العدد 1628 - الإثنين 19 فبراير 2007م الموافق 01 صفر 1428هـ

الأعلام الأميركية سيرفعها نوعٌ آخر من الناس

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحوادث التي مرت بها البحرين خلال الأسابيع الماضية كثيرة جدا ومعقدة أيضا. ففي الثاني من فبراير/ شباط الجاري تم اعتقال الناشطين حسن مشيمع وعبدالهادي الخواجة، وأخلي سبيلهما بعد يوم من التوتر. وفي البداية، كنا نتساءل عن سبب احتجاز مشيمع مع الخواجة في وقت واحد... ولاحقا سمعنا أن هناك ندوة في واشنطن في الـ 13 من الشهر الجاري خُصصت لكل من الخواجة ومعه أيضا المستشار الحكومي السابق صلاح البندر والباحث توبي جونز - الذي كتب تقريرا عن البحرين في وقت سابق - وأن الندوة تنعقد في أحد المعاهد المحسوبة على تيار المحافظين الجدد، وهو معهد أميركان إنتربرايز.

ربما إن الأمور سارت بسرعة وأدت إلى خلط بعض الأوراق بشكل متعمد قُصدت منه الإساءة إلى فئة من مجتمع البحرين، وهذا ما قرأته مما كتبه البعض ومن محضر ما جرى في المعهد الأميركي المشئوم... إلا ان أكثر ما استثارني التركيز على تعليق جونز، الذي قال: «كنت ذات مرة شاهدا على مظاهرة بالآلاف في منطقة سترة، وكانوا يرفعون أعلاما بحرينية، وسألت بعضهم، فقالوا: إذا ساعدتنا الولايات المتحدة فسنرفع الأعلام الأميركية منذ الغد».

ليس لي علم بمن قال مثل هذه العبارة لجونز، ولكني متأكد أنه لا يمثل شعب البحرين بشيعته أو بسنته... فالذين رفعوا أعلام البحرين في مسيرة سترة (في 25 مارس / آذار 2005) هم أنفسهم الذين صوتوا لصالح ميثاق العمل الوطني في14 فبراير2001، والذين صوتوا للميثاق هم أنفسهم الذين رفعوا سيارة الملك (من دون حراسة حوله) عندما زار سترة في 11 فبراير 2001... إنهم هم أنفسهم الذين مثلهم (الضرير) المرحوم الحاج الملا رضي بن طوق - رحمه الله - في أبريل / نيسان 1970 وصوّت لصالح استقلال البحرين تحت حكم آل خليفة عندما أوفد الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك مبعوثه الشخصي فيتوريو وينسبير جويشاردي للتعرف إلى رأي البحرينيين في تقرير مصيرهم... ومن يود المزيد من التفاصيل عن تلك الواقعة يمكنه مراجعة ما كتبه عبدالحسن بوحسين في صحيفة «الوسط» في 10 يناير/ كانون الثاني 2007، فهو كان حاضرا حينها.

ما نعرفه عن أهالي سترة - الذين لم يحصلوا على ما يستحقونه من ثروات بلادهم - هو أنهم كانوا ومازالوا وسيبقون أبناء البحرين الذين يرفعون اسم البحرين عاليا (لأنها بلدهم الأول والأخير)... أما الذين «يتاجرون بالموالاة» ويبيعون ولاءهم للسلطة فهم الذين وصفهم نادر كاظم في كتابه الأخير «طبائع الاستملاك»، وهم الذين «يبيعون» الولاء على النظام، وهم الذين سيرفعون أعلام أميركا وغير أميركا فيما لو كانت مصلحتهم المادية تتطلب ذلك.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1628 - الإثنين 19 فبراير 2007م الموافق 01 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً