستوى العلاقات العامة بالطبع. وليس ثمة ما اعلق به على تلك الاستعدادات التي لم أطلع على شيء منها. ولعلي المُلام في ذلك، فليس من المقبول أن أنتقد شيئا لم أره.

الذي كان باستطاعتي - نسبيا - أن أراقبه عن كثب هو إهمال - مازلت أجهل مسبباته - وزارة الإعلام لموسم عاشوراء. ويرجع البعض أسباب ذلك لأمور نحن وإياكم في غنى عن إثارتها. فوزارة الإعلام كانت ومازالت بعيدة عن مواكبة مجريات الحوادث الوطنية، وليس إهمال ذكرى «عاشوراء» فقط، ما سيكون مدعاة لانتقادها، لذلك أجد نفسي أنتقد وزارة الإعلام بنوع مما يطلق عليه أهل القانون «سبق الإصرار والترصد».

ما سبق، كان مقدمة للدخول في ملاحظة مركزية أود إثارتها هذا اليوم.

يساهم موسم عاشوراء كل عام في تحريك عجلة الاقتصاد الداخلي في البحرين وتصل تأثيراته الاقتصادية إلى أكثر من قطاع. ولابد أن مجموع الإخوة الذين قدموا من دول الخليج العربي كانوا رقما مهما في سلسلة هذه العملية الاقتصادية.

من هنا، كان حريا بوزارات الدولة (الإعلام - العدل - الشئون الإسلامية) أن تستثمر ذكرى عاشوراء كرافد اقتصادي يمثل نوعا من أنواع السياحة التقليدية المعروفة (السياحة الدينية).

تعتبر «الدولة» التاسع والعاشر إجازة رسمية في البلاد، ويصدر عن رئيس الوزراء أمر بذلك. ولا نجد من وزارة الإعلام أو باقي الوزارات ذات الشأن المباشر مواكبة حقيقة لهذه الإجازة الرسمية بما يشمل نقل فعالياتها وأنشطتها الإنسانية، كالمراسم الحسينية والندوات والمحاضرات في مستوى وزارة الإعلام، أو عبر أنشطة جديدة تشرف عليها وزارتا العدل والشئون الإسلامية خلاف أنشطة العلاقات العامة الصورية.

الآلاف من الإخوة الخليجيين من شتى الدول الخليجية زاروا البحرين خلال الأيام الماضية. الكثيرون منهم يقيمون في البحرين عشرة أيام كاملة. سبب ذلك حسبما يصرح غالبيتهم أن عاشوراء البحرين هو الأكثر تأثيرا وجمالا وقوة.

لابد من أن يكون للبحرين أن تستثمر عاشوراء خلال السنوات المقبلة بطريقة أفضل، أملا في أن تكون البحرين خلال هذه الأيام العشرة المقصد السياحي الأول في الخليج.

إن تطوير ذكرى عاشوراء عبر إحيائها من جهات رسمية تمتلك الإمكانات الكبرى سيكون له بالغ الأثر في أن يكون عاشوراء رافدا اقتصاديا لا يستهان به.