إلى ابنتي (مريم) بمناسبة نجاحها وتخرجها

الحمد للمولي على أفضاله

وله الثناء، مسيّر الأكوان

الواهبُ الرزاقُ حين يخصّنا

من فضله بالجود والإحسان

أيام سعدك -يا حبيبتي- أقبلت

مثل العروس بثوبها المزدان

وبكل حسن بالفخار تألقت

وتعطّرت بالورد والريحان

والتاج فوق جبينها متلالئٌ

وقلاندُ الياقوت والمرجـان

***

يا (مريم) الحسن الذي هو سيرة

ورواية الركبان للركبان

الله صاغك في الحياة كنغمة

منسابة من أعذب الألحان

قد بان فجرك في الحياة فسارعي

نحو العلا، بالجد والإيمان

ما أروع الأيام حين تضمّنا

في عطفها بمحبة وحنان

الله بارك صبحها ومساءها

وتفتحت فيها الزهور أماني

وغدا يصير بإذن ربي أجمل

فالعمر أجمل في رضا الرحمن

***

كل الحياة كأنها جاءت هنا

في بهجة، كيما تزف تهاني

من أجل (مريم) والنجاح حليفُها

إن النجاح يحق للمتفـــاني

هذي التي هي في الحياة حبيبتي

وفراشتي، والضوءُ في الوجدان

ثوب الطهارة والصفاء ثيابـها

وخمـارها التقوى بكل زمـان

والنور يسعى في خشوع صلاتها

وجبينها الوضــاء بالقـرآن

من كل حسن عبقري قد حوت

حقل من الأزهار، روضُ جنان

***

عشرون مرّت في الحياة كأنّها

مرّت بنا -يا طفلتي- كثواني!

أنتِ كما أنتِ بعيني طـفــلة

مازلتِ بنت الخمس أو سنتان

أخشى عليك من الحياة وما بها

من كل شيء يعتريك أعانـي

وأراكِ نبض القلب في خفقاته

سرّ المحبة نابضا بكــياني

****

جاء القصيد لأجل (مريم) مرسلا

يهدي إليكِ محبتي وحناني

فكأننا والحب يجري بيننا

روحٌ تقاسمهُ في الهوى اثنان

كفراشتين إلى الزهور تسابقت

أو موجتين تعانق الشطآن

طوع الكريمة والعزيز ابنتي

هذا القصيد وما يخطّ بناني

إبراهيم المناعي