العدد 1611 - الجمعة 02 فبراير 2007م الموافق 14 محرم 1428هـ

كاميراتي فراشة أحلق بها... و «صنع في البحرين» جديدي

المخرج المصور حسن السماهيجي لـ «ألوان الوسط»:

ستظل المجتمعات الحديثة بحاجة إلى مصورين يعرفون كيف يجسدون الواقع المرئي في ذكاء وبراعة، فالصورة ليست فقط بصمة من الواقع وأثرا من آثاره، لكنها تشبه هذا الواقع أيضا... هذا الواقع ربما تجد نسبة كبيرة منه في أعمال المخرج المصور بتلفزيون البحرين حسن السماهيجي، الذي كانت كاميراته بمثابة الفراشة التي يحلق بها لنقل رسالة معينة تخدم الإنسانية، وربما رسالة تمتع الناظرين.

السماهيجي أبدع في التصوير والإخراج ورسم له أسلوبا مميزا في اختياره لزوايا الكاميرا، لذلك اختارت «ألوان الوسط» أن يكون لنا هذا اللقاء معه:

كيف ولدت عندك هواية التصوير؟

- لكثرة أسفار المرحوم والدي كنت أتلقى كاميرات التصوير الفوتوغرافي هدية منه، لذلك بدأت تنمو عندي هواية التصوير وكنت حينها في الصف الخامس الابتدائي... إذ كنت أصور الرحلات المدرسية حتى تطورت لاستخدام كاميرا الفيديو بعدها.

وفي العام 1988 دخلت عالما مبهرا في الصوت والصورة والخدع والمونتاج والمزج التلفزيوني، إذ كنت أتابع عن قرب الأستاذ محمد وهو يقوم بمونتاج المقدمات التلفزيونية للبرامج التي تعرض أيام البث الأرضي آنذاك وكانت مشاهدتها تسحرني، حتى تطور الأمر بالنسبة لي لدخول عالم التصوير بالفيديو ومنه قمت بتصوير حفلات الزواج والحفلات المدرسة الثانوية.

كيف بلغت أحلامك ومشوارك مع تلك الكاميرا؟

- وضعت لنفسي هدفا ورغبة في تحقيق حلمي بأن أصبح مخرجا تلفزيونيا من خلال تطوير قدراتي في المونتاج والتصوير، فسعيت إلى ذلك عبر دراستي اللغة الانجليزية في المجلس الثقافي البريطاني ومتابعه أخبار احدث أجهزة المونتاج وكاميرات التصوير (الفيديو والفوتغرافي).

بعد تخرجي من الثانوية لم تكن الفرص متاحة لي لتحقيق حلمي، إذ تقدمت في تلك السنوات للكثير من المحطات التلفزيونية فلم ترَ طلباتي النور فعملت في القطاع المصرفي حتى حصلت على منحه لدراسة دبلوم التصوير المحترف ومنها عملت في القطاع الخاص بمجال الاستوديوهات والتصوير وكانت البداية قوية من خلال المعارض الدولية التي عملت فيها. طبعا، لم يكن الطريق أمامي مفروشا بالورود وإنما كنت أكافح وأثابر لانجاز كل ما يتم تكليفي به بأحسن صورة، فقد اضطررت للسفر خارج البحرين للعمل مخرجا تلفزيونيا.

وفي العام 2000، انضممت للعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون بمملكة البحرين كمخرج في قناة «سبيس تون» وكمصور في قسم العمليات، ولابد أن أذكر هنا من ساهم في تشجيعي ووقف إلى جانبي وأكن لهم كل التقدير: الرئيس التنفيذي السابق خليل الذوادي ورئيس العمليات آنذاك فتحي مطر الذي كان متحمسا لي جدا ومشرف التصوير حسين سيار الذوادي، فالمهمة لم تكن سهلة في العمل داخل التلفزيون، لذلك كنت حريصا جدا على تطوير قدراتي الفنية وتنفيذ التكاليف التي تسند لي مهما كانت الظروف المستحيلة في ذلك، حتى حصلت على الإعجاب والتقدير من مشرفي المباشر حسين الذوادي... وفعلا أصبحت الكاميرا بالنسبة لي مثل الفراشة التي أحلق بها كل يوم وحصلت على الكثير من شهادات الشكر والتقدير من المسئولين في الهيئة.

ما هو الاختلاف الذي تقدمه في تصويرك؟

- أنا دائما أعبر عن أحاسيسي وحبي للكاميرا من خلال اللقطات والزوايا التي آخذها. واعتقد أن المشاهدين والأصدقاء خصوصا يفهمون اللغة الحسية في تعابير الكاميرا ويعرفون جيدا أن السماهيجي خلف هذه الكاميرا.

أما هذه المرة في البرنامج الجديد «صنع في البحرين» فقد اختلف أسلوبي في تصويره بابتكار أسلوب جديد يخدمني في رؤيتي الإخراجية وخصوصا أنني معد ومصور ومخرج البرنامج في آن واحد.

بالحديث عن برنامج «صنع في البحرين»، ترى ما هو جديد السماهيجي في الإخراج التلفزيوني؟

- جديدي هو برنامج «صنع في البحرين» الذي تم تكليفنا بإعداده وتصويره وإخراجه من قبل رئيسة القناة 55 الشيخة سهى بنت عبدالرحمن بن فارس آل خليفة، إذ طرحت رؤيتي للبرنامج عبر خطوط عريضة تمثل ما تقدمه حكومة مملكة البحرين من تسهيلات وخدمات للمصانع والمنتجات الوطنية. بمعنى آخر، هدفي من البرنامج كان إيصال رسالة إلى العالم بمدى قدرة المنتجات والصناعات البحرينية على الوصول إلى العالمية.

اقترحت أن يبث هذا البرنامج الوثائقي عبر القناة 55 باللغة الانجليزية وفي القناة الفضائية من خلال أسلوب الترجمة التي ستساهم به خبيرة ترجمة الأفلام الأجنبية بتلفزيون البحرين لولوة الفاضل.

هل وجدتم أي صعوبات أثناء تصوير البرنامج؟

- طبعا واجهتنا بعض الصعوبات لكن بالدعم والتشجيع الذي تلقيناه من قبل كل من: الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة، مدير التلفزيون حسن عبدالكريم الحلو ورئيسة القناة 55 الشيخة سهى بنت عبدالرحمن بن فارس آل خليفة ووزير الإعلام محمد بن عبدالغفار، استطعنا التغلب عليها ومواصلة عملنا.

قلت إن البرنامج سيكون وثائقيا... ترى ألا توجد مواد وارشيف في المكتبة؟

- سأذكر نقطة مهمة ربما غفلت عنها وهي أن رئيس مكتبة تلفزيون البحرين أمير مدن هو من بين الداعمين والمشجعين لهذا البرنامج، لكون مكتبة التلفزيون تفتقر إلى المواد التلفزيونية الخاصة بالمصانع والمنتجات الوطنية التي نقدمها من خلال «صنع في البحرين» ولأول مرة لنكون مساهمين في توثيق مواد جديدة لمكتبة تلفزيون البحرين.

من يشاركك في إعداد البرنامج؟

- طاقم البرنامج هم من الفئة الشابة، فالبرنامج من إشراف الشيخة سهى بنت عبدالرحمن بن فارس آل خليفة، ومن فكرة وإعداد: حسن السماهيجي، وقد شارك في الإعداد أيضا باقر زين الدين، أما التعليق الصوتي فسيكون ليعقوب يوسف.

أما من الناحية الفنية، فالفوتغرافيا كانت لأنور حبيل، والإضاءة لسلطان الذوادي، والصوت لجعفر سرحان، أما المونتاج فكان لي وبمساعدة ليو.

سمعنا أن السماهيجي يعد لإنتاج وإخراج مجموعة من الأفلام القصيرة، حدثنا عن هذه الأفلام، وما السبب في توقف إنتاجها؟

- قبل ثلاث سنوات تسلمنا قصة فيلم «بكاء الأمل» وهي قصة وسيناريو وحوار عائشة المحمود، إلا أنه لم يرَ النور وقد أعددنا موازنة له وصلت إلى 15000 دينار بحريني، والعمل يتطرق في صميمه إلى معانات المعوقين، بمعنى أن يقدم رسالة إنسانية. ونحن نتطلع لدعم وتشجيع من الجهات المختصة بمجال المعوقين لتبني هذا الفيلم.

وعلى رغم الأهداف السامية التي يحملها الفيلم، وبكل صراحة... فإنه في البحرين لا يوجد دعم للإنتاج السينمائي.

ما هي أهم المشاركات والمساهمات التي يعتز السماهيجي بها؟

- هناك مجموعة من الأعمال أذكر منها:

* عملي مع مركز تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) في برنامج «الأخ الأكبر» الذي صور بمملكة البحرين كمخرج منفذ في البرنامج 2003.

* إخراج وتصوير «برامج التلفزيون خلال شهر رمضان» في 2003.

* العمل مع قناة «سبيس تون» مخرجا منفذا للإرسال في العام 2000.

* العمل في مهرجان السينما العربية الأول رئيسا لمركز العروض.

* العمل في مسلسل «نيران» مصورا فوتغرافيا في العام 1999.

* العمل مع تلفزيون البحرين في بطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 14) مصورا تلفزيونيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 1998.

* مراسل لمجلة «الفضائية اللبنانية» (من 1997 إلى 2004).

* عضو مجلس إدارة نادي البحرين للسينما (من 1993 إلى 2002).

العدد 1611 - الجمعة 02 فبراير 2007م الموافق 14 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً