العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ

أين «الوفاق»؟

عباس هاشم Abbas.Hashim [at] alwasatnews.com

أي حدث أو خلاف ينشب بين بعض فئات المجتمع والدولة، ينبري بعض الكتاب ويطالبون «الوفاق» بالذات بموقف وإدانة. ومع أنه حين تقوم الجهات الرسمية بتحريك النيابة العامة ومن ثم رفع المسألة إلى القضاء، فإن أي تصريح من جهات لها صفة اعتبارية، يؤثر في نزاهة الحكم المرتقب، إلا أن هؤلاء المطالبين بموقف من قبل «الوفاق» ومن فلان العالم تجاه هذه القضية أو تلك، ما أن يتم رفع القضية للقضاء إلا وانقضوا على المتهم كما تنقض الضباع على فريستها تنهشها من دون رحمة ومن أية جهة وقعت أنيابها عليها، وبذلك يثبتون التهمة قبل المحاكمة ويهيئون الأجواء لقبول العقوبة مهما كانت قاسية، وهذا ما لا يمكن أن تقوم به جهة تحترم نفسها كـ «الوفاق» التي مازالت ترى الانتقائية في تحريك القضايا من قبل الجهات الرسمية، وهي تجد تيارها الذي قدّم التضحيات متوجسا من التضييق على الحريات الذي يزداد يوما بعد يوم من خلال تفعيل بعض القوانين التي تم إصدارها سابقا.

من ناحية أخرى، يدمن هؤلاء الكتاب على الكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي يطالبون «الوفاق» وغيرها من رموز تيارها بموقف، فإن السب والشتم والتخوين الذي تناله «الوفاق» لحد اتهامها بأنها صفوية محلية من قبل الكثير من كتّاب الضلال ومع استمرار هذه النغمة طيلة العام، لا يحرّك هؤلاء تجاه مثل هذه الدعاوى الكبيرة المرفوعة على أسنة الفتن ضد «الوفاق» وتيارها ساكنا، حرصا منهم على عدم إفساد علاقاتهم بالمقربين لهم من أولئك الكتّاب الموتورين، بينما يدفعون «الوفاق» في أتون النار بدلا أن يتركوا لها فرصة إصلاح الوضع وتحجيم المشكلة وإخماد نارها.

في الآونة الأخيرة خير شاهد على الانتقائية العالية التي تتبعها الجهات الرسمية بجانب هؤلاء المطالبين بموقف من قبل «الوفاق»، وتمثل الشاهد في الدعوى الفجّة في تخزين الأسلحة في المآتم، ومع خطورة هذا الزعم، ومساسه بطائفة كاملة من الشعب طعنا في وطنيتها وإخلاصها، ولكن لعلم هؤلاء بسخف هذا الادعاء وكذبه، ولكي لا يساهموا في توريط المدعية حرصا منهم على العلاقة الجيدة معها، إن لم يكن التوافق في الأهداف أيضا، تغاضوا عن ذلك، وكأنما ألقموا حجرا أو أصابهم وقر في أسماعهم وعمى في أبصارهم فهم «صم بكم عمي فهم لا يعقلون» (البقرة: 171). أليس شرف القلم يتطلب منهم حث الجهات الرسمية على سبر أغوار هذا التلفيق ووضع الحقيقة ناصعة البياض أمام المواطنين، على أقل تقدير من أجل ردع من تسوّل له نفسه رمي الحجارة في مياه الفتنة الراكدة؟

إقرأ أيضا لـ "عباس هاشم"

العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً