العدد 1616 - الأربعاء 07 فبراير 2007م الموافق 19 محرم 1428هـ

ملح الدوري يذوب

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يطلق عليه دائما فاكهة الدوري، أو ملح المسابقات المحلية، لكن الملح ذاب سريعا وتلاشى في هذا الموسم من دون أن يترك نكهته المعتادة التي تجعل من صولاته وجولاته متعة حقيقية في المسابقات المحلية، وتضفي جماهيره بلونها البراق متعة أخرى في المدرجات التي باتت خاوية على عروشها.

هذا هو نسر الأهلي الكبير صاحب الشعبية الجارفة وأحد أقطاب كرة القدم البحرينية الذي أصابته (إنفلونزا الطيور) في هذا الموسم، ولم يتمكن من رد السوء عن نفسه فصار فريسة سهلة لجميع منافسيه الذين قابلهم في الجولات التسع الماضية.

بصراحة كبيرة، غياب الأهلي عن المنافسة أخل كثيرا بتركيبة الدوري في هذا الموسم، وبات الجميع يتساءل عما أصاب الأهلي هذا الموسم بعد أن كان بعبعا مرعبا في الموسم الماضي، حتى أن جميع الفرق لا تصدق ما يحدث لهذا العملاق صاحب الإمكانات المادية والبشرية الكبيرة، وحتى أن ناديي المحرق والرفاع لا يستمتعان بالبطولة إلا بعد أن يأخذانها من فم النسر الأصفر.

لسنا هنا بصدد التعريف بفريق الأهلي فهو غني عن التعريف، لكننا كرياضيين يهمنا كثيرا أن نشاهد أنديتنا في مستوياتها الطبيعية، لأن المسابقات المحلية من دون الأهلي والمحرق أو الرفاع تفقد الكثير من جمالها ومتعتها، فهذه الأندية هي صاحبة الريادة وهي صاحبة المتعة في كرة القدم البحرينية، والخلل الذي يصيب أيا منها ينعكس تماما على المستوى العام للبطولات.

وقد يعتبر بعض المتابعين أن خسارة الأهلي الكبيرة أمام المحرق طبيعية وواردة في كرة القدم، والحقيقة أن الخسارة طبيعية في كرة القدم، لكن فريقا بحجم الأهلي على المستوى المحلي يخوض 9 مباريات ويحقق الفوز في مباراة واحدة فقط فهذا بالتأكيد ليس طبيعيا، ويثير الكثير من علامات الاستفهام ويثير جدلا كبيرا بين الجماهير البحرينية عموما والأهلاوية خصوصا، ويؤكد أن هناك أمورا كثيرة لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح منذ بداية الموسم، والآن يجني الفريق وجمهوره نتائج ذلك. وجماهير الأصفر بالمناسبة تعي جيدا أسباب تراجع مستوى فريقها، وتوقع الكثير منهم ما سيحدث للفريق منذ انطلاقة الموسم بدءا من التعاقد مع المدرب غيدي بالإضافة إلى عملية الاستغناء عن اللاعبين، والتي تثير زوبعة في صفوف الفريق مع بداية كل موسم.

أمور كثيرة كان على النادي برجاله المعروفين بحنكتهم الإدارية وخبرتهم في الميدان الرياضي أن يتدارسها ويشكل لجانا سريعة لحلها بشكل سريع قبل أن تترك للصحافة والأقاويل مهمة تفسيرها وتأويلها فتزيد فيها وتنقص حتى يبدأ تأثيرها على الفريق.

الأهلي، المحرق، والرفاع صروح رياضية كبيرة، وهي الركيزة الأساسية للرياضة البحرينية، وأي خلل يصيبها له تأثيره الكبير على المسابقات المحلية ومتعتها، فهي تشعل الدوري وتجعل مبارياته تزداد متعة وحماسا وخصوصا أن الفرق الأخرى تبذل كل ما لديها من أجل نيل شرف اقتناص النقاط منها، وهذه هي متعة كرة القدم.

وهذه الصروح الثلاثة هي عصب الرياضة البحرينية ومن يعمل فيها فعليه أن يكون أهلا لهذه المسئولية فيتحملها وإن كان عملا تطوعيا كما يُذكِّر (البعض) دائما.

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 1616 - الأربعاء 07 فبراير 2007م الموافق 19 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً